فؤاد عبدالله الحمد
قد تتغلغل المشاكل الروتينية داخل العلاقات الزوجية، وقد تبدو في مظهرها علاقة مدمرة بعض الشيء، فماذا لو كانت هذه العلاقة قائمة على التعلق العاطفي المرضي، وقد تبذلون قصارى جهدكم من أجل إنجاح العلاقة الزوجية. فماذا تعرفون عن التعلق العاطفي المرضي؟
التعلق العاطفي المرضي حالة نفسية وعاطفية تؤثر على قابلية الشخص ليتمتع بحياة صحية والقيام بعلاقة جديدة مع شخص آخر. ويُعرف التعلق العاطفي المرضي دائماً بـ “الإدمان في العلاقة”.
كيف تكتشف التعلق العاطفي المرضي؟
مصطلح حدده علماء النفس، وقد يغيب عن أذهاننا ولكننا نطبقه في الحياة اليومية بطريقة ما دون أن نعلم ذلك، وهو مرتبط في حالة مشتركة بين طرفين حيث يحاول أحدهما تكريس وقته وجهده من أجل تحسين ظروف الطرف الآخر أي المدمن أو الذي يعيش في حالة إدمان قهري، وغالباً ما يكون الطرف الأخر مدمن على المخدرات والكحول. ويطلق على هذه الحالة التعلق العاطفي المرضي. وقد تظهر هذه الظروف النفسية بين الأزواج أيضاً، حيث يكون الحب في تلك المرحلة غير صحي، لاسيما وأن أحد الطرفين سوف يتعامل مع الطرف الاخر بشكل سلبي وخاصة عندما يدمن على شرب الكحول، حينها يكون الشخص السليم قد بذل المزيد من الوقت في محاولة إخراج الشريك ” المدمن” من مرحلة الإدمان، ولذا فقد ينسى تلبية احتياجاته بسبب انشغاله في تلبية احتياجات الشريك المدمن.
وقد يعرف التعلق العاطفي المرضي على أنه نمط من التعلق القهري في السلوك والتصرفات القهرية للإدمان، ويعود ذلك إلى رغبة الشريك على أنه يحيطه أشخاص مرضى حتى يشعر بحاجة الأفراد له وهذا يزيد من ثقته بنفسه. وقد يحدث التعلق العاطفي في العلاقات الأسرية، والعاطفية وكذلك بين الزملاء في العمل وحتى الأصدقاء. وقد يتميز الشخص الذي يعاني من التعلق العاطفي المرضي من قدرته على إنكار الوضع القائم عليه، وقد تسبب له هذه الحالة عدم تقيم الذات، ويجد نفسه على أنه شخص مثالي ويملك أدوات السيطرة.
ويذكر أن العلاقات التي يحدث بها التعلق العاطفي المرضي لا تنتهي غالباً بمأساة، ولكنها تمنع الأشخاص من العيش بطريقة طبيعية، وقد تخلق العديد من المشاكل. ولكن في المقابل عليكم أيها الأزواج البحث عن الحلول لهذه المشاكل وبطريقة منطقية بعيداً عن الطاقة السلبية.
التعلق العاطفي بين الأزواج
مصطلح التعلق العاطفي المرضي تطرق في بداية الأمر حسب ما ذكر علماء النفس إلى طبيعة العلاقات التي تربط بين الأشخاص حين يعاني أحدهم من مشكلة الإدمان وتناول المخدرات أو الكحول. ولكن المصطلح قد تطور لكي يشمل العلاقات الزوجية، حيث من الممكن أن تنشأ المشاكل بفعل عدم قدرة أحد أطراف العلاقة في السيطرة على النزوات، أو قد لا يبدي رغبة في العلاقة الجنسية مع الطرف الآخر، وحينها يظهر التعلق العاطفي لدى الطرف الغير مرغوب فيه لكي يحاول جاهداً إصلاح ما حدث.
وعلى سبيل المثال، فإن وجد في العلاقة الزوجية طرف مدمن على الكحول، حينها قد يحاول علاج نفسه بنفسه، أو قد يتوسل إلى الشريك الآخر من أجل أن يساعده في تغيير هذه الحالة، غير ان الشخص الذي يميل إلى التعلق العاطفي بالطرف الآخر المدمن سيواجه مشكلة في تركه، وسيبذل كل جهده من أجل إنقاذ حياة الشريك ” المدمن” وكذلك الحياة الزوجية.
ومع ذلك فقد يشعر الشريك “السليم” بالسيطرة على الشريك ” المدمن”، وقد يشعر الأخير بفقدان السيطرة وبأنه ضعيف، وسيحصل الشريك “السليم “على دور المسيطر، وسيدرك قدرته على تغيير ما حصل بالمدمن، ولكن على الطرف الآخر (السليم) مراعاة احتياجاته وظروفه قبل إثبات قوته للطرف المدمن.
وعليه فإن العلاقة الغير مثالية قد تكون أحياناً جيدة ومريحة، وفي كثير من الأحيان الأشخاص الذين لا يعرفون احترام الذات ودائما ما يرددون على ألسنتهم ” لا قيمة لي”، ” لا أحد يرغب بي”، قد يفكرون بطريقة سلبية، وهذه الأفكار السلبية الشائعة جداً قد تؤثر في العلاقات الزوجية وبقاء الشخص مع الطرف الآخر.
سبب حدوث التعلق العاطفي
ويمكن تفسير سبب حدوث التعلق العاطفي المرضي بين الأشخاص من خلال المثال التالي، حيث قد ينشب هذا التعلق لدى الأشخاص الذين واجهوا أوضاعاً مماثلة من حالة الإدمان. ومن بين هذه الأمثلة التوضيحية للحالة، حالة الفتاة التي قد تنجذب إلى الأشخاص الذين يشربون الكحول وبكميات كبيرة، وقد جاء هذا الانجذاب بعد اعتياد والدها على شرب الكحول وبذلك هي تأثرت بهذه العادة السيئة، وقد تعلقت بها قبل تجربتها. غير أن معظم الأشخاص الذين لم يعاشروا حالات كهذه فقد لا تطول مدة تعلقهم بالحالة المرضية، ولكن من قدم التضحية تجاه الشريك ” المدمن” فقد يمارسون التعلق العاطفي ولفترات طويلة.
كيف تميزون التعلق العاطفي؟
هناك ثلاثة أسئلة بسيطة قد تساعدكم في معروفة حدوث التعلق العاطفي المرضي، وهذه الأسئلة عليكم طرحها على أنفسكم لمعرفة الإجابة، وعليكم حينها محاسبة أنفسكم. فما هي هذه الأسئلة؟
– هل العلاقة مع الطرف الآخر تهمني أكثر من نفسي؟ وقد تغلب صفة الأنانية على مشاعر الحب بين الطرفين، ولذا نريد أن نجعل الطرف الآخر سعيداً، و نحن حينها نضحي بعدة امور لتحقيق ذلك بدافع الحب، ولكن بالمقابل لا ينبغي أن ندمر أنفسنا.
– ما الثمن الذي أدفعه لأكون مع هذا الشخص ؟ الذي يعاني من القلق قد يدرك أنه يدفع الثمن بالوجود بقرب الشخص المدمن، فقد ينقصه الكثير من الراحة والاستجمام والاهتمام بالنفس.
– هل أن الوحيد الذي أبذل جهداً في هذه العلاقة ؟ قد يكون أحد الطرفين يبذل قصارى جهده في إنجاح العلاقة، والطرف الآخر غير مكترث لذلك.
صفات المُتعلق عاطفياً؟
الأفراد التي تعاني من التعلق العاطفي المرضي تميل الى الحفاظ علي علاقه من جانب واحد هذه العلاقه تعتبر مسيئه أو مدمرة نفسيا
التعلق العاطفي المرضي أكتشف منذ 10 سنوات. كان نتيجة دراسات مكثفه عن العلاقات في عائلات المدمنين للخمر. التعلق العاطفي المرضي يتعلمه الشخص عندما يري او يقلد تصرفات فرد من أفراد العائلة يعاني من هذه الأضطرابات.
التعلق العاطفي المرضي دائما ما يصيب افراد العائله خاصه إذا كان هناك فرد مدمن للكحليات أو المخدرات، مثل الأباء، الازواج أو النسايب. يمكن أيضا ان يصيب الأصدقاء أو زملاء العمل.
مصطلح “التعلق العاطفي المرضي” أستعمل اولا لوصف الوالدين إذا كان كليهما مدمنين للمخدرات او الكحليات، أو لشخص يعيش أو في علاقة مع شخص مدمن. في جميع الحالات، الأشخاص الذين في علاقه مع أشخاص مصابين بمرض عقلي أو جسدي، غالبا ما يتعلقوا بهم تعلق مرضي. هذا المصطلح يستخدم الآن اي شخص من أسرة مختلة مصاب بتعلق عاطفي مرضي.
الأسره المختله هي اي عائلة يعاني أفرادها من العصبية، الخجل، الخوف او الالم الذي لا يفصح عنه. هناك العديد من المشكلات التي يمكن ان تسبب التعلق العاطفي المرضي مثل:
– وجود فرد من العائلة مدمن للكحليات، المخدرات، الطعام، العمل، العلاقات، لعب القمار او الجنس.
– وجود فرد من العائله يعاني من مرض مزمن سواء كان جسدي او عقلي.
– وجود سوء معامله يمكن ان يكون عاطفي، جسدي او جنسي.
العلاقات تكون غير صحية ومختله لأن الطاقه وكل الإهتمام موجه ناحيه الشخص المدمن او المريض من العائله. الشخص المصاب بالتعلق العاطفي المرضي، يمكن ان يضحي بصحته من أجل الشخص المريض او المدمن.
بالرعم من ان الشخص المتعلق عاطفيا يكون حسن النيه حيث انه يريد ان يعتني بالشخص المدمن او المصاب بمرض مزمن وبهذه الطريقه تتكون الدورة المختله. بدلا من النيه الحسنه، الشخص المتعلق عاطفيا ينوي فقط ان يساعد الشخص المريض لكنه بهذه الطريقه يدمر نفسه. هذا يؤدي الى إعتماد الشخص المريض على الشخص الذي يساعده ” المساعد”. ولكن هذه العلاقه تكون غير صحيه، حيث ان الشخص المتعلق عاطفيا يبدأ في الأعتماد على المشاعر الجميله التي يشعرها لوجود شخص محتاج له وغالبا الإعتناء يشخص مريض يكون أكثر ضررا حيث يشعر الشخص المتعلق عاطفيا بأنه محاصر وعاجز وغير قادر علي التخلص من هذا السلوك.
الشخص المصاب بالتعلق العاطفي المرضي تكون له صفات معينه مثل تحمل مسؤلية أخطاء الاخرين. دائما يقومون بأخطاء جسيمة من اجل الحب، وغالبا ما يميلون إلى الإعتناء بالأشخاص الذين يمكنهم مساعدتهم. إنهم يفعلون اكثر مما يظهر عنهم،ويحزنون عندما يشعروا بعدم التقدير. يمكن ان يسافروا لمسافات بعيدة لتجنب الشعور بالتجاهل والهجر.
الأشخاص المتعلقين عاطفيا غالبا ما يظهروا إحتياج مرضي لأن يعرفهم الناس ويظهروهم، يميلون الى الشعور بالذنب حيتما يحاولوا إثبات انفسهم. في معظم الحالات، يفقدوا الثقه بأنفسهم وبالآخرين. يمكن ان يصبحوا مثيرين للشك ومسيطرين، يقيمون مخاوف وهميه من كونهم بمفردهم أو مهجورين وغالبا ما يجدوا صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ويمكن ان يعانوا من مشكلات أخلاقية مثل خيانة الأمانة، الكذب، الغضب المزمن، صعوبة إتخاذ القرار وقلة مهارات التعامل. يمكن ان يصبحوا غير عمليين ويصعب تغييرهم
إذا كنت تعتقد انك تعاني من التعلق العاطفي المرضي، يجب ان تتحدث مع طبيبك او تقوم بعمل اختبار التقييم الذاتي الخاص بالتعلق العاطفي المرضي. أو تواصل معنا مباشره. سوف نساعدك في التعامل مع مشكلتك بطريقه مهنيه فائقه لنساعدك للوصول الي الطريق لحياه جديده ومرضية.
علاج التعلق المرضي التعلق المرضي:
– تحديد الدرجة التي وصلت إليها العلاقة.
– التعرف على ما ينقصك وأسباب وصول العلاقة إلى هذا الحد.
– حاول التفكير بهدوء والتفكير في بدائل منطقية، تساعدك على تخطي المرحلة.
– تعلم مهارات تساعدك على تقدير ذاتك بشكل أكبر.
– تعرف على طبيعة المرحلة والاضطرابات التي تحدث لك في هذه الفترة.
– الحزم في العلاقة واتخاذ قرار سليم. عدم الذهاب إلى الأماكن التي كنتم تلتقون فيها من قبل.
أخيراً إن شعرت أن علاقتك بغيرك غير طبيعية ولا تشعر فيها بالراحة حدد دائماً قرار وهل تريد الإكمال معه أم لا ، قبل أن تتعلق به تعلقاً مرضياً، في حالة الشعور بأنك لا تستطيع التخلي عن شريك حياتك رغم الإيذاء النفسي الذي تتعرض له، فمن المفضل الحديث مع طبيب نفسي أو مُختص في الشؤون الأسرية، ويمكنك استشارة أحد مستشارينا من http://www.almostshar.com