الأحد 22 ديسمبر 2024 / 21-جمادى الآخرة-1446

الأسرة المسلمة والحرية



الأسرة المسلمة والحرية

     

د.سميحة محمود غريب                                         

ممارسة الحرية داخل الأسرة يحتاج إلى أطراف متفاهمة واعية بإمكانها تطبيق هذه الحرية بعيدا عن التسلط الذي قد يمارس بطريقة خاطئة تجعل أحد أفراد الأسرة – وفي الغالب يكون الأب أو الزوج-  يعتقد أن أسلوب التسلط سيمكنه من فرض هيبته وقيادة سفينة الحياة في المسار الصحيح، متجاهلا أن قيمة الحرية حق أصيل لكل فرد من أفراد الأسرة خاصة إذا كانت هذه الحرية واعية منضبطة للجميع وخاصة لدى الأبناء الذين يحاولون أن يصنعوا لأنفسهم كيانا مستقلا يأبى القهر والسيطرة.

الحـريــة عنـــد الزوجيــن:                             

حرية الزوج والزوجة تظل ضمن النطاق المحدد لها في الشريعة الإسلامية، لأن التجاوز يفتح باب للشر، والقاعدة في ذلك هي “درء المفسدة مقدمة على جلب المصلحة”. والزواج لا يعني انتهاء الحرية واختفاء الشخصية، فليس من حق الزوج سلب حرية زوجته تحت ذريعة الزواج، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، ليس من حقها أن تكبل زوجها بقيود بحجة أنه قد أصبح زوجا، فالتغيرات المرتبطة بالزواج هي تغيرات في نظام الحياة ونمط المعيشة وليست تغيرات تمس الجانب الإنساني، الذي يعتبر الحرية فيه حقًا للرجل والمرأة علي السواء.

 الحرية عند المرأة:

الإسلام أعطى المرأة حريتها في كثير من الأمور علي سبيل المثال:

1 – اختيار الزوج، حيث لا يملك الولي الالزام  والاجبار، وإنما له التوجيه والإرشاد والنصح. عن عائشة رضي الله عنها ان فتاة دخلت عليها فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وأنا كارهة، فقالت: اجلسي حتى يأتي رسول الله ﷺ ، فجاء رسول الله ﷺ فأخبرته فأرسل إلى أبيها فجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي وإنما أردت ان أعلم النساء ان ليس إلى الآباء من الأمر شيء، فأقرها النبي ﷺ على هذا القول ولم يعقب عليه بشيء. وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر، فقيل له ان البكر تستحي، فقال: إذنها صماتها).

 2 – ابداء الرأي الذي يعبر عما بداخلها، ولها الحرية الكاملة في اتخاذ القرارات الخاصة بها، ولكن من الأفضل استشارة ولي أمرها سوا كان أبا أو زوجا.

3 –التعليم، فقد أمر الرسول ﷺ بتعليم المرأة، واعتبر ذلك حقا لها فقال ﷺ: (من ابتلى من البنات بشيء فأحسن اليهن كن له سترا من النار) والإحسان إليهن يقتضي تعليمهن، ولهن الحرية أيضا في إختيار نوع الدراسة التي يرغبن فيها. 

4 – التصرف بمالها دون إذن زوجها، ولكن الزوجة العاقلة الحصيفة من تُعين زوجها بمالها ، خاصة إذا كانت تعمل، فإن عملها هذا على حساب راحة الزوج أحياناً، وقد يُصاحب هذا العمل تقصير في أداء حقوقه، فتكون بمساعدتها لزوجها قد سدّدت وقاربت، فما قصّرت فيه من الحقوق كفّرت عنه بمساعدتها لزوجها.

5 –أن تشترط علي زوجها عند إبرام عقد الزواج ما شاءت، لأن الزواج عقد يقيد حرية المرأة ولو بنسبة، ولهذا عليها أن تشترط لنفسها ما تشاء.

6 –التعاقد سواء أكان في البيع والشراء.

7 ـ العمل والتجارة؛ بشرط ألا تكون على حساب الجوانب الأخرى من حياتها الأسرية الأساسية.

8 –التصرف في كل شؤون حياتها ضمن حدود الشرع.

9 –ممارسة السياسية، وانتخاب من تشاء، أما الآية (الرجال قوامون على النساء ) فتخص الشؤون البيتية.

10 – للزوجة الحق في تحديد أسلوب حياتها، وأن تفعل ما تراه صحيحاً ومناسباً، ما دام لا يشذ عن الأعراف والتقاليد والأخلاق، وبالاتفاق مع الزوج.

11 – الزوجة لها الحرية في  اختيار صداقاتها وعلاقتها مع الجارات أو الأقارب.

12 – للزوجة الحرية في ممارسة هوايتها، أو ما تفضل من نشاطات في أوقات فراغها.

الحرية عند الزوج:

قد يظن البعض أن للزوج الحرية المطلقة يفعل ما يريد ويقول ما يشاء، ولكن العشرة بالمعروف تستوجب منه أن يقوم بمسؤوليته تجاه زوجته وأن يراعي مشاعرها، ولا يُفسر معني أن له القوامة أن يترك العنان لنفسه يفعل ما يريد دون مراعاة أن له شريكة لحياته من حقها عليه أن يشاورها في أمور الحياة الزوجية وإدارتها. فليس من طيب العشرة أن يطلق الزوج لنفسه الحرية في الخروج من البيت دون أن يُعلم زوجته أين يذهب؟ أو أن يسافر دون علم زوجته، أو أن يتخذ أمرا خاص بالحياة الزوجية، أو خاص بالأبناء دون علم زوجته، فالقوامة محددة وليست مفتوحة لأهواء الزوج. 

كما أن للزوج الحرية في التعدد؛ ولكن بشرط  أن يراعي الزوج في تعدده تحقق المصلحة الشرعية المشروطة بدفع المفاسد والتي دفعها مقدم على جلب المصالح كما هو معلوم. فليس من العقل أن يتزوج الرجل بثانية ليخرب بيته مع الأولى. فإن رأى من نفسه استعدادا وأهلية للتعدد فعل. ومن ذلك أن يرى من نفسه قدرة على العدل في معاملة أزواجه، كذلك يكون التعدد بموافقة أولى الزيجات أو أسبقهن. فالإسلام أكثر تحضرا من أن يبيح هذا الأمر لمن شاء متى شاء. فليس كل الرجال محمدا عليه صلاة الله وسلامه ولا كل النساء عائشة رضي الله عنها.

 

أهمية الحرية لدي كل من الزوجين:

1 – الحريـــة تكسب الحياة الزوجية طعماً ولوناً مميزين، فهي تجلب لكل من الزوج والزوجة السعادة اذا أُحسن استخدامها، وتسبب الشقــــــاء إذا أسيء إستخدامها.

2 – الحرية تشعر الزوجة بإنسانيتها وقيمتها ويعطيها الأمان والثقة في نفسها.

3 – الحرية تفجر الطاقات، و تنظيم الأفكار والتصرفات والسلوكيات.

4 – الحرية تجدد الطاقة الإيجابية في العلاقة الزوجية.

5 –الحرية تزيد من إحترام الزوجة لزوجها.

6 –الحرية تزيد الثقة المتبادلة بين الزوجين، وتجعل العلاقة مبنية علي الحب والرحمة والتواصل.

 

مظاهر غياب الحرية عند الزوجين :

  1. إشاعة جو من التنافر والتباغض والتشاحن وسوء الظن بين الزوجين مما يسبب كثرة المشاكل علي أتفه الأسباب.
  2. الاستبداد بالرأي وغياب التشاور.
  3. ظهور مشاعر الأنانية والتسلط والكبر والعناد .
  4. حدوث فجوة بين الزوجين لعدم استشعار مشاركة الآخر وتفاعله.
  5. كبت الرغبات والشعور بفقد الهوية والإحباط الدائم.
  6. تلجأ الزوجة لإخفاء الكثير من الأمور عن زوجها، وربما تلجأ للكذب وعدم الصراحة، إتقاءً لشر زوجها.
  7. حدوث انفصام عاطفي بين الزوجين.
  8. الشعور بالملل والرتابة والحنين إلي الحياة قبل الزواج، بل والندم علي الزواج.
  9. حدوث تصرفات فردية من أحد الزوجين تفاجأ الطرف الآخر بتصرفات غير مقتنع بها.
  10. عدم وجود مجالات للحوار بين الزوجين تؤدي إلى الصمت أو الخرس الزوجي.
  11. إحساس الزوجة بالقهر، والنقص، وقلة الحيلة.
  12. غياب العشرة بالمعروف.
  13. تنهار دعائم الأسرة ويضيع الأبناء.

مظاهر الإنفلات في الحرية عند الزوجين:

– عدم قيام كل من الزوجين بحقوقه تجاه الآخر.

– التمرد على العادات والتقاليد، والإنفلات الغير منضبط.

– الإنفصام العاطفي بين الزوجين.

– خروج الزوجة دون إذن الزوج.

– الخروج عن حدود الأدب والحياء.

– التمرد ومخالفة الأنظمة.

– إهمال مسئولية الأسرة، وإهمال تربية ورعاية الأبناء وضياعهم.

– التفكك الأسري.

– لجوء الأبناء لتعاطي التدخين أو المخدرات والمسكرات لغياب رقابة الأب والأم.

 

الأبناء وممارسة الحرية

ضبط إيقاع حرية الأبناء يقع بصورة كاملة على كاهل الأبوين، فعليهم أن ينشئوا أبناءهم -تدريجيا- على الحرية الملتزمة التي تعرف الحدود، ومنذ صغرهم لا بد من تكوين الوازع الديني لديهم، وزرع مفاهيم الصواب والخطأ والمقبول والمستهجن، وحقنهم بتطعيمات “مضادة” للانبهار بكل ما هو غربي حتى لا يتسلل إليهم من هذه الحضارة ما يجعلنا نفقد ثقافتنا وحضارتنا الأصلية التي نعتز بها.

الطفل والحرية

الطفل مثله مثل البالغ له حق الحرية، فتمتع الطفل بالحرية من أمور التربية الهامة التي من شأنها أن تمنحه طفولة سعيدة سليمة مستقرة، ولكن منح الطفل الحرية يجب أن يتناسب مع عمره الصغير، علي أن تكون الحرية محاطة بكثير من المتابعة والتوجيه التربوي الذي يكون بين الحب والحزم، وحرية الطفل تأتي متوافقة مع تزويده بحاجاته المعرفية، والجسمية، والاجتماعية، وحاجته للحب، والانتماء، والتوجيه التربوي، والتقدير، والتشجيع، وحاجته كذلك إلى تكوين أصدقاء واللعب معهم. كما أنّ منح الحرية للطفل لا تعني الإهمال وغض البصر عن موعد نومه، أو الاستفسار عن أصدقائه، فلابد من تتبع ومراقبة الطفل عن كَثَب، ومناقشته باستمرار، ومتابعة سلوكه، والاهتمام بمشاكله، وأن يدرك الطفل بوضوح حدود حريته، وأنّ الاستئذان من الوالدين ومشورتهم وطاعتهم لا ينفي أو يتعارض مع حريته، أمّا التسيب وعدم وضع حدود وقواعد للطفل، فمن شأنه أن يخرج أبناء منفلتين يلهثون وراء رغباتهم التي تجرهم حتما للإنحراف.

 

وسائل غرس مفهوم الحرية لدي الطفل:

ومن المهم أن يُغرس في الطفل منذ صغره أن للحرية ضوابط وحدود، وأن الحرية دائمًا ما تقترن بالمسؤولية، فحرية الفرد تنتهي عندما تتعارض مع مبادئ الإسلام، وثوابته، وأخلاقه، وعندما تبدأ حرية الآخرين”.

1 – تشجيع الطفل علي حرية الحفاظ علي ممتلكاته وإحترامها والاستئذان منه عند استعمالها حتي يتعلم أن للآخرين حرية يجب الحفاظ عليها وإحترامها.

2 – تعليم الطفل آداب الإستئذان وذلك بالإستئذان عند دخول حجرته أو استعمال حاجياته حتي يتعلم أن للحرية ضوابط.

3 – تجنب إصدار الأوامر المباشرة للطفل، بل عند طلب شيء منه يجب إعطائه خيارات وبدائل كي يتعلم حرية الإختيار وتحمل المسؤولية، مثلاً لو أردنا منه أن ينام الساعة التاسعة نعطيه خيارات، إمّا أن تنام الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف أو الساعة التاسعة، فيختار أحدها، وبذلك يتعلم معنى أن يكون مسؤولاً وبإمكانه أن يقرر ما يناسبه. 

4 – تعليم الطفل متي تكون الحرية له، ومتي تكون للآخرين، وذلك بإحترام استقلالية الطفل وإعطاءه حقه في التعبير عن رأيه أو الاعتراض بطريقة مؤدبة، حتي يتعلم أن للآخرين حرية ورأي يجب إحترامها.

5 – احترام ذات الطفل والابتعاد عن الاساءة إليها، فحينما يكذب الطفل مثلاً لا نصفه بأنّه كاذب، بل نوجه تركيزنا على السلوك فقط، أما ذاته نحترمها ونبتعد عن الإساءة إليها، ونعلمه أن الإنسان ليس حرا في أن يقول غير الحقيقة ولا أن يفعل الخطأ، ولكن نعلمه أن الحرية منضبطه بقول الصدق وتحري الحق. فحينما أتى النبي ﷺ بأحد الصحابة وقد شرب الخمر، فأقام عليه الحد، ثم تفرقوا، ثم عاود الشرب، فعاود إيقاع الحد عليه، ثم عاود الشرب فعاود إيقاع الحد عليه، لكن حصل هنا في المرة الثالثة موقف باهر وهو أنّ أحد الصحابة؛ ونظراً لتكرار الخطأ من المخطئ قال: (أخزاه الله ما أكثر ما يؤتى به)، فقال رسول الله ﷺ: (لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم، والله إني لأعلم أنّه يحب الله ورسوله)، هنا نجد أنّ الرسول ﷺ ذكر إيجابية الصحابي وهو حبه لله ورسوله ولم يمس ذاته.

6 – فتح باب الحوار مع الطفل وإعطائه حرية التعبير عن رأيه فيما حوله من أحداث من دون تهور، وسلاطة لسان، وتطاول على الآخرين.

7 – ضرورة أن نعلم الطفل عدداً من الحريات التي لا يستغني عنها الإنسان، ومنها حرية التملك بالوسائل المشروعة، وحرية التصرف في ماله (مصروفه) بالوجه الشرعي، وليس لأحد أن يعتدي على ملكيته، وليس له الاعتداء على ملكية أحد، وبذلك نعلمه حرية الإرادة في تصرفاته مع مراعاة حقوق الآخرين.

8 – من المهم أن يُغرس في الطفل منذ صغره أن للحرية ضوابط وحدودا، وأن الحرية دائمًا ما تقترن بالمسؤولية، فحرية الفرد تنتهي عندما تتعارض مع مبادئ الإسلام، وثوابته، وأخلاقه، وعندما تبدأ حرية الآخرين”.

9 – وضع ضوابط ثابتة وواضحة للطفل قبل الوقوع في الخطأ، ويتم معالجة الخطأ حسب نوعه وحجمه وبشكل تربوي، وأن يترك للطفل الحرية في تحديد نوع العقاب.

 

مظاهر فقد الحرية عند الطفل:

1 – فقدان الطفل الثقة في نفسه، واعتماده علي غيره، ويصير غير قادر علي إتخاذ قرارات في حياته.

2 – ضعف الإنتماء للأسرة.

3 –  تعرض الطفل لمشكلات نفسية تؤثر على سلوكه، وتجعله أكثر عنفاً، أو انطوائياً؛ مما ينعكس سلباً على قدراته الذهنية، واللغوية، والتعبيرية وقدرته في التحصيل الدراسي.

4 – تحول الطفل إلي السلوك العدواني، والاعتداء على ممتلكات الآخرين، وربما السرقة، وعدم التصرف بلياقة، وقلة التهذيب، إلى غير ذلك من الإشكاليات السلوكية التي تصل إلى مستوى الاضطرابات النفسية التي تحتاج إلى علاج.

5 – تكوين طفل متبلد الأحاسيس، مكتئب.

6 –  فقدان الطفل الانطلاقة الفكرية والجسدية، كما يفقد الذكاء، ولا يشعر بجمال الحياة، ويفتقد إلى الحماس والدافع للنجاح.

7 – ينشأ الطفل تابعاً لا قائداً.

أثار غرس قيمة الحرية عند الطفل:

1 – تكوين شخصية سوية مستقلة غير عدوانية، لا تتصف بالجبن، ولا الخذلان، ولا تقبل أن تكون إمعة.

2 – جعل الطفل ذا شخصية تتسم بالجرأة، والشجاعة، والمرح، وذا شخصية قوية يقدر ذاته ويحترمها، ويحترم الآخرين ويقدر ذواتهم، ويقدر الضوابط، ويحترم المبادئ، ويدرك أهمية القيم في الحياة، ويفهم معنى الحرية بشكلها الصحيح، ويكره السلوك الفوضوي.

3 –  تنمي الحرية ذكاء الطفل وتوقد شرارة الإبداع لديه، وتفسح المجال أمامه للبحث، والابتكار، والتطوير، وتهيىء له أجواء الانطلاق نحو القوة والتفوق.

 

كيف يتم غرس قيمة الحرية لدي الطفل عن طريق ألعابه:

1 – ترك الحرية للطفل في إختيار نوعية ألعابه، مع تحديد المقدرة المالية التي لا يجب أن لا يتعداها.

2 –  ترك الحرية للطفل في إختيار وقت اللعب أو نوعه أو أسلوبه، ما دام اللعب لا يمثل خطورة عليه.

3 – ترك الحرية للطفل في إختيار المكان الذي يتم فيه حفظ ألعابه.

4- مشاركة الوالدين الطفل في اللعب يشعره بتقديرهما له ولألعابه وحسن إختياره، كما يدخل علي نفسه البهجة والسرور.

 

فوائد إعطاء الطفل حرية اللعب:

1 – التخلص من طاقته الزائدة.

2 – تعلم الطفل عادات التحكم في الذات والتعاون مع الآخرين في حالة اللعب الجماعي، والثقة بالنفس.

3 – تدريبه علي إستخدام قدراته اللغوية والعقلية والجسدية.

4 – إكتساب الطفل المعرفة الدقيقة بخصائص الاشياء التي تحيط به.

5 – اللعب يضفي على نفسية الطفل البهجة والسرور.

6 – اللعب ينمي مواهب الطفل وقدرته على الإبداع والإبتكار.

7 – اللعب يحقق النمو النفسي والعقلي والإجتماعي للطفل.

8 – اللعب يساعد الطفل علي إظهار شخصيته وتقوية إرادته وذلك بالتغلب على نزعات الشر فيه.

9 – اللعب يساعد الطفل علي إكتساب الثقة بالنفس.

الأبنــاء والحريـــة

حدود الحرية التي يجب أن تتاح للأبناء:

علي الأبوين ترك الحرية للأبناء في بعض شئون حياتهم مع النصح والإرشاد في حالة الإختيار الخاطيء، وعلي سبيل المثال يترك للأبناء الحرية في الأمور الآتية:

1 – حرية إختيار الملابس وعدم التدخل حتى في ألوانها.

2 – حرية التصرف في المصروف بالوجه الشرعي.

3 – التعبير عن الرأي بكل حرية، حتي لو كان مخالفا لرأي أبويه، وأن يحترم رأيه طالما لم يكن رأيه لا يتعارض مع أصول ديننا الحنيف.

4 –إتخاذ بعض القرارات الشخصية والتي لا يترتب علي الخطأ فيها خسارة كبيرة.

5 – تحديد الدراسة التي يحبها، ووضع أهداف لحياته، مستعيناً بنصائح الوالدان.

6 – تحديد العمل الذي يرغب فيه.

7 – ممارسة الرياضة أو الهواية التي يفضلها.

8 –أن يكون له دور إجتماعي في محيط المجتمع الذي يعيش فيه.

9 –أن يعمل بجانب دراسته ليكتسب المال إن أراد ذلك.

10 –الإشتراك في برامج الكشافة أو في معسكر صيفي.

11 –استضافة أصدقاءه في البيت، مع وضع ضوابط لذلك.

12 –ترتيب أثاث غرفته بنفسه.

13- إحترام خصوصياته، وغلق باب حجرته، وقراءة ما يشاء، والتكلم في الهاتف مع أصدقائه، ولكن علي الوالدين مراقبته في الخفاء دون أن يشعر، وإن شعر الأب بإرتكابه خطأ ما، يجب النصح الغير مباشر، فإن تمادي يجب سحب قدر من الحرية الممنوحة له. 

14 –إختيار نوع الطعام الذي يحبه.

15 – حرية البيع والشراء.

16 – حرية التملك بالوسائل المشروعة.

17 – حرية التواصل مع الآخرين، مع النصح والإرشاد.

18 – حرية إختيار الحاكم.

19 – للشاب حرية إختيار الفتاة التي يريدها للزواج، وعلي الأهل النصح والإرشاد فقط.

20 – ليس للأب أن يجبر ابنته على الزواج من رجل لا ترضاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر يستأذنها أبوها في نفسها وإذنها صماتها”.

أهميـــة الحرية للأبناء:

1 –  تعزيز الثقة والمودة بين الأبناء والأباء مما يجعل من توجيهات الآباء نصائح مقبولة وخبرة يحرص الابناء على الاستفادة منها، ويجعل التعايش بين أفراد الأسرة أفضل وأسهل.

2 – تقدير الأبناء لذواتهم وإثباتها عن طريق الاستقلال بالرأي والتحررمن رقابة الآخرين، وإحترام الإبن لنفسه ولغيره وللنظام العام والقيم الاجتماعية.

3 –  يعزز ثقتهم بأنفسهم، وبخاصة أمام الأصدقاء.

4 – يكسب الأبناء وسائل قوية تعزز من إحترام الآخرين لهم.

5 – تجعل الأبناء من السهل عليهم طرح مشاكلهم وما يشغل قلوبهم وعقلهم بكل حرية علي والديهم.

6 –تدريبهم علي المناقشة الحرة وعرض أفكارهم ومناقشتهم فيها ومن حقهم حرية الإعتراض على أفكار الآخرين بكل أدب.  

7 – تدربهم علي إتخاذ القرارات السليمة وفق متطلبات المحددات الشرعية ومتطلبات المجتمع.

8 –تحقق لهم إحتياجاتهم النفسية دون صراعات وصدامات بما يحيط به.

9 –  تحقق لهم التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زى النصح والتوجيه بالأمر.

10 –تساعدهم علي تكوين علاقة حميمة بينهم وبين آبائهم خاصة في سن المراهقة، وتمد جسور الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر.

11 – إعداد الإبن ليكون شابًا له دوره في المجتمع وتعد الإبنة لتكون شابة لها دورها كذلك.

 

الصفات التي يجب أن يتحلي بها الآباء عند ممارسة الحرية مع الأبناء:

1 – أن يكون الأب مثقفا ومتحضرا بمعني لديه قناعة بضرورة منح الحرية للأبناء.

2 – أن يكون الأب واسع الصدر عند مناقشة الأبناء.

3 – أن يكون الأب صادقا في سرد تجاربه في الحياة للأبناء.

5 – لا يصح أن يلجأ الأب إلى منطق المساومة مع الأبناء، بحيث يعتبر حقوقهم المشروعة في الحرية منحة يتكرم بها أمام طلب ما يريد، وإذا حدث خلاف بينهما يتم سحب جميع المنح منهم.

6 – أن يكون الأب حكيما ويتوافر لديه مساحة كبيرة من المسامحة والمغفرة.

7 – ألا يكون الأب قاسي القلب، ممسكا بالعصا يهدد بها الأبناء، ويتذكر قول سيدنا عمر بن الخطاب عندما قال : ” لا تعلموا أولادكم عاداتكم، فقد خلقوا لزمن غير زمانكم”.

8 – أن يقتنع الأب بضرورة التنازل عن قدر من سلطته وقهره لأبنائه.

9 – أن يتقن الأب فن التحاور مع الأبناء.

10 – أن يكون الأب مستمعا جيدا، أن يتقن فن الإنصات.

وسائل تدريب الأبناء علي ممارسة الحرية:

تربية الأبناء تحتاج للكثير من الذكاء والحذر، ولهذا تعتبر الحرية حاجة أساسية للأبناء، لهذا هناك مهارات يجب أن يقوم بها الأب أو الأم في التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة منها:

1 – منح الأبناء حرية التعبير عن الرأي وعن أفكارهم، ومناقشة الموضوعات المختلف عليها بطريقة إيجابية، وتدريب الأبناء علي حرية إتخاذ القرار، ودون أن يفقد الآباء أعصابهم عند الاختلاف.

2 – منح الأبناء الحرية للتخطيط لحياتهم ووضع أهداف عامة ومرحلية، ومساعدتهم في ذلك.

3 – إعطاء الأبناء الحرية في إختيار الأصدقاء مع توعيتهم بأهمية التدقيق في إختيار الأصدقاء، وتعرفيهم بخطورة أصدقاء السوء.

4 – منح الأبناء الحرية في إستغلال وقت الفراغ، والاستمتاع بالهوايات وتنميتها، مع مراعاة الضوابط الشرعية والأخلاقية.

5 – السماح للأبناء بالمشاركة الحرة في مناقشة بعض المشاكل العائلية المباشرة وإحترام أرائهم وذلك لتفعيل الدور الإيجابي للإبن.

6 – مراعاة التدريج في تعويد الأبناء على التمتع بالاستقلال والحرية خلال مراحل نموهم المختلفة.

7 – تدريب الأبناء علي الحرية في ممارسة حقوقهم، وتحمل العواقب سواء مع  الفشل أو النجاح.

8 – إتاحة الفرصة للفتاة لممارسة بعض الأنشطة المنزلية بحرية مثل دخول المطبخ والعمل فيه، والثناء علي ما تقوم به، أو تقبل خطأها بنفس راضية.

9 – مناقشة الشئون المدرسية والاجتماعية والنفسية مع الأبناء بحرية كاملة، حتي يتجنبوا العناد والتذمر وبالتالي التمرد.

10 – أن يتقن الأب فن الحوار مع الأبناء، حتي يكون الحوار حرا ومقنعا للأبناء.

11 – أن يتقن الأب فن الإنصات للأبناء، بحيث يشجع المراهقين منهم علي الحكي بشكل حميمي وحرعن مشاكلهم، وليس في شكل إستجواب أو تحقيق، حتي لا يتم صد الأبناء والتوقف عن مصارحة الآباء.

12 – أن يتفقا الوالدان علي أسلوب متجانس في التعامل مع الأبناء.

13 –  طرح مناقشة حرة بين الأبناء والآباء لبعض الموضوعات الشائكة كالصداقة بين الجنسين والسهر خارج المنزل، وإعطاء الأبناء الحرية في المناقشة.

14 – تدريب الأبناء منذ الصغر على الاستقلال والثقة بالنفس حتى يكون حرا وواعيا عندما يتعامل مع أصدقائهم ويستطيعوا أن يقولوا بسهولة “لا”، وكلما كبر الأبناء ومارسوا الحرية بإنضباط، علي الآباء أن يشعروهم بالثقة مع إعطائهم مزيد من الحرية.

15- تدريب الأبناء علي أخذ القرار بأنفسهم في موضوع ما، وعلي الآباء أن ينصاعوا لإقتراحاتهم، وعدم توبيخ الأبناء عند الإخفاق أو الفشل.  

16 – تدريب الأبناء علي الحرية السياسية وذلك بإحترام إختيارهم في الانتخابات المختلفة، كإختيار حاكم البلاد واختيار أعضاء المجالس النيابية وغيرها، مع مناقشة إختياراتهم وذكر أسبابها.

17 – إقناع الأبناء وتربيتهم على أن الإنسان لا يملك التصرف المطلق في نفسه وفي شؤون حياته وفي معاملاته مع الآخرين، وإنما هذه الأشياء محكومة بضوابط لا يجوز التعدي عليها.

 

وسائل تدريب الأبناء علي ممارسة الحرية في المدرسة:

1 – تدريب الإبن من اللحظات الأولى للإدراك، على معاني الحرية ومبادئها وأخلاقها وكيفية التمسك بها والدفاع عنها وتطبيقها في أمور حياتهم.

2 –  تعريف الإبن أن الحرية حق له؛ فله حق التصرف، وحق الاختيار، وحق التعبير عن الذات والمشاعر والأهداف والطموحات.. وله أن يتمتع بهذه الحريات ما دامت من دون إيذاء للآخرين أو إعتداء عليهم.

3 – إعطاء الإبن حرية حق اختيار قائد الصف، أو حرية إختيار قائد المجموعات، وإختيار قائد لرحلة يرغبون في القيام بها، وقائد عند غياب المعلم، وقائد للفريق الرياضي، وقائد لفرق العمل في المختبر المدرسي، أو قائد للتدريب على تمثيلية تعليمية.

4 – تدريب الأبناء منذ الصغر إبداء الرأي في حدود اللياقة والأدب بمناقشة أفكار الزملاء والتعبير عما يجول في خاطرهم ومشاعرهم دونما استهزاء أو تقليل من شأنها.

5 – تنمية القدرة لدي الأبناء علي حرية اختيار المكان الذي يرغبون في الذهاب إليه في رحلة مدرسية، أو في اختيار مواضيع الإذاعة الصباحية، أو ترتيب جدول امتحاناتهم المدرسية، وانتقاء دروسهم التي يرغبون في دراستها. واختيار الأطعمة التي يرغبون في وجودها في مقصف المدرسة، واختيار الألعاب الرياضية التي يرغبون في المشاركة فيها وتعلمها، وانتقاء اللجنة المدرسية التي يفضلون المشاركة فيها، واقتراح أنشطة مدرسية.

خطورة الإفراط في الحرية عند الأبناء:

1 – إنفلات الأبناء وتلبية داعي الهوى، ورغبات النفس الأمارة بالسوء، والإنكباب علي الشهوات.

2 – غياب الوازع الديني وعدم الإكتراث بين رضا الله أو سخطه، وبالتالي الوقوع في المعاصي.

3 –  عدم احترام الوالدين أو المربين والمعلمين، وعدم الاهتمام بالآخرين، والتمرد على كل القيم والضوابط الاجتماعية والأخلاقية.

4 – زيادة نسبة الانحرافات بين الأبناء كالسرقة والتزوير، مما يؤدي إلي إنفلات المجتمع.

5 – انهيارات أخلاقية كإدمان المخدرات أو العلاقات الجنسية غير الشرعية.  

6 – إنتشار الإباحية.

7 – عدم الانتماء للأسرة.

8 – الخروج على الآداب والعادات والتقاليد الموروثة من الأجيال السابقة، وعدم طاعة الأوامر والنواهي الصادرة من الوالدين أو المربين.

 

خطورة غياب الحرية عند الأبناء:

1 – فقد الثقة بالنفس وإلغاء شخصية الأبناء أو تكوين شخصيات مهزوزة نتيجة للكبت لا تستطيع إتخاذ القرارات أو مواجهة المشكلات التي تصادفهم في الحياة.

2 – خلق شخصيات انقيادية نتيجة عدم منحهم حرية القبول أو الرفض أو التعبير عن أنفسهم، وبذلك يسهل التأثير عليهم من أصدقاء السوء.

3 – يلجأ الأبناء للحديث عن مشكلاتهم وما يعانوه لأصدقائهم وهذا أمر خطير، لأن الأهل لا يعطونهم الحرية للتعبير عما بداخلهم من صراع أو مشاكل أو حتي يعطونهم الفرصة لعرض وجهة نظرهم بحرية في أمر ما.

4- تعرض الأبناء لحالة من الكبت ينتج عنها العديد من الأمراض النفسية، كالإكتئاب والتهتهة والتبول اللاإرادي والإنطواء والاكتئاب أو الرغبة في إيذاء أنفسهم.

5 –  نتيجة للكبت الذي يعانيه الأبناء يحدث الإنفجار فيتجرأ الأبناء على آبائهم.

6 – إحساس الأبناء الدائم بالقلق والخوف نتيجة المحاصرة والمتابعة المستمرة مما يولد لديهم الإحساس بالإنهزام النفسي وقتل الطموح والإبداع لديهم، والهرب من المدرسة، أو ضعف التحصيل والتخلف الدراسي.

7 – ضعف الانتماء للأسرة وكره الأبناء لوالديهم والشعور تجاههم بالإختناق.

8 – تفشي الكذب والسرقة وتعاطي المخدرات والإدمان.

9 – التوتر الدائم والخوف من أقل شيء.

10 – ضعف الثقة بالنفس وإفتقاء القدرة علي التعبير عن الرأي والقدرة علي الكلام.

11 – يفقد الأبناء الثقة في الآباء وأيضا يفقد الآباء الثقة في الأبناء.

12 – يتحول الأبناء إما إلي التمرد والعناد وإما إلى الخنوع والقلق.

13 – يحاول الإبن أن يجد متنفسا له، فيحاول أن يفرض سيطرته علي أخته فيقيد تصرفاتها بدون عذر.

14 – هروب الأبناء من محاضن البيت إلى محاضن سيئة.

15 – عدم قدرة الأبناء علي التفاعل مع الأحداث بشكل سليم وكامل مع من حوله.

16 – يحتاج الأبناء لطلب المشورة في كل صغيرة وكبيرة، ولهذا يضخِّمون المشكلات وتصبح لديهم المشكلات غير قابلة للحل.

 

معوقات ممارسة الحرية لدي الأبناء:

 

  • الخلط بين سيطرة الآباء علي أبنائهم وبين البر بالوالدين، حيث أن البر بالوالدين ليس عملية إلغاء حرية الابن أو إلغاء لشخصيته، وتحويله إلى صدى لشخصية الوالدين، واعتباره ظلاً لهما.
  • عدم إدراك الآباء حاجة وأهمية الحرية لدي الأبناء.
  • عدم تفهم طبيعة المرحلة السنية للأبناء، ومشاكل كل مرحلة، وبالتالي عدم الاهتمام بحلها.
  • اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء في تقدير قيمة الحرية نتيجة لإختلاف البيئة وإختلاف الأجيال والأزمان.
  • غياب اللغة المشتركة للحوار بين الآباء والأبناء؛ لإعتقادهم أن الآباء لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم – حتى إن فهموها – ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم.
  • الخوف الزائد علي الأبناء.
  • إعتقاد الآباء أن الأبناء ليس لديهم القدرة على التمييز ما بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلي الخبرة في الحياة ومتهورين.
  • عدم وجود جسور من التواصل والحوار بين الآباء والأبناء.
  • عدم وجود فهم واضح لدي الأبناء عن ضوابط الحرية حتي يستطيع الإبن ممارستها بوعي وفهم سليم.
  • عدم التدريج في تعويد الأبناء على التمتع بالاستقلال والحرية خلال مراحل نموهم المختلفة.
  • وضع توقعات عالية جدا أو منخفضة جدا من الآباء تجاه أبنائهم يجعلهم إما يمنعوا أو يفرطوا في منح الحرية للأبناء.
  • غياب الخلفية الدينية لدى بعض الآباء والأمهات.
  • التفرقة في مساحة الحرية بين الولد والبنت.
  • إصدار الأوامر للأبناء وعدم إعطائهم الحرية في مناقشة الأمر دون تقديم تفسير لذلك.
  • سلب الأبناء حريتهم في عرض رأيهم أو وجهة نظرهم.

 

ضوابط ممارسة الحرية لدي الأبناء:

1 –  الإلتزام بشرائع الدين والأخلاق وأنظمة البلاد.

2 – إحترام الأكبر سنا وبخاصة الوالدين.

3 – إحترام رأي الآخرين.

4 – أن يعرف الأبناء مالهم وما عليهم.

5 – التدرج في منح الأبناء للحرية كل حسب عمره ومقدار وعيه وإلتزامه.

 

حدود تدخل الأبوين في حرية الأبناء:

أن يكون التدخل مبني علي قاعدتين:

 الأولى مبدأ : {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.

 الثانية مبدأ : “لاعبه لسبع وأدبه لسبع وصاحبه لسبع ثم اترك حبله على الغارب”.

ولهذا علي الآباء الاتفاق مع الأبناءعلى قواعد معينة ينبغي الالتزام بها مقابل مساحة الحرية المسموح بها، ولتفعيل هذا الاتفاق تكتب بنوده في وثيقة واضحة وموجزة يتفق عليها الطرفان ويوقعه الأبوين والإبن، تتضمن البنود بصورة واضحة ورد الفعل المناسب من الآباء عند إخلال الأبن بأحد بنودها.

ومن الأمور التي تستحق التدخل السريع من الآباء:

  • سوء إختيار الأصدقاء.
  • الإقدام علي خطوة تشكل خطورة علي حياته.
  • الخروج عن شرع الله أو التجاوز في حدود الله.
  • التدخل في الأمور التي تكون فيها خبرة الإبن محدودة.
  • التأخر خارج البيت لساعة متأخرة.
  • إهمال أداء الواجبات المدرسية.

مع إهمال الأمور الهامشية الصغيرة التي لا تضر، والأمور التي يستطيع الإبن اتخاذ قرارات ناضجة فيها.

 

الفتاة والحريـــة

وسائل تحقيق الحرية مع الفتاة:

 

الأم هي أقرب إنسان لإبنتها، ولها دور هام في ترسيخ مبدأ الحرية المنضبطة؛ ومن وسائل تحقيق هذه قيمة الحرية لدي الفتاة علي الأم والأب فعل ما يلي: 

1 – عدم الوقوف علي كل كلمة تقولها الإبنة، أو كل فعل تقوم به، بل يجب ترك لها مساحة حرية طالما ما تقوله أو تفعله لا ينافي الشرع والأخلاق.

2 – إفساح المجال للفتاة لعرض وجهة نظرها والانصات لها، حتي لو كانت الأم تعلم مسبقا ما ستقوله، بل تترك الإبنة لتعبر بمنتهي الحرية عن طلبها، ويتم مناقشتها بكل إحترام وحب فيما تقول.

3 – علي الأم أن تكون صاحبة إذن صاغية وقلب منفتح وصدر حنون حين تتحدث مع ابنتها، وتشجعها علي عرض وجهة نظرها بكل حرية.

4 – الحذر من أن تصرخ الأم في وجه ابنتها عندما تخبرها بأمر لا يسر أو لا تقبله، بل تتركها تتحدث بكل حرية حتي تنتهي، ثم تعلق الأم علي كلامها بمنتهي اللين والرفق دون تجريح أو تعنيف.

5 – عندما تحترم الإبنة قدر الحرية الممنوح لها، علي الأم أن ترتقي بها وتعاملها معاملة الكبار مع منحها قدر أكبر من الحرية.

6 – علي الأم أن تحذر من سلب الإبنة حريتها فتحاصرها، أو تكون كظلها أو حارسة عليها، سواء داخل البيت (مع من تتحدث في الهاتف – ماذا تفعل أمام شاشة الكمبيوتر – مع من تحادث علي الشات)، أو خارج البيت (مع صديقاتها – في المدرسة أو الجامعة – في النادي) فمحاصرتها تسبب لها الكثير من الإحراج، بل تترك لها الحرية مع إشعارها بالثقة فيها، ومن حق الأم سحب جزء من الحرية إن هي تخطت الحدود.

7 – من المهم أن تعطي الأم من خبرتها لإبنتها ما تحتاج إليه لتميز بين الخطأ والصواب، وتتركها تواجه العالم بما سلحتها به من تربية صالحة بكل حرية.

 

ضوابط الحرية عند الفتاة:

 

1 – عدم التأخر خارج المنزل، مع تحديد ميعاد يجب الإلتزام به.

2 – تقييد الحرية بضوابط أخلاقية وقيم تربوية إنسانية وتقاليد اجتماعية إسلامية.

3 – عدم إعطاء الفتاة الحرية المطلقة من دون مراقبة أو توجيه.

4 – ألا يلجأ الآباء لعقاب الفتاة الذي يمس نفسيتها وكرامتها، أو تجريدها من حقوقها وإنسانيتها، فلا يلجأ الآباء إلى الضرب أو الشتم أو الإهانات باعتبارها وسيلة مثلى.

5 – عدم ترك الفتاة وشأنها تفعل ما تريد، فهذا أمر مرفوض، وعدم تحقيق كل ما تطلب أو تريد.

6 – إحترام شخصية الفتاة ومشاعرها من دون إلغاء لشخصية الأم وتوجهاتها.

7 – عدم إعطاء الفتاة الحرية لمصادقة من تريد، وفي حالة الصداقة يجب أن تعرف الأم شخصية الصديقة وأخلاقها وأين تسكن وطبيعة علاقتها بأسرتها، كما يجب علي الأم التعرف علي أسرة الصديقة.

8 – ضبط خروج الفتاة مع صديقاتها لأي مكان.

9 – ليس من الحرية أن تلبس الفتاة ما تشاء بحجة الثقة بها.

10 – ألا تعتقد الفتاة أن الحرية تمرد على العادات والتقاليد أو انطلاق غير منضبط بحدود الأدب والحياء.

11 – ضبط نوعية النشاطات التي تستطيع ممارستها الفتاة.

12 – عدم تدخل الأهل في التخصص الذي تختاره الفتاة لإكمال تعليمها الجامعي أو مكان عملها.

13 – عدم اختيار الزوج للفتاة دون الأخذ برأيها.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم