الأحد 10 نوفمبر 2024 / 08-جمادى الأولى-1446

إستشارة: لماذا ترمين نفسك بهذا الزواج؟



لماذا ترمين نفسك بهذا الزواج ؟

أنا جامعيـة متخرجة متوسطة أميل للجمال الحمدلله وأخلاقي وديني يعني الحمدلله مو مدح لنفسـي لكن فيني صفات حلوة وفيني لا طبعا..
المهم أنا عمري 27 وكم شهـر ومن زمان وأنا أنخطب لكن ما يحصل نصيب إما منه أو مني أو أو عدة أسباب وتقدموا لي عزابيـة لكن غير مناسبين ومطلقين ومتزوجيـن هذا الكلام خلال السنوات اللي راحوا ..
المهم أنا عندي مبدأ أن الأهم هو شخصية الشخص نفسـه يعني دينه أخلاقه ثقافته تعليمه تناسبه الاجتماعي هل اسمه وعائلته أتمناها لعيـالي هل هو مناسب لأولادي مستقبلا كأب لهم ..
هذه هي وجهة نظـري بغض النظر عن حالته الاجتماعيـة يعني وش الفايدة إذا كان أعزب وكان غير مناسب في أغلب النواحي السابقة !! وهذا اللي حصل كل أعزب سبق تقدم كان غير مناسب إما أخلاقا أو أو أو …
وحاليـا متقدم لي شخص متزوج عمره 36 عنده أربعة أطفال ويشتغل إداري بمدرسـة خريج جامعة الإمـام وحافظ القرآن ماشاءالله لكن غير متشدد ملتزم باعتدال ..
وزوجته مريضـة الله يشفيها ويعافيـها والمرض اللي فيها مو مرض جسمي لا مرض نفسـي أو مثل العين بمعنى أصـح وكأنه حاليا غير متزوج ..
وهو حاول معها وحاول علاجها لكن ما نفـع لذلك حط في باله انه لا بد يحتاج لزوجة وبنى بيتين دبلوكسين جنب بعض بيت للزوجة الأولى مع أطفالها والبيت الثاني للزوجـة الثانيـة ..
وهذا الشخص خطبني أنا وهذه صفاته اللي ذكرتها لكم وأنا مستخيرة وحاسه أنه صراحة كشخصية جدا مناسب ماشاءالله لكن المشكـلة بس بس بس اني أنا بكر عزباء وهو متزوج
أنا عاادي ماشوف فيها شي أبداا ومقتنعة ومو أنا أفضل من الصحابيات أبدا ولا أعلى قدر ومنزلة منهم !!لكن الأهل وأمي والعالم حوولي أغلبهم يلوموني ليش ترمين نفسك هالرمية وش ناقصك وش وش ؟!!
أنا ما نقصني شيء الحمدلله وما أعتبر هذه رميـة !!لكن هم يعتبرونها رميـة بس مو معنى هذا انهم ما أعجبوا فيه أهلي بالعكس مرة معجبين فيه بس خايفين من هذا الموضوع وهذه النقطة بس ….
تكفووون ودي أعرف رايكم أتوكل على الله وأوافق بعد استخـارة ..أو أصبر ويمكن يجيني واحد مناسب أو لا ؟!يسر الله أمري وأمركم وفرج همي وهمكم دعواآآتكم جزاكم الله خيـــــر
اسم المستشير      أميـرة
______________
رد المستشار :     أ. ابتسام صالح الخوفي .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة..إنه ليسرنا اختيارك لموقعنا، فأهلَا وسهلًا بكِ في موقعكِ المستشار، وأسأل الله أن يشرح صدركِ للذي هو خير لكِ، ويرزقكِ الرضا به إنه جواد كريم.
أختي الكريمة..أنا أحيي فيكِ حرصكِ واهتمامكِ بأن يكون اختيار زوج المستقبل عن طريق الأخلاق والدين قبل كل شيء، وهذا دليل على وعيكِ والنظرة المستقبلية للحياة الزوجية الصالحة.
المشكلة ( حيرتكِ في اختيار الزوج )
غاليتي إنَّ معيار القبول والرَّد بالنسبة للزَّواج في الشريعة الإسلامية هو الدين والخلُق؛ لقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((إذا أتاكُم مَن ترضَون دينَه وخُلُقَه فأنْكِحوه، إلاَّ تفعلوه، تكُنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير))، قالوا: يا رسولَ الله، وإن كان فيه؟ قال: ((إذا أتاكُم مَن ترضون دينه وخُلُقه فأنْكِحوه)) ثلاثَ مرَّات؛ رواه الترمذي
تعرفي أن هنالك شروطاً في الزوج لا يمكن التنازل عنها، أو التساهل فيها، وهما شرطان اثنان:
الأول: أن يكون الزوج صاحب دين واستقامة.
الثاني: أن يكون صاحب خلق.
فهذان الشرطان هما أساس الشروط، ولا يمكن أن تتنازلي عنهما، فمتى تحققت هذه الشروط، فإن باقي الصفات المطلوبة في الزوج قابلة للنظر، وتختلف من فتاةٍ إلى أخرى.
ولكن أختي أنا نظرت في رسالتكِ الحيرة في القبول في الزوج المتزوج أم الانتظار!
إن الشريعة الإسلامية لم تحرّم الزواج بشخص متزوج، وايضا نحن لا ننكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( هلا كانت بكرا تلاعبك وتلاعبها )) فإذا كانت المرأة هي الأولى كان الأفضل وبعيدًا عن المشاكل، لكن هذا الكلام لا ينطبق على جميع الحالات فمثلا:
– إذا علمنا منكِ أن الرجال قليل منهم من يطرق بابك للزواج، ونخشى عليك العنوسة، فنقول (إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه)، وهو أفضل من الجلوس بدون زواج.
– أما إذا كنتِ على علم أن بابك يطرق، وبإذن الله سيتقدم لكِ زوج، نقول لابأس في الانتظار .
– لذلك يجب عليكِأن تبتدئي بداية عظيمة مع ربكِ، فتستخيري رب العباد بصلاة ركعتي الاستخارة،وادعيه دعاء المضطر أن ييسر لكِ هذا الزواج إن كان زواجكِ به خيرًا لكِ، ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم إن كان زواجي بهذا الرجل خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري اللهم فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه )، فالجئي إلى الله -جل وعلا-فقد قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
– اعملي يا أختي لكِ جدول، ضعي محاسن هذا الزواج ومساوئه، ثم أمعني في التفكير، واختاري ماهو مناسب لكِ أنتِ.
– والدكِ وأمكِ وأخواتك وأهل الرأي والمشورة جزء منك، ولذا فمن الأهمية قبل اختيار شريك الحياة استشارتهم والاستماع لآرائهم، ودراستها بموضوعية وروية .
– لا شك -أيتها الحبيبة- أن نظر الوالدين في الغالب يكون أرشد من نظر الولد, وأقرب إلى المصلحة، فهم أكثر خبرة بالحياة, ومعرفة بالناس، ويقترن بهذه الخبرة والمعرفة الحب للأبناء, والحرص على مصلحتهم، ومن ثمّ فنصيحتنا لكِ أن تتخذي وجهة نظر والديك مأخذ الجد، بعد المناقشة ومعرفة الأسباب.
ومما نؤكد عليكِ الاهتمام به، هو عدم التسرع في الموافقة أو في الرفض لأي خاطب، بل عليكِ أن تتمهلي، وأن تُعطي نفسكِ فرصة للاستشارة، وكذلك لصلاة الاستخارة، فما ندم من استشار وما خاب من استخار، أتمنى لك اختياراً موفقاً، واستقراراً في حياتكِ الزوجية، وسعادة أبدية.
وأخيرًا أشكركِ على الاستعانة بالموقع، ونتمنى لكِ دوام التوفيق في حياتكِ، وابتسامة تشرح صدركِ ونحن في انتظارك. 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم