السبت 23 نوفمبر 2024 / 21-جمادى الأولى-1446

اختصاصي أسري: الطلاق يزداد في بداية الزواج..وفي الكهولة.



لا يبدو أن مشكلات الطلاق مقتصرة على حديثي العهد بالزواج، بسبب عجزهم عن تجاوز المشكلات التي قد تعترضهم، فهي قد تطال حتى من مرت سنوات طويلة على اقترانهما، إذ حذر متخصص في شؤون الأسرة، من تنامي حالات الطلاق بين المتقدمين في العمر.
واعتبر رئيس مركز التنمية الأسرية في محافظة الأحساء الدكتور خالد الحليبي، وصول الزوجين إلى سن بين 40 إلى 50 سنة، «من أخطر مراحل الحياة الزوجية، إذ يخفض عدد الخدمات المقدمة من كلا الزوجين إلى الآخر، بسبب إشغالهما بسبل الحياة المختلفة، وتكون فجوة لا تحل إلا بتقبل الوضع الجديد، ومحاولة تنمية الحب بينهما».
وأشار الحليبي، في لقاء نظمته لجنة التنمية الاجتماعية في حي الحمراء في الدمام، أخيراً، إلى إن إحصاءات حديثة، «أوضحت أن غالبية حالات الطلاق تزداد في بداية الزواج، لتصل إلى أن 40 في المئة من إجمالي حالات الزواج تنتهي بالطلاق، ثم تخفض سنة بعد أخرى، حتى تصل إلى مستوى قليل جداً، بمرور 20 سنة من عمر الزواج»، مستدركاً أنها «تعود لترتفع مرة أخرى». وقال: «إن هرب بعض الأزواج إلى الزواج الثاني ليس حلاً للمشكلات، لأنه يكون بلا دراسة جدوى».
وأردف أن «60 في المئة من الذين تزوجوا من أجل تحقيق حاجات معينة، لم يلبوا حاجاتهم». وأكد ضرورة «ترميم الحياة الأولى، وليس الهرب منها»، مؤكداً ضرورة «تأهيل المقبلين على الزواج لتقليل حالات الطلاق».
وأشار إلى خفض حالات الطلاق في ماليزيا من 31 في المئة، إلى سبعة في المئة بعد اعتـماد التأهيل الإلزامي.
ولفت الحليبي، إلى أن «90 في المئة من صحة الإنسان البدنية مربوطة بصحته النفسية». وأضاف أنه «بعد انتهاء السنوات الخمس الأولى من عمر الحياة الزوجية، ينكشف كثير من الطباع، وتبدو الشخصيات أكثر وضوحاً».
وقال: «إن كلا الزوجين يشكل رؤية للآخر، وتتكون بشكل أفضل حين يتثقف الزوجان».
ونوه بأن «أكثر الصراعات بين الزوجين تكون على من يقود المنزل، فالمرأة التي تنافس زوجها على القوامة لن تسعد، ولا تعني القوامة الرضوخ والخنوع والذل والمهانة، بل هي احترام كرامة المرأة».
واعتبر أن أهم ما يقدمه الرجل إلى زوجته «الاستماع». وقال: «إن كبر حجم المشكلات بين الزوجين يعود إلى اتساع مساحتها، ووصولها إلى أطراف أكثر».
وحذر الحليبي، مدمني المناظر الإباحية، «ما يؤثر على قدراتهم الجنسية». ودعا إلى «الصبر ومحاولة تفادي السلبيات. لأن أغلظ الرجال في أول حياتهم، أرقاهم في آخرها».
ودعا إلى «عدم استخدام الرجل عصيه كافة حتى لا يفقدها في نهاية الحياة». واختتم محاضرته التي عدد فيها مراحل الحياة الزوجية وخصائصها، بعبارة إن «أجمل ما يقدمه الزوج إلى أبنائه، أن يحب أمهم». .
_________________________________
الدمام – رحمة ذياب .
المصدر : صحيفة دار الحياة‏ . الاربعاء, 04 أبريل 2012
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم