في خريف العام 2017 تصدر اسم المراهقة البريطانية مولي راسل عناوين لوسائل إعلام عالمية كبطلة لقصة مأساوية لما يمكن وصفه بأنه أول حالة انتحار معلنة لطفلة في الـ14 من عمرها بسبب إدمان مشاهدة محتوى عدائي على وسائل التواصل الاجتماعي «السوشال ميديا».
-بدا انتحار مولي محيراً في أول الأمر، لكن الرسائل التي وجدها والدها في بريدها الالكتروني من منصة تواصل اجتماعي كان بعضها ذا طابع انتحاري، مثل صورة لفتاة مجروحة في فخذها مع عبارة «لا يمكنني إخبارك بعدد المرات التي أتمنى أن أكون فيها ميتًا»، أو «10 دبابيس اكتئاب قد تعجبك».
-أكد الطبيب الشرعي في لندن حينها في استنتاجاته، أن المحتويات التي شاهدتها الفتاة «لم تكن آمنة» و»ما كان ينبغي أن تكون في متناول أي طفل على الإطلاق»، كما اعتبر أن مولي «ماتت جراء فعل إيذاء النفس، بينما كانت تعاني من الاكتئاب والآثار السلبية للمحتوى المتاح على الإنترنت».
-هذه القصة عاد اليوم إلى الواجهة من جديد حين قررت مئات العائلات في أميركا رفع دعاوى قضائية ضد 4 من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، التي يقولون إنها تعرض الأطفال عمدًا لمنتجات ضارة. الفتاة تاليور ليتل «21 سنة» تشارك في هذه الجهور ووصفت نفسها لـbbc الأسبوع الأثنين الماضي أنها أسيرة الإدمان منذ كانت في الـ12 من عمرها وهو ما أدى بها إلى محاولة الانتحار والاكتئاب. «لم أتمكن من استعادة حياتي طوال سنوات مراهقتي… إنها وحوش كبيرة وسيئة».
-تعتقد تايلور أن الشركات تضع في أيدي الأطفال منتجات تسبب الإدمان والضرر بشكل كبير، لذا لجأت مع مئات من العائلات الأمريكية الأخرى بمقاضاة أربع من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وهي شركة «ميتا المالكة لفيسبوك وانتستغرام، وتيك توك، وقوقل وسناب تشات، وتعد الدعوى واحدة من أكبر الدعاوى القضائية التي تم رفعها على الإطلاق في وادي السيليكون.
-في السعودية العالم الماضي طلبت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع وهيئة الاتصالات في السعودية منصة «يوتيوب» بإزالة الإعلانات المخالفة، والتي وصفتها بأنها «تتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية»، وهو ما دفع المنصة للاستجابة.
-ورأيي أن الجهات التشريعية والقضائية في الإعلام مسؤولة بالدرجة الأولى في كل بلد عن سن القوانين التي تمنع شركات التقنية الكبيرة من الإضرار بالمجتمع سواء كانوا أفراد أو مؤسسات، في حين أن على الأسر مسؤولية رفع وعي أطفالهم ومراقبة استخداماتهم للحد من الاستخدام المفرط للأجهزة الذكيةي، فإدمان السوشال يسبب الوفاة كما في حالة مولي راسل.
——————————————
بقلم أ. وليد الأحمد