الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

التعلق العاطفي



 

كيف تتعامل مع القلق العاطفي بإستراتيجية واضحة؟

التعلق العاطفي هو خط رقيق يفصل بين بناء علاقة مثمرة وطويلة الأمد وبين هدم العلاقات والتكلف فيها. التعلق المفرط يؤثر على مشاعر الشخص وأفكاره وأفعاله، ويحول العلاقة من مساحة راحة إلى ميدان صراع. لأجل ذلك عليك تحصين نفسك ضد التعلق المفرط، لتحافظ على علاقة مريحة وصحية.

التعلق العاطفي يؤثر على مشاعرك وأفكارك وأفعالك..

التعلق العاطفي ليس علاقة حب، وإنما هي مساحه الراحة التي يجدها كل شخص مع الأشخاص المقربين إليه، سواء أكانوا أصدقاء أم أقرباء أو غيرهم.

التعلق المفرط بشخص ما هو سبب في الهشاشة النفسية، وضعف العلاقات الشخصية، ويؤثر على إنتاجية الفرد، وقدرته على التكيف مع ظروف الحياة.

من مشاكل القلق العاطفي أنه يؤثر على العلاقات الشخصية بين الأفراد، ويحول العلاقات ويجعل أحد الطرفين اتكاليا بصورة تنفر الطرف الآخر، وقد يتحول إلى ما يشبه الوسواس القهري.

كيف تقيم نسبة التعلق العاطفي تجاه شخص ما؟!

  1. حدد شكل العلاقة التي تربطك به.
  2. هل تتمحور حياتك حول ذلك الشخص؟
  3. هل تفكر كثيرا في مدى ارتباطك به؟
  4. هل أنت قلق من ضعف العلاقة بينكما؟
  5. هل علاقتكما أقوى من أي علاقة أخرى بكثير؟
  6. هل يؤثر فيك رأيه بشدة؟ أكثر من رأيك بنفسك؟
  7. هل حياتك متوقفة عليه وتتأثر حياتك في غيابه كثيرا؟

هذه الأسئلة تساعدك على تكوين صورة عامة عن شكل العلاقة بينكما، والتي لا ينبغي أن يفصلها فارق كبير عن علاقاتك الأخرى. ولتحديد مدى التعلق العاطفي على وجه الدقة، راجع أخصائيا نفسيا.

إستراتيجية واضحة للتعامل مع التعلق العاطفي..

التعلق العاطفي هو جزء من الإنسان، فالإنسان بطبعه يخشى الوحدة، ويشعر في أوقات بالفراغ، ويحتاج إلى دعم من حوله.

لوضع إستراتيجية محكمة، حدد سبب التعلق العاطفي المفرط.

يختلف شكل التعلق العاطفي باختلاف شكل العلاقة بين الأفراد. فالعلاقات العاطفية (الزوجية) أكثر تعقيدا من العلاقات العامة. وهنا قد يكون سبب التعلق العاطفي هو الشعور بالوحدة، واستمداد الشخص لذاته ورضاه عن نفسه من الطرف الآخر.

أعد تقييم نفسك، واعرف أكثر ما يميزك أو يعيبك.

من الخطوات الفعالة في علاج التعلق العاطفي.. استكشاف نفسك، وبناء هوية مستقلة لك. فبذلك أنت تقف أمام ذاتك وأنت تعلم أنك شخص مستقل وأنك تستحق حياة طبيعية كغيرك من الناس. وأنت بهذا تستغني عن الناس.

تعامل مع الأمر بواقعية، فلا شك بأن توتر علاقتك مع أحد المقربين إليك سيؤثر عليك سلبا.

وهنا نتحدث عن التعامل الصحيح مع الحوادث غير المتوقعة، فمن الطبيعي أن تتألم ومن الطبيعي أن تتأثر حياتك. لكن لا تدع ذلك يدوم لزمن طويل، أو يعرقل حياتك كاملة.

كون علاقة صحية وآمنة.

من غير المريح أن يكون الإنسان في بيئة غير متوافق معها، وحيث إن الإنسان لا يحب الغربة والوحدة، فإنه يساير الجماعة على غير هواه. ومثل هذه العلاقات تظهر معها كثير من المشاكل النفسية، ويكون الطرف الخاسر في هذه العلاقة هو أنت!

الإنسان يأنس بمن حوله، فما نريده هو بناء هوية مستقلة وشخصية قوية، تنفع وتنتفع بمن حولها. وبين الطبيعي وعكسه خط رقيق يفصل بينهما، فاحرص على تقويم نفسك باستمرار لتسير على نور.

———————————

بقلم أ. ميسة الحارثي

المصدر : صحيفة اليوم (السعودي)

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم