إن للآباء ( الوالدين ) دور كبير في عملية التربية لا يمكن أن يقوم به غيرهما ، فهما من يقضيان الوقت الأكبر مع الأبناء و يتقبلون منهم ما لا يتقبلونه من غيرهم ..
لذلك كان التوجيه الرباني في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة … )
لذا كان علينا أن نذكر بهذا الدور العظيم للوالدين تجاه أبنائهم مع بعض الإلماحات المهمة من أجل جعل أبنائنا متفوقين ليس فقط دراسياً و إنما سلوكياً أخلاقياً و اجتماعياً و عبادياً …
إن أبنائنا بحاجة ماسة إلينا منذ الصغر و حتى في كبرهم هم محتاجون إلينا و محتاجون للاستفادة من خبراتنا و تجاربنا في الحياة ، و خاصة في هذا الزمن الذي تغيرت فيه معالم الحياة الاجتماعية و الثقافية ، و أصبحنا في زمن التطور العلمي و التقدم التكنلوجي ، و أصبح كثير من الأبناء معزولين حتى داخل بيوتهم بل ربما وهم جالسون بين والديهم و إخوانهم في غرفة واحدة ..
إن الأبناء كلما تقدم عمرهم كلما كبرت مشكلاتهم و نوعياتها لذا علينا أن نكون قادرين على مواجهة هذه المشكلات بشتى أحجامها و بالطرق المناسبة التي تحفظ لنا سلامة أبنائنا و تزيد تفوقهم السلوكي و الأخلاقي .
و قد يكون للمدرسة دور مهم في هذا التفوق ، لأن التعليم هو التعديل في السلوك ، لكن المدرسة ليست كل شيء لأننا نتكلم عن التفوق في جميع المجالات العلمية و السلوكية …
فالمدرسة تقوم بالتدريس و يختلط فيها الطالب بأقرانه فيظهر نتاج تربيته المنزلية في تعامله مع زملائه و مع أساتذته .
و دور الوالد هنا في التواصل مع المدرسة و زيارة الابن و أساتذته و التعرف على مستوى الابن الدراسي و السلوكي .
و مما يؤسف له أن بعض الآباء لا يعرف مدرسة ابنه إلا وقت التسجيل أو في حال استدعائه من قبل المدرسة و هذا نقص في دور الأب و تعاونه مع المدرسة في نجاح العملية التربوية .
– و لعل الوسائل التالية تعينك بإذن الله على تفوق أبنائك سلوكياً و تفوقهم أخلاقياً :
1- القرب من الأبناء : من خلال الجلوس معهم و قضاء وقت كاف للحديث و الحوار معهم ، بعض الآباء أصلحنا الله و إياهم تجده قريباً من أبنائه في صغرهم و إذا تقدموا في العمر و دخلوا المدرسة و أحياناً إذا وصل المرحلة المتوسطة أو الثانوية تجده أهمل ابنه فلا يتابعه في صلاته و لا يعرف مع من يجلس و من يصاحب ، ثم بعد ذلك يلوم ابنه على عدم احترامه وعدم السمع و الطاعة له و يقول أنه وصل إلى سن المراهقة و يخشى عليه من الانحراف ؟؟ من أوصله إلى هذا الأمر ..
في ظني أنه لو كان الأب قريب من ابنه منذ صغره و أثناء تقدمه في العمر بحيث يعرف مشكلاته و ما يواجهه من مصائب و يصارحه في كل شيء لما وصل إلى هذا الحد .
2- السيطرة على الانفعالات أثناء التعامل مع الأبناء و خاصة الأطفال .
3- الحرص على التحفيز و التشجيع و البعد عن التهديد و العقاب .
4- تقبل الابن كما هو من أجل تعديل سلوكه : أو الحب غير المشروط .
5- اصطحاب الابن : في المسجد و زيارة الأقارب و السوق و غيرها من الأماكن التي تصقل فيها شخصيته و يكتسب خبرات من والده في التعامل .
6- التعرف على وسائل التكنولوجيا الحديثة : لاختيار ما يناسب الأبناء منها ، فمن الصعب أن نوفر لأبنائنا أشياءً لا نعرف أضرارها و مساوئها .
7- طلب المعونة من الجيران و الأقارب و المعلمين في ملاحظة سلوك الابن و تصويبها ، فالأب قد ينشغل عن ابنه في بعض الأيام فإذا ضمن أن في المسجد و الحي و المدرسة من سيعينه في تقويم سلوك ابنه فإنه يطمئن لذلك ، و لابد أن يسعى الوالد في طلب هذا الأمر …
8- توفير الجو الملائم للأبناء داخل المنزل : الجو المناسب للاستذكار ، الجو المناسب للحوار ، جلسات الحديث مع الأبناء
9- لا تجعل أبناءك يحتاجون إلى غيرك في أي أمر من أمور الحياة ، ففي هذا الزمن كثر من يتلقى الأبناء خارج المنازل و يغريهم بأشياء محببة لهم لأجل استدراجهم و تدمير أخلاقهم .. فكن على حذر منهم .
10 – الدعاء للأبناء و الحذر من الدعاء عليهم .