أ.عبد الرحمن هاشم.
الأديب الدكتور محمود عمارة أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية في تحليله لهذا المشهد التربوي يقف عدة وقفات:
1
ـ الوالد هنا ـ وهو رمز من رموز العرب ـ كان وفياً بحق ابنه الذي اختار اسمه فأحسن الاختيار فسماه “معاوية“.2
ـ استصحاب الوالد ولده معه في سفره إيثاراً للون من التربية بالأحداث والمواقف.. فإذا كان الطفل في البيت مدللاً مجاب الرغبات وبخاصة من جانب “أمه” التي تفيض رقة وحناناً.. فإنه وفي السفر يلاقي من خشونة التنقل وتغيير العادات ومفاجآت الطريق ما يصقل شخصيته عن طريق ما يلاقيه من وعثاء السفر وتقلباته، بعيداً عن رخاوة البيت، ووفرة النعيم الذي به يترهل الجسم، ثم يستعبده النعيم فلا يصلح لاتخاذ القرار في مواجهة المواقف الصعبة والأوقات الحرجة.سافر: تجد عوضاً عمن تفارقه *** وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
3
ـ ثم إن الوالد هنا يستودع ولده نفقات الرحلة تدريباً له على الإنفاق وتدبير شؤون أهله من بعد.ثم هو يستغني به عن “السكرتيرة” الجميلة.. وما قد يترتب عليه من مشكلات تفيض بها أنهار الصحف للأسف الشديد.