ضغوط الحياة تتزايد، ولا يستطيع التكيف معها إلا المميزون.

هناك من ينهار بسبب ضغوط الحياة، وهناك من يدخل دوامة الإحباط، وهناك من يخسر أصدقاءه ومحبيه، وهناك من يفشل في مشروعه، وهناك من يصاب بالأمراض، ففي بعض الدراسات تسبب الضغوط 80% من مجموع الأمراض التي يصاب بها اليوم، فالضغوط تفقدنا قدرتنا على التوازن وتغير أنماط سلوكنا وتؤثر على أجهزتنا البدنية والعقلية والنفسية.

ما هي الضغوط؟

الضغوط هي: حالة عدم التوافق بين متطلبات الحياة وبين الموارد والإمكانيات المتاحة، وهي على ثلاث مراحل: مرحلة الإنذار حيث التي تظهر فيها أعراض ودلائل تشعر الإنسان بأنه يعاني ضغوطا فتحدث تغيرات في الجسم، ومرحلة المقاومة فإذا لم تزل أسباب الضغوط يحاول الإنسان التكيف مع هذه الضغوط كجزء من حياته، فينجح البعض ويفشل البعض، ومرحلة الإنهاك وفي هذه المرحلة يحصل الانهيار.

ما الذي يسبب الضغوط حتى نتجنبها؟

هناك ضغوط نابعة من شخصياتنا كالطموح الذي يفوق القدرات والشخصية الانفعالية والعجولة وضعف الثقة بالنفس والإحباط والعمل بكد لا بأناقة، وهناك ضغوط من بيئة العمل كالمديرين والعلاقات مع الزملاء وضغوط العملاء، وهناك ضغوط خارجية كالمتطلبات الاقتصادية وظروف الأبناء وعدم التوافق العائلي والضغوط المجتمعية.

أما كيف نتكيف مع الضغوط التي لابد منها؟

فأولا: الاستعانة بالله والدعاء، وبعده السعي للاستفادة من الضغوط والمؤمن أمره كله خير، فالضغوط تفيد في إثارة الدافعية والحماس وفتح المجال للإبداع وتنمية الخبرة ومراجعة الأخطاء، وتقوية جهاز المناعة، وقد ألف جيمس ليهور كتابا سماه «ضغوط من أجل النجاح»، ومن وسائل التكيف: تخفيف استخدام الأجهزة الحديثة التي تزيد التوتر ولا تقلله، ومعرفة حقيقة الحياة القصيرة بكل ما فيها، وإدارة الوقت، والرياضة، والاستعانة بمن حولك من زوجة وأصدقاء وأبناء، والتعامل مع المشاكل بحكمة، وإدارة وقت الراحة بإتقان، وتمرين النفس على قول: لا! وتعويد النفس على تقبل أخطاء الآخرين ومعرفة أن لكل عيبه كما أن لك عيوبك، والحذر من التسويف والأوهام بالظن أن سبب الضغوط العين أو السحر بينما هو بعيد عن ذلك.

وأخيرا لقد قال المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

أتتك الضغوط لأنك مميز، فكن عظيما في التعامل معها.