إيمانًا من جمعية التنمية الأسرية بالأحساء ودورها المسؤول في السعي بالإصلاح في مجتمعنا الكريم، ولأن الشباب جزء من بناء الأسرة، بل هم الذين سيؤسسون أسرًا أخرى بمجرد تزوجهم، فقد خصهم بمجموعة من المناشط، التي تسعى إلى تقوية صلتهم بدينهم، وتعزيز انتمائهم لوطنهم، واستثمار طاقاتهم؛ للإسهام في إعمار بلادهم.
وقد تنوعت تلك البرامج والفعاليات التي تهدف إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة بأساليب مختلفة؛ فمرة تدريبية وثانية حوارية وثالثة إصلاحية ورابعة هاتفية وخامسة بالاحتواء الرياضي من خلال نادي التنمية الأسرية الشبابي، وكل هذا من أجل بناء الشباب بناء متكاملٍ لا يترك ثغرة في سياج تربيتهم؛ ليحلقوا في هذا المجتمع المعطاء بلاد الحرمين حرسها الله من كل شر ومكروه، ومن الطبيعي أن يوجد في كل مجتمع مظاهر وسلوكات وآفات تهدد المجتمع وأمنه، ومن هذه الآفات آفة الإرهاب بوجهه القبيح، ومحاولات أصحاب المنهج التكفيري اقتحام أعمار الشباب الغضة، والتأثير السلبي عليهم، وبل ووضعهم في موقع معاد لمجتمعهم.
ولذا فقد مضت جمعية التنمية الأسرية ـ منذ افتتاحها عام 1426هـ ـ بتقديم حزمة من الرسائل التربوية في عدد من المناشط التي يقدمها في خططه السنوية، بل جعل عنوان اول منتدى أسري ضخم: (الأمن الأسري بوابة الأمن الوطني)، الذي كان يهدف من خلال هذا المنتدى إلى بناء أسرة آمنة في سلوكاتها وأفكارها، رافضة للأفكار الدخيلة.
وامتدادا لتلك البرامج يقوم ـ خلال هذه الفترة ـ بتقديم دروس حوارية هادفة، تنمي في الشباب خاصة وأفراد الأسرة عامة والمجتمع كله الحس الوطني وحب الوطن من منظور شرعي، واجتماعي، والتأكيد على شعيرة من شعائر هذا الدين يحفظ الله بها البلاد والعباد وهي شعيرة طاعة ولاة الأمور في المعروف.
ومن هذه الدروس درس بعنوان: (نعمة الأمن) قدمه فضيلة الشيخ عبدالله بن صالح بوحنيه المحاضر بكلية الشريعة بالأحساء، ودرس بعنوان شرح قول الله تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، قدمه فضيلة الدكتور محمد بن عبدالله بوطبيان المحاضر بكلية الشريعة.
وفي شهر الله المحرم 1436هـ درس بعنوان: “كيف نربى أولادنا على حب الوطن؟” يقدمه عدنان بن سلمان الدريوش. وآخر بعنوان: “كيف أحمي أولادي من الأفكار الدخيلة”، يقدمه عدنان بن علي بن هندى وغيرها من الفعاليات التي تشارك الجمعية بها في رقي المجتمع، ويقوم بدوره وواجبه في الإسهام في رص الصفوف، والحرص على اللحمة الوطنية لتبقى دائما قوية ثابتة.
وكما قيل (وطن) لا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه، فنسأل الله أن يحمي بلاد الحرمين من كيد الكائدين، وحقد المتربصين وأن يوفق ولاة أمرنا إلى كل خير، وأن يجعلهم ذخرا لكل مسلم في الأرض.
المصدر : واس