نحن في الحقيقة نخوض معارك الحياة فمنا من يُهزم و منا من يقع تحت الأسر و منا من ينتصر فيجد لذة النصر فيزيد حماسه و يزيد نجاحا و ذكرا و رفعة بين أقرانه لا لشئ سوى شجاعته و بأسه و سداد رأيه، فمن معاركنا التي نخوضها مع أنفسنا حين نريد ان نعرف من نحن؟ و ماذا نريد؟ و ماذا نود أن نقول؟ حين نقدم رضى الآخرين عنا فوق رضانا عن انفسنا، فنرسم أهدافا لا نودها و أمالا لا نريدها و أقوالا تنافي ما بداخلنا كل ذلك من اجل رضى الغير فنقع أسرى لآرائهم فإن رضوا رضينا و إن سخطوا سخطنا و بكينا، فمن منا لا يحب المديح و عبارات الشكر و العرفان بعمل نقدمه للآخرين ، قد نبتعد عن رغباتنا و نتردد في قراراتنا التي طالما حلمنا بها و يصبح بعد ذلك ما كان مصدر بهجة و سرور مصدر إرهاق و تعب تماما كتلك الحكمة القائلة كن شمعة تحترق لتنير للآخرين ،بذلك نفقد رضانا الداخلي عن أنفسنا،فهذا طريق فشلك و وقوعك أسيرا مكبلا لرغباتهم فلا تستطيع قول لا حين تريد طلبا لرضاهم و لا تنجز عملا و لا تبلغ هدفا ولا حتى لك رأيا فتستيقظ بعد ان ترى تحقق آمالهم و طموحاتهم فتكن أنت كالسلم الذي يرتقون عليه ليصلوا لمطلبهم فتموت حسرة و ندما حين لا ينفع الندم فتتركهم بعد الفوت و تظل تدفع ثمن تأخرك عن الركب جهدا مضاعفا لعلك تصل ولو متأخرا ، فأنا أنبهك الآن أحذر قد تجلب لنفسك الهزيمه .
لا تتسول رضى أحدهم قدم ما تريده انت اولا ، لا تجعل ارائهم تحدد من انت و ما مصيرك ، فلا قيمة لأراء الناس ما دامت أفعالك لا تخالف أمر دينك و مبادئك و قيمك ، انت ثلث من ثلثان لحديث( إن لنفسك عليك حقا ، ولربك عليك حقا ، ولضيفك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه )
فقد قيل : رضى الناس غاية لا تدرك! فلا قيمة لآراء الناس مادام رأيك يمنحك ضميرا مرتاحاً.