الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

الأم عين الأب



  

عبدالله بن خالد بن عبدالله بورسيس

يحرص كل أب و أم على تربية أولادهم بطريقة صحيحة تجنبهم الوقوع في السلوكيات الخاطئة و تبني لهم شخصيتهم السوية ، ومما يعين على ذلك تكامل الأدوار التربوية لكلٍ من الأب و الأم .

فلكل منهما دور خاص يقوم به في تربية الأولاد و يتعذر على الطرف الواحد أن يقوم بجميع الأدوار ، و أحياناً يتعذر عليه تعويض نقص الطرف الآخر ..

لذا كان لزاماً على كل أب و أم أن يكون بينهما اتفاق في وجهات النظر التربوية التي يُنَشِّئون أولادهم عليها ، و أن لا يعمل أحد الأطراف أمراً مخالفاً للطرف الآخر في الأمور التربوية و الخاصة بتعديل السلوكيات .

ومما يساعد على تكامل الأدوار بين الوالدين أن تكون الأم بمثابة عين الأب في المنزل، فتلاحظ سلوكيات الأولاد وما يحدث بينهم من تفاعلات أثناء اللعب أو الحديث أو الخروج من المنزل مع الأصدقاء أو غيرها من الأنشطة، فإذا لاحظت ما يحتاج إلى تعديل وتقويم بادرت بتعديله، و إذا لم تستطع تنقل الأمر إلى الأب و تتحاور معه في الطريقة المناسبة في التعامل مع هذه المواقف و الأفعال.. فالأب غالباً يكون خارج المنزل بحكم الأعمال أو التواصل فلا يُمكنِّه ذلك من متابعة سلوكيات أولاده بشكل مستمر، ولكن تقوم الأم بهذا الدور التربوي وتنقل هذه الصورة إلى الأب في جلسة حوار هادئة.

ومن الخطأ الذي تقع فيه بعض الأمهات عند ملاحظة سلوك خاطئ على أحد الأولاد أن تكتم ذلك عن الأب، بحجة الخوف من ردة فعل الأب أو غضبه وتهوره وربما يؤذي المخطئ …. وغيرها من التبريرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع إذا كبرت المشكلة وتفاقمت وأصبحت لها آثار كبيرة وبالتالي الصعوبة في حلها.

كما أنه لا يعني أن تكون الأم عين الأب، تكاسل الأب أو التهاون في دوره وإنما يجب عليه أن يكمل دور الأم ويعرف سلوكيات الأولاد منها و يقوم بالأدوار التربوية الخاصة به و يجعل لأولاده وقتاً خاصاً و مناسباً يمارس فيه أدواره التربوية، فالمرأة يغلب عليها الجانب العاطفي في التعامل مع الأولاد، بينما الرجل يغلب الجانب العقلاني، ولذا ينبغي التكامل في الأدوار التربوية بين الأب و الأم.

أسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم