الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

إيجابيون



أعزائي القراء،، في مسيرة هذه الحياة، يلاقي الإنسان أنواعاً من الشخصيات، وتعترضه كثير من المشكلات، يخالطه شعور من اليأس والإحباط، قد يترك العمل، أو ينعزل عن الناس، وقد يُقتل الطموح لديه، ويفقد لذة المنافسة، هنا أقول؛ في هذه الحياة: لن تجد إطلاقاً من يعيش بلا عقبات سببها الأفراد أو المواقف أو الظروف، لكن الشخص الإيجابي، ينظر لهذه العقبات على أنها من طبيعة الحياة، ويؤمن أنها تزيده خبرة وقوة.

 

إنّ الإنسان الإيجابي، يحاول أن يوسع النظرة، نحو شخصيات إيجابية تدفعه للأمام، ومواقف نبيلة تحفز مشاعره ومبادئه، ولنلاحظ أن الإيجابيين في دولهم ومجتمعاتهم مروا بصعوبات جمة ومواقف عصيبة، وأحياناً فشل متتابع، لكنهم ملأوا قلوبهم تفاؤلاً، وعلموا أن المجد لا يلين إلا بيد صاحب الإصرار والمثابرة، وبيد من تيقن من صحة الطريق، وآمن أنّ خلف الشدئد إفراجا، وأنّ عاقبة الليل الحالك فجر باسم.
إنهم رموز كتبت سيرهم في أممهم بمداد مذهَّب، مروا بتعرجات وابتلاءات ثم سطروا النجاح الكبير حينما عاشوا الإيجابية في نفوسهم ومجتمعاتهم، وعرفوا هدفهم الكبير وحددوه، ولو طال زمن تحقيقه، وأعظم هؤلاء، سيد الإيجابيين: محمد -صلى الله عليه وسلم- وشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام أحمد ابن حنبل، والقائد صلاح الدين، ومن الأمم الأخرى ممن عاصرناهم أو قريباً من عصرهم: نيلسون منديلا ومارتن لوثر كينج ومالكوم اكس وغيرهم كثير.
إنَّ عيش الايجابية في النفس والحياة، وحمل النظرة الجميلة في الانسان عن ذاته، ومحاولة التفاعل الإيجابي مع الآخرين، ليس مقصورا على المسلم فقط، بل يظهر في صور حياة الأمم الأخرى، لكنه لدى المسلم أكمل وأشمل، فالإيجابية الذاتية كجمال الذات وأصلها تظهر في أصول خلق الانسان الطيني التي منشؤها الطهارة والنظافة، ثم النفخة العلوية من الله التي تزيده شرفا وإشراقاً وعظمة، فإذا دخل معترك الحياة وأصبح مسؤولاً.. تعلّم الاهتمام بصغار الأمور وكبارها.. وتعوّد على الاهتمام بمن حوله، وتفاعل معهم بالبسمة والكلام الجميل وبسط الوجه، والإحسان باليد وكف الأذى وبذل المعروف، هذه المعاني والمشاعر والطاقات داخل كل إنسان؛ فبعضهم وصل مراحل متقدمة، وبعضهم بالمستوى المتوسط، وآخرون ضعاف، لكن المؤكد أن أصل الايجابية موجود في كلّ منّا، ويحتاج شيئاً من الاهتمام والتفعيل، لتشرق بعد أنوارها في حياتك ويفوح عطرها في أرجائك.
أخيراً، من هذه الزاوية، سأطل عليكم أسبوعيا باذن الله، لأقلب معكم صفحات الإيجابية التي عشتها في برامج ومشاريع واستشارات، ونماذج محلية وعربية واسلامية، وقصص وتجارب مررت بها في هذا المفهوم النبيل.
هنا ستجدون فكرة: آمنت بها، وعشت لها، وأصبحت من مشاريع حياتي..
ألقاكم على خير..

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم