جميعنا يبحث عن اسباب النجاح وجميعنا يعتقد انها صعبة، البعض يولد بها والبعض الاخر يحاول اكتسابها وقد يتحقق الحلم لكلا الطرفين في النهاية ولكن الاول يسير بسلاسة ويسر والثاني بجهد وقدر كبير من الانضباط.
الفرق بين الناجح بطبعه (ومن يحاول النجاح) كالفرق بين من ولد رشيقا ومن يهلك نفسه (بالريجيم) كي يصبح كذلك. الاول نتيجة طبيعية للبيئة الجيدة والظروف المناسبة والثاني مكافح يدرك اكثر من غيره صعوبة الانجاز واهمية التضحية.
وسواء كنت ناجحا بطبعك (او تسعى للنجاح) فاعلم ان الانسان الناجح هو من يملك اكبر قدر من مبادىء النجاح وهذه المبادىء تختلف في اهميتها باختلاف الهدف الذي تسعى اليه ولكن يمكن القول ان هناك (اربعة مبادىء) يصعب انجاز اي هدف بدونها.
المبدأ الاول: الالتزام ببرنامج واضح وخطة مدروسة. فان لم تلتزم ببرنامج واضح (نحو هدف معين) فلن تصل ابدا يجب ان تحدد هدفا اولا ثم ترسم الخطة المناسبة والزمن المتوقع لتنفيذها. يجب ان تطرح اكبر قدر من الحلول ثم تاخذ افضلها واقربها للواقع. الفرق بين الناجح والفاشل ان الاول يسير بخطى مدروسة نحو هدف معلوم في حين يسير الثاني عشوائيا بغير التزام ولا خطة ولا طموح (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم).
المبدأ الثاني: نظم وقتك ولا تستسلم للعشوائية. تنظيم الوقت جزء من الالتزام الشخصي السابق فجميعنا يشكو من ضيق الوقت وقلة الفرص، ولكن الحقيقة هي ان معظمنا يعيش بطريقة عشوائية فينهي يومه بلا انجاز حقيقي، تخيل لو اقتطعت من كل يوم ساعة واحدة فقط ومن هذه الساعة اقتطعت 30 دقيقة لحفظ القرآن وعشر دقائق لحفظ حديثين وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات انجليزية وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات فرنسية. ان التزمت بهذه الخطة سيأتي يوم تختم فيه القرآن وتتقن لغتين اجنبيتين وتحفظ قدرا هائلا من الاحاديث النبوية. وتذكر انها ساعة فقط.
المبدأ الثالث: استغلال الفرص والاستعداد لها. كل انسان يولد ومعه رصيد معين من الفرص، البعض يستغلها بشكل جيد والاغلبية تتهرب منها لمجرد انهم فوجئوا بها لذا ان اتتك الفرصة وشعرت برغبة جامحة في الهرب فاعلم انها لحظة المغامرة وعناد الذات. ليس هذا فحسب بل يجب ان تستعد مسبقا وتهيئ نفسك للمفاجآت.
المبدأ الرابع: الثقة بالنفس والاعتماد على الخالق. من الطبيعي ان تفشل لمرات عديدة ولكن لا يجب ان يؤثر هذا بثقتك في نفسك فالفشل تجارب اولية (وضرورية) للوصول للتركيبة الناجحة ولكن المشكلة ان معظم الناس ينسحبون من اول تجربة وبالغد يخوض الثانية.
يجب ان تملك الاصرار والثقة ولا تقف ساكنا تجتر الافكار المثبطة. بل على العكس يجب ان تتوقع ظهور العقبات والحاسدين والظروف المعاكسة وحين تخور قواك بعض الشيء تذكر بصدق ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فؤاد عبدالله الحمد ـ الاحساء