الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

الإيجابية في بيئة العمل السلبية



فرضت متطلبات الحياة المعاصرة على كثيرٍ من الناس أن يمارسوا أعمالاً في قطاعات حكومية أو أهلية أو مؤسسات تجارية فيها أعداد كبيرة من الموظفين والعاملين، ويعملون في بيئة عمل تفرضها طبيعة هذه القطاعات والمؤسسات، وهم من مختلفي الطباع والاتجاهات والأخلاق.

وتشير الأدبيات النظرية في علم الإدارة إلى أن بيئة العمل إما أن تكون إيجابية أو تكون سلبية، مع وجود تفاوت بينهما في درجات الإيجابية والسلبية، ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل والأسباب التي يصعب تحديدها أو ضبطها، ولكن  تبرز العلاقات الإنسانية كعامل رئيس في تكوين هذه البيئات الإيجابية والسلبية.

لذا تؤكد الآراء الإدارية على أن العمل في بيئة سلبية مع الحفاظ على مواقف إنسانية إيجابية يعد من علامات الإبداع ومن مؤشرات النجاح. وحتى تحقق هذه الإيجابية في مثل هذه البيئات لابد للموظف من مواجهة عدد من التحديات في مجال العلاقات الإنسانية، من أبرزها:

                       –          أن تتقبل العمل مع أشخاص سلبيين، دون أن تتأثر بهم وتصبح موظفاً سلبياً.

                       –          أن تحافظ على علاقات عمل إيجابية راقية مع رئيسك في العمل.

                       –          أن تسعى إلى تصحيح أي خلل في العلاقات الإنسانية يحدث بينك وبين الآخرين في أسرع وقت.

وستعزز مواجهتك لهذه التحديات من مكانتك الوظيفية داخل بيئة العمل، لأن العلاقات الإنسانية الإيجابية تسهم في زيادة إنتاجك الوظيفي، كما أنها تؤدي إلى رغبة الموظفين الآخرين في التعامل والتعاون معك من أجل تحقيق إنجازات وظيفية لهم، إضافة إلى أن صورتك في بيئة العمل ستكون ناصعة وجميلة، لذا فإنه وبلا شك ستحظى إدارياً بتقدير أكبر من جميع الموظفين وعلى رأسهم الرؤساء والمسئولين.

ومن خلال تجارب ميدانية ومشاهدات واقعية وقراءات إدارية أضع بين يديك وعينيك عدداً من الأفكار التي تحقق عنوان المقال: (الإيجابية في بيئة العمل السلبية)، وهي:

1-           تمسك دائماً بمواقفك الإيجابية، ولا تتنازل عنها، وتذكر أن الإيجابية من أعز ما تملك، وليس من حق الآخرين أن تتنازل لهم عنها.

2-           الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة تبقي علاقاتك جيدة مع الموظفين السلبيين، لذا أكثر دائماً منهما معهم.

3-           السلبي يريد أن يكون الآخرين سلبيين مثله، لذا لا تكثر من قضاء أوقات طويلة مع السلبيين          في العمل، حتى لا تستفيق وتجد نفسك تعيش في دائرتهم، فقط ركّز على مهامك الوظيفية.

4-           تواصل مع رئيسك في العمل، وأطلعه على إنجازاتك، واقترح عليه أفكاراً لرفع معنويات العاملين في المؤسسة وزيادة إنتاجهم.

5-           أنت أو العاملين الآخرين يتوقع منكم الخطأ، ولكن الإيجابي يعفو عن خطأ الآخرين (والعافين عن الناس)، ويعتذر للآخرين عن الأخطاء التي وقع فيها.

أخيراً: لتكن إيجابياً بيئة العمل السلبية؛ كن قوياً في مواقع الضعف، وصالحاً في أماكن الفساد، وحليماً في مواطن الغضب، وصادقاً في مواطن الكذب، وشريفاً في حالات الابتزاز، وكريماً عند دواعي البخل.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم