الجمعة 27 ديسمبر 2024 / 26-جمادى الآخرة-1446

إستشارة: كيف أحسن مزاجي؟



كيف أحسن مزاجي ؟

السلام عليكم ورحمة الله.
حالتي هي أنني منذ أن كنت طفلاً أعاني من الخجل وربما ضعف الشخصية وعفواً على إستعمال هذه الكلمة وكأنني مسطول.
لكن بعد سفري إلى أسبانيا للعلم صرت أشعر بتغير كبير في مزاجي، فأحياناً أكون كما كنت في العادة وأحياناً أشعر بفرح كبير وطاقة كبيرة وقوة إجتماعية جميلة وكأن عقلي يعمل بكامل طاقته وليس عليه غيم كما في الحالة الأولى.
بصراحة لا أفهم ماذا يحصل وأتمنى أن ترشدوني إلى العلاج وطريقته، بعض الناس نصحوني بدواء البروزاك الذي ينظم عمل المادة المسؤولة عن الفرح في جسم الإنسان.
لكن أود الإشارة أيضاً إلى أن أحد الأشخاص نصحني بالتفكير دائماً بأمور مفرحة حتى أكون دائماً في الحالة الفرحة وليس الحالة الكئيبة. صرت أجرب ذلك وكان يتغير مزاجي إلى الأحسن عندما أطبق النصيحة
لكن في أحيان كثيرة لا أتأثر وأبقى على الحالة الأولى الاكتئابية وضعفت الشخصية. شكراً جزيلاً على قراءة مشكلتي وعلى اهتمامكم بمشاكل الناس.
اسم المستشير      حسن
____________
اسم المستشار :   د. أحمد فخري هاني
أهلا وسهلا بك يا أخي الفاضل حسن .
أشكرك على ثقتك الغالية في موقعنا المستشار .
أتمنى لك الحصول على الدكتوراه وتصبح عالم من العلماء البارزين بإذن الله تعالى .
قراءة رسالتك ووجدت بعض الايجابيات الهامة التى ركزت عليها وهى التفكير الايجابي والتفاؤل وهذا ما أشعرك بالتحسن وتغيير حالتك المزاجية وهذا شيء ايجابي قمت به ولكن عدم الاستمرارية هو الذي يفتح الطريق أمام معاودة الأفكار السلبية والتشاؤمية إليك مرة أخرى كما أن للبيئة اثر كبير في تغيير المزاج فتفاؤلك عندما ذهبت إلى أسبانيا والتعرف على مجتمع جديد والظهور بشخصية أكثر ثقة وإقدام هو الذي ساعد على تحسن الحالة المزاجية ولكن عدم معالجة الأسباب الحقيقية للمشكلة من خجل وأفكار سلبية وتشاؤميه هو الذي يجذبك إلى الوراء مرة أخرى .
ونحن كمعالجين نفسين في مثل حالتك نتبع الآتي :
– في البداية لابد من تقييم حالتك من خلال المقاييس والاختبارات النفسية للتعرف على شخصيتك ومقدار الاكتئاب لديك .
– وبعد تقييم حالتك من خلال نتائج الاختبارات والفحص نحدد هل حالتك تحتاج إلى دواء طبي مع جلسات علاج نفسي أم الحالة تحتاج إلى علاج نفسي فقط من خلال جلسات نفسية منتظمة لمدة تحدد حسب الحالة واستعداد العميل للتحسن .
وسوف أقدم لك بعض الإرشادات التي تحسن من حالتك وهى كالآتي :
– أولا عليك بالتركيز على حديثك الداخلي أي على ما تقوله لنفسك في المواقف والأحداث المختلفة وسجل ما تفكر فيه أو ما تأمر نفسك به وسجل المشاعر المصاحبة لتلك الأفكار سوف تجد أن حديثك الداخلي عبارة عن عبارات سلبية تصدر بها أوامر لنفسك مما يسبب لك الاضطراب والتشاؤم مثل : ( سوف افشل في حياتي – أنا إنسان غير محبوب – الحياة ليس لها معنى – ما فائدة الدراسات العليا ما دمت إنسان مكتئب ) وغيرها وغيرها من الأحاديث السلبية التي تسبب لك القلق والحزن والاكتئاب والارتباك كما أن هناك عبارات سلبية تزيد من خجلك مثل : ( سوف يكون غير مرغوب في مع الأصدقاء لذا على بعدم الذهاب – الآخرين يستثقلون دمى – الآخرين ينظرون إلى على أنى إنسان ضعيف أو خجول أو غير مقبول معهم ) وغيرها من الأفكار والأحاديث الداخلية السلبية
– لذا عليك بتعلم فن مخاطبة نفسك داخليا من خلال تشجيع نفسك وإظهار ايجابياتك وتنميتها والتعرف عليها وتعلم التفاؤل والنظرة الايجابية للمستقبل
الأمر يحتاج إلى الاستمرارية حتى تتكاثر الأفكار الايجابية والتفاؤلية لديك وتحجم الأفكار السلبية .
– عليك أيضا بتكوين علاقات اجتماعية ايجابية لان الدراسات والأبحاث أكدت على أهمية النسيج الاجتماعي ووجود الشخص في وسط اجتماعي من الأصدقاء والأهل والمقربين يقي الشخص من الشعور بالوحدة والأسى والحزن والهم والأفكار السلبية أيضا .
– وضع أهداف وخطط يسعى الإنسان للوصول إليها تجعل للحياة أمل ومعنى لوجود الشخص فالعمل والاجتهاد والجد والمثابرة على إتمام الأعمال تزيد من ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته وتحميه من براثن الاكتئاب والحزن
– ممارسة رياضة المشي من نصف ساعة إلى ساعة يوميا أكدت العديد من الدراسات أهميتها لتحقيق التوازن النفسي وزيادة الثقة بالنفس شرط أن تتم في الأماكن المفتوحة والمليئة بالخضرة أو الطبيعة وأفضل الأوقات في الصباح الباكر أو قبل فترة الغروب .
– ممارسة الهوايات والأنشطة تساعد على تنشيط خلايا المخ والقراءة والاطلاع من الممارسات التي بمثابة رياضة ذهنية وعقلية لتنشيط التفكير والإبداع ومداعبة للنفس عند ممارسة هواية أو نشاط محبب
– في مثل حالتك يفضل ألا يجلس الفرد مع نفسه لأوقات كبيرة يفكر في الاكتئاب ويعزل نفسه عن الآخرين لذا أنصحك بعمل أعمال سلوكية متنوعة عندما تهاجمك الأفكار السلبية .
– عليك بتدريب نفسك على التخلص من خجلك من خلال التدريب على المواقف التي تشعر فيها بالخجل من خلال تخيل الموقف واستحضره في ذهنك وحضر حوار ايجابي ترغب في التحدث به في الموقف ودرب نفسك في الخيال وكرر المحاولة أكثر من مرة ثم إبداء في الممارسة العملي التطبيق على أحد الأصدقاء المقربين أو احد أفراد الأسرة ثم راجع الموقف من خلال تقييم الايجابيات والسلبيات ودعم الايجابيات وعدل وصلح من السلبيات وكرر الموقف وإبداء في تعميمه على المواقف المشابهة.
– عليك أيضا بتدريب نفسك على تأكيد الذات من خلال رفض الطلبات غير المعقولة من الآخرين دون خجل فعليك أن تدرب نفسك على قول لا للطلبات غير المقبولة من الآخر كما عليك أن تعبر عن مشاعرك السلبية بشكل مقبول اجتماعيا بحيث تعبر عما بداخلك أثناء الموقف ولا تعدى المواقف التي تسبب لك الضيق والألم وأيضا عليك أن تعبر عن المواقف السارة والفرح لديك دون خجل وكتمان فأنت الآن تتخلص من أفكارك وسلوكياتك القديمة التي أدت إلى شعورك بالحزن والاكتئاب .
الأخ الكريم حسن أتمنى لك التوفيق على المستوى العملي والعلمي والتمييز في حياتك ولك منى كل التحية والتقدير ويسعدني ويسعد موقع المستشار تواصلك معنا فنحن دائما نعمل على راحتك وتوفير الجو النفسي المتوازن لكل من يزور موقعنا وينضم لأسرتنا .
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته . 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم