يعيش الطلبة حالة طوارئ قصوى أثناء فترة الامتحانات النهائية للمراحل الدراسية المختلفة مما يولد لدى الأغلبية منهم فترة عصيبة من التوتر واللاتركيز وعدم الثقة والخوف من الإخفاق ، وان هذا الخوف والقلق يعد أمراً طبيعياً بل يكون حافزا لبذل المزيد من الجهد والمثابرة ولكن يجب ألا يتجاوز الحد الطبيعي فالطالب إذا بلغ به الخوف من الاختبار مبلغه فانه دخل منعطفا خطيرا سوف يؤدي به إلى تشتت الانتباه والاصابة ببعض الاضطرابات الفسيولوجية لعل ابرزها الصداع والإحساس بالغثيان والضعف التي بلاشك سوف تؤثر على أدائه الدراسي وبالتالي انخفاض تحصيله الدراسي .. التفاصيل سنعرفها في التحقيق التالي ..
يشير احد خبراء علم النفس التربوي الى أن مصادر قلق الامتحان الطلاب أنفسهم فأسلوب التعلم، والمذاكرة مصدر قوي للقلق .. فالعادات غير الصحية في الاستذكار تؤدي إلى ارتفاع قلق الامتحان إن الطلاب مرتفعي القلق الاختباري لديهم عادات استذكار غير صحية مثل تأجيل المذاكرة الجادة إلى ليلة الامتحان ، الاعتماد على مجرد الحفظ ، عدم ربط الأفكار ، التفكير في الاضطرابات والمشكلات النفسية والاجتماعية ، عدم معرفة القدرات الذاتية ، عدم استخدام التلخيص وتحديد الأفكار الأساسية.
وأيضا يعتبر الآباء مصدرا آخر لقلق التلاميذ من الامتحان بسبب اهتمامهم الزائد بمستقبل أبنائهم وتوقعاتهم بنتيجة الأبناء، حيث تفقدهم الثقة بأنفسهم ويمكن أن يشعروا بالعجز النفسي خلال الامتحان.
وأيضا بعض الاقوال الشائعة التى تقال عن الامتحان والمرتبطة به مثل اختبار .. امتحان .. تقويم .. نجاح .. رسوب كلها كلمات تثير تحديا للطالب مثل (عند الامتحان يكرم المرء او يهان) وأخيرا إجراءات الامتحان احيانا تسبب الذعر والخوف لدى بعض الطلاب مثل .. ممنوع الكتابة الا بلون معين عدم استخدام كذا وكذا عم الالتفات عدم التأخر وغيرها.
ولكن هل يمكن أن تؤثر الضغوط المحيطة بالطالب سواء من الأسرة أو المدرسة أو وسائل الإعلام في الطالب إلى درجة تنقله من التوتر الصحي إلى التوتر المرضى؟
بالفعل قد يتطور القلق الطبيعي إلى مرضى ولكن ليس عند كل الشخصيات، وغالبا ما يتطور مع الشخصيات الهشة، أي غير القوية، والشخصية الهشة هي التي تؤثر فيها الأحداث في العمق وبشدة، ولا تستطيع تحمل المواقف الصعبة، وهذا النوع من القلق المرضي يكون مصحوبا في الغالب بأعراض جسمانية هشة، فمرة يشتكى من آلام في مكان، ثم ينتقل الألم إلى مكان آخر .
لكننا في التوصيف العام نسمي تلك الأعراض بالاكتئاب.. فهل هذا ليس صحيحا؟
ففي سنة من السنوات تم نقل طالبة إلى المستشفى بعد أن عجزت عن الإجابة على أسئلة الامتحان، وقال الطبيب انها أصيبت بانفصام .. فهل يمكن أن يتطور القلق إلى انفصام؟
فالقلق والانفصام شيئان مختلفان تماما، ولا صلة بينهما، فالقلق عارض نفسي، أما الانفصام فهو مرض عقلي له جذوره البيولوجية والوراثية، وله أسباب تكوينية، ولكنه يظل كامنا ويظهر عند التعرض لموقف صعب جدا.
ويقول أحمد الدوسري مرشد طلابي ان بعض الطلاب والطالبات يلجأ بسبب الخوف من الاختبارات نتيجة للضغط النفسي والقلق من الامتحان الى ممارسة بعض السلبيات التي قد تكون عواقبها وخيمة مثل السهر ليلة الامتحان والإكثار من شرب المنبهات اعتقادا منهم بأنها تساعدهم على التحصيل وهذا اعتقاد خاطئ وللأسف فهذه السلبيات المميتة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأيام الامتحانات وهي استخدام بعض المنشطات اعتقاداً أنها سوف تساعد على الاستذكار وأنها تقلل النوم .
ولكن هناك أضرار لا حصر لها تقع على من يستخدمها حيث ان هذه الحبوب تؤثر سلبياً على الجهاز العصبي المركزي . حيث تسبب الاضطراب النفسي ، كما تؤدي إلى هلاوس سمعية وبصرية وتسبب أمراضاً سرطانية في اللثة والأمعاء وأخيرا تؤثر سلباً على الذاكرة وخاصةً النسيان.
التوتر يأتي بالاقبال على شيء غامض
يقول أحد أطباء الصحة النفسية ان هناك توترا إيجابيا وصحيا، وهو ما يعين على الاستذكار، ويكون دافعا داخليا لدى الطالب للمزيد من البحث والاستذكار، ويزيد من طاقة الإنسان، لأن هذا النوع من القلق يزيد من إفراز هرمونات معنية بزيادة النشاط بدرجة عالية، بحيث ان طاقة الطالب ترتفع في تلك الفترة عن معدلاتها الطبيعية، فالطالب في الأحوال الطبيعية يستطيع الاستذكار لفترة لا تتعدى ثلاث أو أربع ساعات، في حين أن حالة التوتر الصحي التي يمر بها الطالب ترفع تلك المقدرة عنده إلى عشر ساعات يوميا!
وفي الحقيقة التوتر في هذه الحالات نعتبره صحيا وإيجابيا لأنه ينم عن إحساس بالمسئولية، ويشحذ طاقة الإنسان للوصول به إلى أعلى مستويات الطاقة، وكما قلت قد يدفعه إلى زيادة مجهوده لأكثر من الضعفين، وهو ما لا يستطيع فعله وهو هادئ، والقلق هو عرض يصيب الإنسان عند الإقبال على شيء غامض كالامتحان الذي لا يعرف هل سيكون في الممكن الإجابة عن تساؤلاته، وهل ستكون من الأسئلة الغامضة أم من الأسئلة المألوفة.
أهم عوائق التحصيل والانجاز
تشير الدراسات التربوية والنفسية الى أن قلق الاختبار أو القلق من القلق نفسه يعتبر من أهم العوائق إما التحصيل المناسب فلا أقول تحصيلا ممتازا أو جيدا لا كل فرد له ما يناسبه من التحصيل وفقاً لما يوجد لديه من الإمكانات والقدرات . وقد أكدت الكثير من الدراسات النفسية والتربوية أن قلق الاختبارات يشكل طاقة شعورية ولا شعورية للإنجازات العقلية التي تتيح تشكيل بصيرة الفرد وأهدافه أو قد يكون عائقاً للعملية العقلية الأكاديمية في ضوء حدته ومستوياته , وبهذا قد يكون قلق الاختبار “أحياناً” عاملاً مهماً من بين العوامل المعيقة للإنجاز العقلي والأكاديمي بين الطلاب في مختلف مستوياتهم الدراسية.
تنظيم الوقت وأسس الاستذكار والمتابعة أهم عوامل العلاج
يشير جمال الصالح مرشد طلابي الى أنه يمكن القضاء على فوبيا القلق من الاختبارات من خلال تعويد الطلاب على تنظيم الوقت واستخدام أسلوب وأسس الاستذكار الجيدة، واستخدام أسلوب المتابعة المستمرة منذ بداية العام للدروس والواجبات أولاً بأول وألا يكون الاهتمام فقط في أيام الامتحانات .
ايضا تخليص الطلاب من الأفكار السلبية التي يشعرون بها واستبدالها باسلوب التفاؤل والرسائل الايجابية ، عدم استخدام المنبهات «القهوة أو الشاي» ليلة الامتحان ، يجب أن تهتم المدرسة بالمتابعة والاختبارات الشهرية وتحفيز الطلاب المتميزين ، التوعية بأضرار المخدرات وعدم الجري وراء المروجين والمخادعين، علاج ضعف الشخصية لدى الأبناء حتى لا تكون سببا في إدمان المخدرات ، يجب على المدارس القيام ببرنامج توعية للطلاب على كيفية التعامل مع الاختبارات مثل إيجاد اختبارات تجريبية مماثلة للاختبارات حتى يتعود عليها الطلاب والطالبات ، عدم ممارسة الضغط النفسي من قبل الأسر على التلاميذ خلال فترة الامتحان لان المفترض تكون المتابعة من بداية العام الدراسي ، التدرب على الاختبار واحضار اختبارات سابقة للمادة والتدرب عليها وأخيرا قراءة تعليمات الاختبار واسئلة الامتحان اثناء الاختبار جيدا والبدء بالاسهل .