السبت 09 نوفمبر 2024 / 07-جمادى الأولى-1446

إستشارة: متزوج أحبه أم أعزب لا أحبه؟



متزوج أحبه أم أعزب لا أحبه ؟

احبني شخص متزوج واكبر مني ب 18 عاماانا عمري 32عاما هوانسان مواصفاته ممتازة وغني ووعدني بتوفير كل مااريده وانا افكر في الموضوع منذ سنه وما زلت مترددة ولم اصل الى اي قرار
مع العلم اني احبه ومتعلقه به حيث تعرفت عليه بالصدفه عندما كان يساعدني في دراستي فهو استاذ في نفس الجامعه التي ادرس واعمل فيها
المشكله انه خلال فترة تفكيري بالموضوع تقدم لي شخص اخر مواصفاته جيدة لكني رفضته لاني لا احب ان ارتبط بشخص لا اعرفه ولا تربطني به علاقه حب وصداقه وانتهى الموضوع
الان تقدم لي شخص اخر هو زميلي في العمل وانا اعرفه واتكلم معه بحكم العمل المشترك وتوجد بيننا نوع من الصداقه لاني كنت زميلته في الدراسه
المشكله ان هذا الشخص له مواصفات تتمناها اي فتاة اضافه الى انه مناسب لي من ناحيه الانسجام العمري فالشخص المقارب في العمر يكون الانسجام معه افضل لكني لا احبه فقط استلطفه بشكل عادي مثل اي شخص اخر
وانا محتارة هل اختار الشخص الذي احبه وهو متزوج واتحمل كلام الناس ورفض اهلي وظروفه علما انه يلح عليه وحدثت مشاكل كثيرة بيننا بسبب ترددي على الموافقه
ام اتزوج شخص لا احبه مجرد استلطفه لكنه مناسب لي وستكون زواجه مثاليه بنظر الناس لكني لااحبه احب حبيبي المتزوج فقد وجدت فيه الحنان والطيبه والاهتمام والرجوله الذي لم اجده عند اي رجل
اسم المستشير : oo 
___________________
رد المستشار :    د. ميادة محمد الحسن.
 
الأخت السائلة الكريمة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فإن الله تبارك وتعالى قد ركّبَ في الإنسان العقل وجعل بجانبه العاطفة , وأمره بإيجاد التوازن بينهما بحيث لايطغى أحدهما على الآخر , وذلك لضمان الحياة السعيدة .
فاتباع العاطفة المحضة أو حكم العقل المحض خطأ فادح , وخير الأمور ما تمت معالجته في ضوء الامتزاج بين العقل والعاطفة .
ويلوح لي من خلال سردك لاستشارتك أن الله منحك قدرا كبيرا من التعقل والتأمل الموضوعي في الأحداث , وأن الحيرة التي تعتريك عند اختيارك لشريك حياتك مردها تعدد البدائل لديك , وهو أمر لست فيه بدعاً من البشر, بل إن ترددك يحصل لأي إنسانة كان من الممكن أن تمر في مثل ظرفك ،وما ذاك إلا لأن الزواج رابطة يراد لها الديمومة , والإقدام عليها : استشراف للغيب الذي ليس في وسع البشر معرفته .
أختي الكريمة :
الحب يظل أمراً حالماً بعيداً عن الواقع ما لم يقترن بالزواج , وحكمك بحبك لرجل ليس بينك وبينه سوى معاملة ظاهرة حكم مستجيب لنداء العاطفة المحضة .
الحب الحقيقي – أخيتي – والعاطفة الصادقة إنما تنشأ بعد معاشرة الطرف الآخر معاشرة تتبدى فيها الخلال والخصال , ويتم من خلالها اكتشاف التوافق النفسي بين الطرفين , هذا التوافق الذي يحدث ثمرة للزواج , فما قبل الزواج يصعب علينا أن نحكم على عاطفة بالوجود أو عدمه فضلاً عن صدقها من عدمه .
وعليه : إن ما تجيش به نفسك من حب للرجل المتزوج قد لايكون حقيقياً بل قد يذوب مع أول لقيا في خضم الحياة الواقعية, لذلك لا تعولي على هذه العاطفة , بل قلِّبي النظر في الأمور الأخرى لتري أيها يتناسب مع واقعك ومشاعرك الأنثوية.
تأملي في نفسك , وانظري مدى تحملك لمعايشة رجل متزوج , سيتركك يوماً ويكون معك آخر , في مقابل أنه من الممكن أن تختاري من يصفي لك الود , ولا يشاركك في محبته أحد , ولا يشرك في محبتك أحد .
ولاشك أنك الوحيدة التي بيدها القرار , ولكي يكون حكمك أكثر وضوحاً , اكتبي على ورقة إيجابيات الخاطب الأول والسلبيات المترتبة على الزواج به , ثم اكتبي للخاطب الثاني مثل ذلك , واجلسي في مكان هادئ , وتأملي كل واحد منها مقابل الآخر , ولكن بعيداً عما تسمينه حباً , لأنه ليس حباً حقيقياً , بل هو مجرد ارتياح , لا يمكن أن يسمو إلى درجة العاطفة التي تعطي للحياة الزوجية روحها .
ثم ألحي بالدعاء على الله أن يختار لك الخير فيما يُعرض عليك , وكرري الدعاء وصلاة الاستخارة ففيها خير عميمٌ .
أسأل الله أن يوفقك لاختيار ما هو أنفع ديناً ودنيا . 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم