الأربعاء 18 سبتمبر 2024 / 15-ربيع الأول-1446

الترفيه والسينما



 

 

تُحَدِّثُنَا أَمْنًا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَتَقُول : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأنا خَفِيفَةُ اللَّحْمِ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: (تَقَدَّمُوا)، ثُمَّ قَالَ لِي: (تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ)، فَسَابَقَنِي، فَسَبَقْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي سَفَرٍ آخَرَ، وَقَدْ حَمَلْتُ اللَّحْمَ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: (تَقَدَّمُوا)، ثُمَّ قَالَ لِي: تَعَالَيْ أُسَابِقُكِ، فَسَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَضَرَبَ بِيَدِهِ كَتِفِي، وَقَالَ: (هَذِهِ بِتِلْكَ).


وصَارَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُكَانَةَ فَصَرَعَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا وَضَعَ أَحَدٌ جَنْبِي إِلَى الأَرْضِ، فكانَ سبباً فِي إسلامِه.. وَهَذِه مصارعةٌ ليسَ فِيهَا أَذًى ولا ضررٌّ ولا كشفٌ للعوراتِ.


واستمعَ عَلَيْه الصَّلَاة وَالسَّلَام إِلَى الشِّعرِ، فعَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْماً فَقَالَ: (هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْئاً؟)، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: (هِيهِ)، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتاً، فَقَالَ: (هِيهِ)، ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتاً، فَقَالَ: (هِيهِ)، حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ.. وخرجَ إِلَى البساتينَ وإلى الصَّحراءِ للنُّزهةِ، ومازحَ أصحابَه، وسمحَ لعائشةَ باللَّعبِ مَع البناتِ، وأذنَ للحبشةِ فِي يومِ العيدِ باللَّعبِ بِالْحِرَابِ، وقالَ لعمرَ رضيَ اللهُ عَنْه : دَعهم يَا عمرُ، حَتَّى تعلمَ اليهودُ والنَّصارى أنَّ فِي دينِنا فُسحةً.


كلُّ هَذِه الأحاديثِ وغيرِها تدلُّ عَلَى أهميةِ التَّرفيهِ فِي حياةِ النَّاسِ، فَلا بُدَّ للعبدِ أن يجعلَ لنفسِه أوقاتاً للاسْتِجْمامٍ وَالْإِينَاس ، وَإِلاّ لَمَّا أنفقَ فِيهَا عَلَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ جُزاءً مَن وقتِه الثَّمينِ، فِي التَّرويحِ عَن النَّفسِ وَهْو رسولُ ربِّ العالمينَ.
فالجسدُ يحتاجُ إِلَى تجديدِ النَّشاطِ، والنَّفسُ تحتاجُ إِلَى صرفِ السَّآمةِ والمللِ، ولذلكَ لمَّا رَأَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلمَ بعضَ أصحابِه قَد أغفلَ هَذَا الجانبَ فِي حياتِه، دعاهُ وأرشدَه إِلَى الصَّوابِ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟)، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (فَلَا تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).


فَهَذِه حياةُ المؤمنِ، ساعةٌ فِي الطَّاعةِ والعباداتِ، وساعةٌ مَع الأولادِ والزَّوجاتِ، وساعةٌ فِي الأعمالِ والتِّجاراتِ، فَهُو بينَ الطَّاعاتِ والمُباحاتِ، وَقَد يجعلُ التَّرفيهَ بصالحِ نيَّتِه صَدقاتٍ، قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلمَ لسعدِ بنِ أَبِي وقاصٍ رضيَ اللهُ عَنْه : (إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فَمِ امْرَأَتِكَ).


فالْمُبَاحُ إِذَا قَصَدَ بِهِ العبدُ وَجْهَ اللَّه تَعَالَى صَارَ طَاعَةً يُثَابُ عَلَيْهِ، وَقَدْ نَبَّهَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا بِقَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فَمِ اِمْرَأَتك)، لِأَنَّ زَوْجَةَ الْإِنْسَانِ هِيَ مِنْ أَخَصِّ حُظُوظِه الدُّنْيَوِيَّةِ، وَإِذَا وَضَعَ اللُّقْمَة فِي فِيهَا فَإِنَّمَا يَكُون ذَلِكَ فِي الْعَادَةِ عِنْد الْمُلَاعَبَةِ وَالْمُلَاطَفَةِ، فَهَذِهِ الْحَالَة أَبْعَدُ الْأَشْيَاء عَنْ الطَّاعَة وَأُمُور الْآخِرَة، وَمَعَ هَذَا فَأَخْبَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ إِذَا قَصَدَ بِهَذِهِ اللُّقْمَةِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى، حَصَلَ لَهُ الْأَجْرُ بِذَلِكَ.


فَمَا أحرانا أن نستحضِرَ في ترفيهِنا النَّوايا الطيبة، حتى تكونَ من الصَّدقاتِ ونفوزَ بعظيمِ العطايا.

 


يختلفُ التَّرفيهُ باختلافِ الأعمارِ، فيحتاجُ الصغار ما لا يحتاجُه الكِبارُ، ولكنْ بما أن كلَّ شيءٍ في حياةِ المؤمنِ مُرتبطٌ بعبادةِ الواحدِ الملكِ الدَّيانِ (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فالتَّرفيه كغيرِه من أمورِ الحياةِ التي لا ينبغي لها أن تُخالفَ شرعَ اللهِ سبحانَه وتعالى والغايةَ من خلقِ الإنسانِ.


فالمسلمُ في ترفيهِه يحتسبُ الأجرَ في تعلُّمِ فنونِ الجِهادِ، وتقويةِ أواصرِ الوُدِّ بينَه وبينَ إخوانِه وأهلِه والأولادِ، فَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ يَرْمِيَانِ، قَالَ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: أَكَسِلْتَ؟، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَهُوَ لَعِبٌ، لَا يَكُونُ أَرْبَعَةٌ: مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَتَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ –تَعَلُّمُ الرِّمَايةِ-، وَتَعَلُّمُ الرَّجُلِ السَّبَّاحَةَ).


ومن نظرَ إلى المجتمعِ الكافرِ علمَ أنَّه ليسَ لديهم في التَّرفيهِ سَقفٌ، ولا يمنعُهم عن وسائلِه دينٌ ولا حياءٌ ولا عَيبٌ ولا عُرفٌ، فيفعلونَ ما شاءوا متى شاءوا بأيِّ طريقةٍ شاءوا، ويصرفونَ على التَّرفيهِ ملايينَ الدولاراتِ، حتى أصبحَ عندَهم من أهمِّ وأغنى التِّجاراتِ، ولا غرابةَ في ذلكَ فقد وصفَهم اللهُ تعالى بقولِه: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)، ولكن المصيبةَ العظمى عندما تحذو بعضُ الدُّولِ الإسلاميةِ حذوَهم في التَّرفيهِ دونَ الالتفاتِ إلى الحلالِ والحرامِ، فأيُّ سعادةٍ, وأيُّ فرحٍ, هذا الذي يُدخلُه الإنسانُ على نفسِه وعلى أهلِه وهو يخوضُ في معصيةِ اللهِ تعالى، ولكن صَدقَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ، تَبِعْتُمُوهُمْ)، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟، قَالَ: (فَمَنْ؟).


ونحنُ كدولةٍ قامتْ تحتَ رايةِ (لا إلهَ إلا اللهُ)، وشَرُفَتْ بخدمةِ بيتِ اللهِ، وفي أرَضِها جسدُ رسولِ اللهِ، صلى اللهُ عليه وسلمَ، فينبغي أن نكونَ على حذرٍ من الجهرِ بالمعاصي بحجَّةِ التَّرفيهِ كالمهرجاناتِ الغنائيةِ والأفلامِ السينمائيةِ، وما تنازعَ فيه المتنازعونَ واختلفَ فيه المُختَلِفونَ في وسائلِ التَّرفيه فمرجِعُهم دستورُ البِلادِ الكتابُ والسُّنَّةُ، كما أمرنا العزيزُ الحكيمِ، في كتابِه العظيمِ: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، وما يُفتي به علماءُ الشَّرعِ العالمينَ بالحلالِ والحرامِ، والنَّاظرينَ إلى عقوباتِ اللهِ تعالى لأهلِ المعاصي والإجرامِ، ثمَّ على الجميعِ الرِّضا والتَّسليمِ بأحكامِ الإسلامِ.


قد يقولُ قائلٌ: لماذا تُمنعُ الأفلامُ السينمائيةُ، وما تعرضُه شاشةُ التِّلفازِ في بعضِ البيوتِ أعظمُ وأكبرُ، ونحنُ نستطيعُ بافتتاحِ السِّينما أن نضبطَ الأفلامَ والأعمارَ والأوقاتِ؟!.


فيُقالُ: الضوابطُ في هذه الأمورِ لا تنضبطُ.. فمن سيضبطُها؟، وما هي الضَّوابطُ؟، وإلى متى؟، (قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ)، وأما ما قلتَ مما يُعرضُ في بعضِ البيوتِ، فصدقتْ، بل وما يكونُ في بعضِ الاستراحاتِ أشدُّ وأفظعُ، ولكن لا تزالُ البلادُ في عافيةٍ ما دام أن المنكرَ مستورٌ، كما قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ)، فإذا جهرَ به النَّاسُ ولم يُنكرْ، رُفعتِ العافيةُ وجاءَ البلاءُ، فلا تسلْ بعدَ ذلكَ عن ذهاب الأمنِ والرِّزقِ والرَّخاءِ، كما جاءَ في الحديثِ: (إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ).


إن من له أدنى مشاركة في معرفة تاريخ السينما يقرر أنها أداة فساد دون أدنى شعور بالنقص. ‏إن أُولى متطلبات صناعة السينما هو تكوين مجتمع فني من ممثلين وممثلات وطنيين أو مستوردين إلى حين إعداد الجيل الوطني كما حصل في بعض البلاد العربية.


‏هذا المجتمع الفني شئنا أم أبينا سيكون محل تقليد الشباب، بل سيكون مؤثراً في تكوين العادات الجديدة المنسلخة عن الأصول القِيَمية للمجتمع.


‏والمجتمعات الفنية في كل بلاد الدنيا يغلب عليها العفن، ويمكن للتحقق من ذلك مطالعة أي مجلة متخصصة في أخبار الفنانين. ‏


‏المجتمعات الفنية – وهي بعيدة عن بلادنا – آذتنا كثيراً منذ خمسين عاما، وساهمت في إيجاد طبائع دخيلة فاسدة، فكيف إذا وُجدت بيننا؟!


‏صناعة السينما لا تقتضي تهيئة مجتمع فني من ممثلين وممثلات فقط, بل معاهد للتمثيل والرقص والموسيقى بأنواعها والديكور والماكياج والمونتاج.


‏إنه عالم آخر لا يجتمع لينتج ضوابط شرعية بل ليغرب المجتمعات المحافظة ويسقط المتغربة حتى أمريكا العاهرة تشتكي السينما التي تزيدها انحطاطا.

 


‏يقولون:قبلتم السينما الموجودة في القنوات الفضائية فلماذا لا تقبلون السينما في صالات العرض؟


‏والجواب: من قال لكم إننا قبلنا السينما في القنوات؟! والجميع يعلم أن العلماء ومن تبعهم أول من حذر من البث المباشر إلا أن رؤيتهم بعيدة النظر جوبهت بالازدراء حينها.


‏لتخش كل أمة تبتغي الرفاهية بما حرم الله أن يقال لها يوما (لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون)


‏وأخيراً أقول لكم: نحن في بلادنا المملكة العربية السعودية ننعم بمنهج إسلامي سلفي أثبت للعالم بأسره أنه قادر على أن يكون أنموذجاً يحتذى، دون الحاجة إلى جذور مستعارة، فليس بين واقعنا وتراثنا أي خصام، وإنما الخصام بين أفراد طامحين إلى واقع مستعار لا يلائم تراثنا الأصيل.


إن لدينا من العقول ومن أدوات الابتكار، وأيضا من الفسحة في الدين ما يجعلنا قادرين على اختراع برامج لإسعاد أنفسنا ومجتمعاتنا دون أن نُحدِث خصاماً بين ماضينا وحاضرنا، وبين أولنا وأخرنا.

 


صحيح أن المملكة العربية السعودية تُمَثِّل اليوم إحدى الدول القلائل إن لم تكن الدولة الوحيدة في العالم بأسره التي بقيت صامدة أكثر من ثمانين عاماً أمام الخضوع الفكري والأخلاقي والسياسي لمعطيات الحضارة الغربية في ذلك كله، وصحيح أيضا أنها تتكلف جراء ذلك أعباء متنوعة؛ لكن كُلْفتها وأعباءها ستكون أعظم وأخطر لو فرَّطَت في هذه الخصيصة أو لمس العالم منها الاستعداد ولو تدريجياً لذلك التفريط.


فلنحافظْ جميعاً على هذه البلادِ، من أهلِ الزَّيغِ والفسادِ، فإذا كَثُرَ الشَّرُ وعمَّ، أحاطَ العذابُ وطمَّ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟، قَالَ: (نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ)، وقد حذَّرنا اللهُ تعالى بقولِه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فنعوذُ باللهِ تعالى من سخطِه وعذابِه وعقابِه.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم