الخميس 19 سبتمبر 2024 / 16-ربيع الأول-1446

البساطة ومفاتيح صديقي



كلمة ( البساطة ) لفظة خفيفة وسهلة وجذابة وهي سلوك يتقنه الأطفال قبل الكبار فالبسيط صاحب روح متفائلة مرحة دوما فرحة بأقدار الله مهما كانت وذو شخصية بسيطة تؤدي واجبات ربها وتتبع سنة نبيها لا تعترض عليها أو تجادل فيها أو تتكلف عند تأديتها …

 

وهي بسيطة في أخلاقها واضحة في تعاملها لا ينطوي قلبها على غل أو حقد أو حسد أو خداع أو ضغينة، تبتسم بانشراح وتبذل بسخاء وتعطي بتواضع وتأكل ما تجد ويتوفر، وتلبس النظيف وما يستر وتقنع بما ترزق وتساعد الجميع وبالضعفاء تترفق وتتوقع أن غداً أفضل ولو كانت هي سعيدة اليوم وتجتهد في نهارها والليل تخلد فيه للنوم لا تصرخ في وجوه الآخرين وتراعي الذوقيات تثني وتشكر وتسامح وتغفر وتعتذر وتعذر .. لا تتكلف في ألفاظها ولا تتشدق .. ولا تتكلف في إنفاقها فتحمل نفسها الديون لتتملق .. شعارها الدائم ( وما أنا من المتكلفين ) .. ترى أن لكل مشكلة حل ولا ترتبك أو تتوتر عند الحديث مع الآخرين …

 

ولقد عرف أحد البسطاء البساطة ببساطة فقال أن تجلس على الأريكة أوالأرض أو البلاطة وتأكل من أفخر الطعام أو شيئا من البطاطا أو طماطة وتحمد ربك على ما وهبك من نعم لا حصر لها ولا إحاطة سواء كان رصيدك بالبنوك يحوي الملايين أو الفراطة .

أكيد أحبابي كل من قرأ الصفات السابقة قال هذه صفاتي … لكني أقول تأكد من ذلك رحمك الله فلكل إدعاء بينة

 

………………………

 

(( مفاتيح صديقي ))

 

سألت صاحبي وقد تجاوز الخمسين عن (( مفاتيح النجاح )) فأخرج لي سلسلة مفاتيحه التي في جيبه وقال لي هذه هي مفاتيح النجاح لدي فاستغربت من إجابته واستفسرت منه ماذا تقصد ؟ فقال لي الأمر سهل جدا فهذا ( مفتاح البيت ) وهو يشير هنا إلى إنه يهتم ببيته وبمن فيه من أهل، ويحرص على قضاء حوائجهم وتربيتهم والسؤال عنهم والجلوس معهم، ولا يرضى بمنكر يمارس فيه ما استطاع ..

 

وهذا ( مفتاح مكتب العمل ) أحرص على انجاز عملي بكل أخلاص ومهنية واحتراف وإتقان، متواصلا مع كل من أحتاجه ويحتاجني في العمل بكل ذوق وأدب وحوار فيما يغلب مصلحة العمل ويطوره.. وهذا ( مفتاح السيارة ) التي تحملني لتحقيق أهدافي النفسية والجسدية والعقلية والاجتماعية فلا غنى لي عنها في رحلة النجاح ..

 

وهذا ( مفتاح المسجد ) وهنا ابتسم وقال هذا مكان سعادة قلبي الحقيقية وسر نجاحي حيث ألجأ لربي في الخلوات وأدعوه وأذكره وأشكره على السراء والضراء، وأبادر بسبب وجوده للصلوات ويعيني على تلاوة الآيات وتكرار الختمات واللبث في المسجد للاعتكاف وتأدية سائر النوافل والطاعات وتزكية النفس ومحاسبتها وتقويمها وهذا أفضل مفتاح أحمله في جيبي قلت له ولعله أهمها أيضا فاحرص عليه … هذه مفاتيح صديقي للنجاح … أكيد لديكم مفاتيح أخرى … زودونا بها

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم