هناكَ إقبالٌ كبيرٌ، ولافتٌ منْ الأفرادِ، ومنْ فئاتٍ عمريةٍ وجنسيةٍ متفاوتةٍ على التطوعِ؛ مما يثلجُ الصدرَ، هذا ما نشهدُهُ منْ خلالِ قراءةِ الأرقامِ والتقاريرِ المنشورةِ، وما يعلنُ على منصاتِ طلباتِ التطوعِ في القطاعاتِ غيرِ ربحيةِ المتنوعةِ في المملكةِ، والعملِ الجادِّ والحثيثِ منْ هذهِ القطاعاتِ للمساهمةِ بإتاحةٍ وطرحِ فرصٍ تطوعيةٍ، وذلكَ تلبيةً لهذهِ الرغباتِ المتزايدةِ، وتحقيقاً لرؤيةِ المملكة والتي تهدفُ للوصولِ إلى مليونِ متطوعٍ.
فالتطوعُ هوَ عملٌ جليلٌ وقيمةٌ دينيةٌ ساميةٌ، ومساهمةٌ مهمةٌ لتفعيلِ طاقةِ أفرادِ المجتمعِ، والتي هيَ سمةٌ منْ سماتِهِ وهويتُهِ الخيرةُ، رغبةٌ في مساعدةِ الآخرينَ، ودعمُ ذلكَ بالنفسِ والمالِ والجهدِ والوقتِ، حتى تتحققَ الفائدةُ في إثراءِ الوطنِ بمنجزاتٍ نوعيةٍ بأيدي أبنائِنا بهدف رفعةِ ورقيٍّ المجتمعِ.
– يمكنُ للمتطوعِ تقديمُ وتنفيذُ مشاركاتٍ قيمةٍ في مجالاتٍ مختلفةٍ: مثلَ العملِ الاجتماعيِّ، والتعليمِ، والبيئةِ، والصحةِ، والثقافةِ، والرياضةِ، وأخرى تختصُّ بها كالتطوعِ في أعمالِ الحجِّ وخدمةِ الحجيجِ كلَّ عامٍ، وغيرِها الكثيرُ.
– ومقابلَ ذلكَ نجدُ إنشاءَ منصةِ العملِ التطوعيِّ بوزارةِ المواردِ البشريةِ والتنميةِ الاجتماعيةِ، والتي أتاحتْ لنا أنْ نتطوعَ في المكانِ، والزمانِ، والمجالِ الذي يناسبُ الخبراتِ والمهاراتِ، كما أتاحت المنصةُ الفرصةَ لتوثيقِ الساعاتِ وإصدارِ الشهاداتِ التطوعيةِ، فبدأنا نشهدُ الكثيرَ من التجاربِ والخبراتِ المتميزةِ في طرحِ هذهِ الفرصِ وتنوعِها وهيَ فعلاً جديرةٌ بالاستنساخِ والاستفادةِ منها في مؤسساتٍ وطنيةٍ عدةٍ؛ كمنصةِ المسؤوليةِ الاجتماعيةِ بجامعةِ الإمامِ عبدالرحمن بن فيصل، والتي أتاحت الفرصَ للطلابِ والطالباتِ وأعضاءِ هيئةِ التدريسِ ومنسوبيها بفرصِ التطوعِ وربطِ ذلكَ بمنصةِ العملِ التطوعيةِ الوطنيةِ. وكذلكَ أيضاً منصةُ سفيرِ الجودةِ التابعِ لهيئةِ المواصفاتِ والمقاييسِ، والذي تهدفُ إلى إشراكِ خبراءِ الجودةِ للمساهمةِ في رفعِ ثقافةِ الجودةِ وتحسينِ الأداءِ وتجويدِ الأعمالِ.
– وأيضاً المنصةُ الأبرزُ وهيَ منصةُ التطوعِ الصحيِّ بإشرافِ وزارةِ الصحةِ، والتي تسهمُ في إتاحةِ الفرصةِ للجميعِ للمساعدةِ على البرامجِ الإنسانيةِ في جميعِ القطاعاتِ الصحيةِ منْ مستشفياتٍ ومراكزَ وما بها منْ أعمالٍ تخدمُ وتقدمُ للمرضى، وغيرُها الكثيرَ منْ التجاربِ الوطنيةِ التي برزتْ وتنامتْ، فالتطوعُ وفضائلُهُ متعددةٌ ومفيدةٌ منها تطويرُ المهاراتِ، ومنها بناءُ شبكاتٍ اجتماعيةٍ، توسيعُ المعرفةِ، وزيادةُ الوعيِ بالمشاكلِ الاجتماعيةِ والبيئيةِ كما يمكنُ أنْ يكونَ للتطوعِ تأثيرٌ إيجابيٌّ على الصحةِ النفسيةِ للمتطوعِ، حيثُ يشعرُ بالرضا والسعادةِ عندما يكونُ قادراً على مساعدةِ الآخرينَ وتحقيقِ الخيرِ.
– وأيضاً اكتسابُهُ الجديدُ في مجالاتِ الاختصاصِ المتنوعةِ. أوْ الرغبةُ في المشاركةِ لمشاريعَ تنمويةٍ تتناسبُ منْ اهتماماتِهِ ليشاركَ بهِ. لعمرِي إنَّهُ يعززُ الشعورَ بالانتماءِ وروحِ المواطنةِ للمتطوعِ، وإحساسُهُ بأنَّهُ جزءٌ لا يتجزأُ منْ نسيجِ المجتمعِ.
خلاصةُ القولِ، التطوعُ جزءٌ مهمٌّ وركيزةٌ من رؤية2030، لنحرصَ جميعاً على الاستفادةِ من هذهِ الفرصِ المتاحةِ في كلِّ قطاعٍ، وعلى المؤسساتِ جميعُهنَّ العملُ على إتاحةِ وتكثيفِ الإعلاناتِ عن الفرصِ التطوعيةِ للجميعِ للتشرفِ بخدمةِ الوطنِ وتعظيمِ المشاركةِ الاجتماعيةِ.
—————————————
بقلم د. أحمد الكويتي