فوجئت بعد انتهائنا من اللقاء الزوجي ان بنتي التي تبلغ العاشرة تختيبى تحت السرير لاعرف ماذا افعل ارجو المساعدة مع العلم اني لم اوبخها ولم افعل لها اي شي .
ارجو منكم سرعة الرد .. وارشادي بطريقة التعامل معها
ولكم جزيل الشكر
رد المستشار د. أحمد عبد الرحيم العمري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الأخت الفاضلة تحية طيبة وبعد :
نحن أمام موقفين كل منهما يحتاج إلى حل
الأول : ما قد حدث ” وجود الابنة تحت السرير ” .
والثاني : ما قمت بفعله اتجاه الموقف ” لم تفعلي شي ” .
فيما يتعلق بالموقف الأول :
فرؤية الطفل لأهله عند ممارسة الجماع ولو في مرحلة المداعبة غير مستحبة وتسبب انشغاله في اكتشاف المزيد من تلك الأمور في سن مبكرة. وابنتنا ليست طفلة صغيرة بل قد تكون في بداية مرحلة بلوغ .
القضية هنا و التي يجب أن تستشفيها من بعيد بدون طرح أسئلة مباشرة ما سبب وجود الطفلة تحت السرير ؟ هل مجرد صدفة ؟ أم رغبة في الاستكشاف والاستطلاع ؟
والتناول سيختلف باختلاف السبب , ففي حال وجود الطفلة تحت السرير رغبة في الاستطلاع فهو مؤشر لبدء اهتمام الطفلة بتلك الأمور وهنا يجب الحرص الشديد في العلاقة بين الزوجين ومتابعة الابنة ومعرفة صديقاتها بالمدرسة .
والنقطة التي لا تقل أهمية وهي عدم السكوت بل يجب الاهتمام بشرح تلك الموضوعات وخاصة للطفل الذي تشغله تلك القضايا ,
أما الطفل الذي لم يشغله ولم يسأل عنها فلا داعي لإثارتها إلا في أضيق الحدود . كما يجب الحرص على الإجابة الصحيحة عن تلك القضايا .
فالتفسيرات الخاطئة التي قد يعطيها الآباء للابن عن تلك القضايا يمكن أن تسبب له عقداً نفسية لهذا يجب الاعتماد علي المعلومات العلمية والدينية والشرعية للإجابة عن كل الاستفسارات مهما بدت بسيطة .
كما يجب اكتشاف المرحلة التي يبدأ عندها الطفل في البلوغ و يمكن اكتشاف السن الذي ينمو الطفل فيه جنسياً ويجب فيه تعليمه والشرح له عندما يرغب الابن في اللعب مع الأطفال الذكور والبنت في اللعب مع البنات وأحياناً تظهر علامات علي الفتاة بأنها تخجل من تغيير ملابسها أمام أحد وتفضل غلق الباب عليها – وعلى الأسرة الانتباه لتلك العلامات واحترامها واستغلالها لتعليم أصول التربية للأبناء وعامة تختلف السن الذي تحدث فيه تلك العلامات من طفل إلى آخر .
أهم ما يبث في عقل الطفل للتربية قول الله شاهدي، الله ناظري الله معي وذلك ليتعلم الحياء من الله.
والخلاصة هنا عليك بمخاطبة الطفلة على حسب نضجها وشرح الأمر لها بدون خجل وبدون إباحية صادمة من منطلق أنها فتاة كبيرة وصديقة أمها حتى لا تلجأ إلى صديقاتها أو آخرون لا نعلم مقصدهم للحصول على تلك المعلومات .
أما فيما يتعلق بالشق الثاني من الموقف فهنا يجب أن تفعلي شيء هام وهو عدم إشاعر الطفلة بالخزي مما حلله الله فأنت لم ترتكبي خطاء تخشين من اطلاع الابنة عليه بل إن الخطأ جاء من الابنة فهي لم ترع حرمة المكان وقواعد الاستئذان .
وهو خطأ شديد ولكنك كأم وتعلمين أن ابنتك لم تكن تقصد شيا ضارا فقد تغاضيت عن الأمر وإن كنت تستائين منه , ولكنك على ثقة بابنتك وبكون الخطأ عابر ولن يتكرر .
والله ولي التوفيق .