الأربعاء 13 نوفمبر 2024 / 11-جمادى الأولى-1446

إنها صداقة بريئة يا زوجتي !!



إنها صداقة بريئة يا زوجتي !!

أخي المحترم الدكتور، أنا إنسانة متزوجة من 13 سنة ولم انجب اطفال وعلاقتي مع زوجي الحمدلله من احسن ما يكون ولا يوجد فينا عيب لعدم الانجاب لكنها مشيئة الله ونحن مستمرون بالمحاولات
اكتشفت من 5 ايام تقريبا ان زوجي على علاقة بواحدة عن طريق مسج بالبلاك بيري وعندما واجهته قال انه يعرفها من قبل ان نتزوج من 20 سنة !وانها متزوجه وما بينهم مجرد صداقة بريئة !!
اكتشفت لاحقا انها مطلقة ولديها طفلة وتعيش بالامارات علما باننا من السعودية لدي عنوان منزلها وصورتها وجميع ارقام هواتفها وهاتف منزلها كيف اتصرف يا دكتور ؟ علما بانني لا اكلمه تماما من يومين !
اسم المستشير : أم عمر
____________________________
رد المستشار       : أ. تسنيم ممدوح الريدي
أختي الفاضلة :
السلام عليكم ورحمة ا لله وبركاته .
أهلاً وسهلاً بك على صفحات موقعنا المتميز والله اسأل أن ييسر لك أمرك وأن يديم السكن والمودة والرحمة بينك وبين زوجك.
لا أنكر حجم الخطأ والمعصية التي وقع فيها زوجك بتواصله مع امرأة أجنبية عنه – تحت أي مسمى – وقد نهى الله عز وجل عن ذلك، فقله الوازع الديني لدى البعض واعتقاده بأن التواصل مع النساء من باب التسلية وبحجة الصداقة ليس حراماً، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: “العينُ تَزني وزِناها النظرُ، واليَدُ تَزني وزِناها اللمسُ، والرِّجلُ تَزني وزِناها الخُطى، واللسانُ يزني وزِنَاه المَنطِقُ، والفَمُ يَزني وزناهُ القُبَلُ، والنفس تَمَنَّى وتشتَهي، والفَرجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أو يكذبهُ”،
وقوله صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ المُسْلِمِ عَلى المُسْلِمِ حَرَامٌ.. دَمُه ومَالُه وعِرْضُه”، وهنا فالخيانة خيانة في كل الأحوال، ولكن تبقى فكرة الخيانة الالكترونية – عبر الهاتف أو الانترنت- هينه في نظر الكثيرين وهذا سبب انتشارها.
لكن هناك بعض النقاط التي قد تطمئنك بعض الشيء، فعلاقتك الجيدة مع زوجك وعدم وجود خلافات كبيرة بينكما متراكمة خلال سنوات الزواج هي مؤشر جيد على أن ما وقع فيه زوجك معصية تزول بإذن الله تعالى مع التوبة والاستغفار ولا يعود لها مجدداً إن شاء الله،
بمعنى أنه ليس نافراً من زواجه منك ويبحث عن متنفس – كما يتصور بعض الرجال – من خلال علاقة عابرة محرمة ساعدته عليها خدمات التكنولوجيا التي سهلت سبل التواصل مع خلف الشاشات.
لذلك أتصور أنه تواصل مع هذه المرأة من خلال خدمة البلاك بيري التي تتيح التواصل مع أي شخص – مثل الشات – دون التفكير في شرعية ذلك وأظن أنه صادق في أن علاقتهما لم يتخللها ما يكون بين الزوجين فقط.
لذلك أختي أنصحك بالتحدث معه عن الأمر بكونه حراماً ووضحي له قلقك عليه من معصية الله عز وجل، واطلبي منه أن يقطع كل اتصال بها وحاولي معرفة السبب في هذا التواصل، فبعض الرجال يحبون خوض مغامرات جديدة – دون الأخذ في الاعتبار بحرمانية ذلك – وذلك بسبب الروتينية في الحياة الزوجية ، أو حتى لمحاولة إثبات كونهم ما زالوا شباباً ترغب فيهم النساء !
تأكدي من حب زوجك لك وإياك والخصام لأنه يولد الجفوة فتعتادون على ذلك ، وفري له كل مشاعر الحب والرعاية والثقة، حدثيه بمنطق اللاشك فيه وفي رجولته وفي حبه لكِ، بل من الخوف عليه، وفكري ملياً في الأسباب والدوافع التي قادته لمثل هذا التصرف وحاولي معالجتها معه،
وانسي تماماً فكرة التواصل مع هذه المرأة، وأنصحك بعدة أمور:
1-لا تجعلي لنفسكِ ولزوجكِ أوقات فراغ طويلة، وحاولي أن تشغلي زوجكِ بالهوايات التي يحبها، كالانضمام لفريق رياضي في أحد النوادي المتخصصة، أو القراءة المستمرة، وحاولي أن تحثيه دائماً على المواظبة على الصلوات الخمس في المسجد وبل في الصف الأول،
وشجعيه على ذلك بل وتنافسا على الطاعة، وقومي بتجهيز ورد للمحاسبة يكون أنيقاً – وسهل التنفيذ- وعلقيه على الحائط في مكان لا يراه الزوار – في غرفة نومكما مثلاً – وحاولي أن تحافظي معه على صلاة القيام فإن لها أثراً فعال في القلوب.
2-ابحثي في نفسكِ عما يفتقده زوجكِ، اسأليه عما يفتقده في علاقتكما الزوجية الحميمة، فلعل بها ما ينقصه، وحافظي على أناقتكِ وجمالكِ داخل البيت دائماً، واسعي دائماً إلى التجديد.
5-ضيفي على البيت جواً من المرح والسعادة، وتخلصي من الروتينية في حياتكما الزوجية، اخرجي مع زوجكِ للتنزه كلما سنحت الفرصة، وكوني شبكة من العلاقات الاجتماعية بالأسر والأصدقاء اللذين تتوسمين فيهم الصحبة الصالحة.
6-اعلمي جيداً أن معظم الرجال لا يستجيبون لمطالب المرأة من خلال تعاملها العنيف، أو من خلال إجبار الزوج على الانصياع للأوامر بكسر رجولته، فكوني دائماً أنثى حنونة تحب زوجها وتخاف عليه بالرقة واللطف، لا باقتباس صفات الرجال من العنف والندية وكثرة اللوم والعتاب.
8-اتركي لزوجكِ فرصة لإصلاح حاله بشرط أن تطبقي كل ما طلبته منكِ،ولا مانع أن تطلبي منه أن يغير رقم هاتفه الجوال وكذلك الجوال نفسه ليقطع سبل تواصلها معه،
وإن لم يجدي ذلك نفعاً، اطلبي أحداً من أهلكِ – تتوسمين فيه الحكمة والأمانة وكتمان السر – واجعليه يطلب حكماً من أهله أيضاً ، لبحث الأمر واتركي لهم مسألة ردع هذه المرأة.
وأخيراً أختي استعيني بالله وتضرعي إليه، عساه يفرج همكِ بركعة في جوف الليل، والله أسأل أن يرزقكِ راحة البال والسعادة في الدنيا والآخرة، وتابعينا بأخباركِ. 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم