السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أود طلب حل لمشكلتي التي لم اجد لها اي حل . أنا طبيبيه اطفال تزوجت من ابن عمي الذي يعمل مدير شحن لكنه تقاعد مبكرا منذ سنتين تقريبا مدة زواجنا 17 سنه
كنت صف اول ثانوي عندما تزوجت وهو يكبرني ب 14 سنه لدينا 4 اولاد –المشكله تكمن في التناقض الكبيير بيننا في التربيه الذي ارهقتني جسديا ومعنويا ووالله بلغ الجهد مني مبلغه بدون اي نتائج ايجابيه -الحمدلله على كل حال
مثلا وهذه اخر مشكله ابنتي تبلغ 11سنه وكانت منذالاجازة الصيفيه تطلب (اي باد)لكن كنت احاول اقناعها بانه غير مفيد وانه سيضيع وقتها في اشياء غير نافعه مثل الألعاب لكن والدها بالمقابل يرى العكس تماما
وكان يعدها بانه سيحضره لها وبالفعل تم ذلك من غير علمي تماماوافاجاء بانها تملك الجهاز وطبعا كان يقول لي والدها (انت مالك شغل بالبنت خليكي بعيدعنها)
طبعا بكل صرااااحه عجزت عن التفاهم معه لانه يرى نفسه صح دائما –هو يحب اولاده جددااا لكن دائما مايناقضني في هذه الامورمثلا قنوات اطفال (طبور الجنه) أنا أمسحها وهو يعيدها وهكذا وووو الله المستعان
هل هناك أمل ان اجد حلا يساعدني في تربيتهم من غير تناقض والاهم اريد حلا للاي باد الذي دخل البيت من غير موافقتي جزاكم الله خيراااا
اسم المستشير عزتي اسلامي
_____________________________
رد المستشار أ. عادل عبد الله هندي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أختي السائلة الكريمة:
نرحب بك على صفحات موقعك المستشار، ونشكر لك حسن الظن والثقة بنا، ونسأل الله تعالى أن يعينك على تربية أبنائك على الخير والتقوى، وبعد:
فإني أحمد الله تعالى أنه من بين زوجاتنا وأمهاتنا من تخاف على أبنائها وبناتها من الشر أيًّا كان وضعه وشكله؛ لا سيّما في زمن ملئ بالسوء والفتن والشهوات،
نسأل الله العفو والعافية.
أيتها الأم الكريمة:
إليك عدة حقائق ومهام يجب أن نفقهها وأن نتفق عليها مبدئيًّا، ثم ننصحك بعدة نصائح عملية يمكن من خلالها أن تقومي بتربية بناتك على الخير.
أولا: الاختلاف بين الزوج والزوجة فكريا شيء طبيعي وواقعي وصحي؛ لا سيما مع اختلاف الرؤى وفقا للبيئات وتنوع اتجاهاتها.
ثانيا: يجب الاتفاق بين كل زوج وزوجة قبل الزواج وفي بداياته على أسس وفنون ومهارات التربية، ومن يقوم بدور الشديد ومن يقوم بدور المتساهل، أو يمكن تبادل الأدوار من حين لآخر وحسب كل ظرف تربوي، وهذه النقطة تعد من أهمّ أسس التربية الناجحة في حياة المتزوجين
ثالثا: كوني على يقين -وأقول لك وبصدق- بأن الزوج أو الرجل يتأبى كثيرًا على نصيحة زوجه، لا سيما مع فارق السنّ -إلا من رحم الله تعالى-.
رابعا: لتصلي إلى تربية موفّقة، لا بد من التناصح بينك وبين زوجتك، ولا مانع من التصادم مع الزوج، كوني رقيقة في الحوار منصتة تؤلفين قلبه للخير، وستجدينه كما تريدين.
خامسا: عند التربية: إن أردت أن تلغي قناة طيور الجنة مثلا أو تلغي فكرة الآي باد –
وأنا أعلم أن الأخير شيء خطير قد يستغل خطأ في التواصل والاستخدام-
لكن يجب وأٌول يجب أن تلتزمي التدرج وسيلة للوصول إلى ما تريدين، فالتدرج سنة من سنن الخلق والكون وهي طريقة الداعية الهمام.
سادسا: استخدمي التوازن بين الترغيب والترهيب، في التربية للأبناء.
سابعا: بالنسبة لابنتك ذات السن [11سنة] اعلمي أنها تمر بمرحلة حرجة جدا في حياتها وفي حياة مثيلاتها وهي بحاجة إلى حضن دافئ لا إلى حائط صد؛ فقد بدأت في فترة مختلطة بين نصف طفلة ونصف امرأة تكبر،
فانتبهي واعلمي أن لهذه الفترة خصائصها وظروفها: يتعرض فيها المراهق لجملة من الاضطرابات السلوكية والحياتية، والتي يشعر فيها بسمات جديدة كالاحتفاظ بأسراره، والاستقلالية في أموره، والانفتاح وحب الاستطلاع.
ثامنا: من الوسائل التي يمكنك استخدامها في هذه المرحلة الآتي:
1. الصداقة قبل كل شيء (المرء على دين خليله).
2. الحوار البناء والذي ينتهي على الإقناع.
3. تقدير الذات واحترام الخصوصية.
4. المتابعة القائمة على دعم الثقة بالنفس وليس الخوف عليها من التفلت أو الانحراف.
5. تنمية روح مراقبة الله تعالى، بدلا من الحرص على المراقبة.
6. عدم التشدد في المتابعة.
7. الاستماع لها أكثر مما نوجه لها الكلام.
8. الاقتراب والتقارب الروحي أكثر وأكثر لتحكي لك ما يجول في خاطرها في هذا السنّ.
9. التدريب على مهارات اختيار الأصدقاء (عدم فرض صديقة عليها).
10. ألا نشعرها بالمراقبة لحاجياتها، مما يدفعها –أحيانا- إلى فعل الأفعال السيئة كرغبة في الانتقام.
11. عدم اقتحام خصوصياتها دون استئذان مهما كان الهدف.
12. عدم التركيز على السلبيات الخاطئة ونسيان إيجابياتها.
13. الحب والود في النصيحة وليس الأمر والتسلط.
ومن آليات التعامل مع ابنتك الآتي:
————————————
1. البشاشة عند الاستقبال والتوديع.
2. عدم السخرية منها أو الاستهزاء بها أمام الآخرين.
3. تكليفها ببعض المهام التي تخرج فيها جهدها مما تثبت من خلاله القدرة على المسئولية.
4. النصح غير المباشر (ما بال أقوام)
5. الابتعاد عن سوء الظن.
6. الابتعاد عن المقارنة بغيرها.
7. محاولة تغيير صحبتها بأخذها للمسجد وزرع الحب في قلبها لربها والدين.
8. الاحترام لأفكارها وبدنها وعلاقاتها مفتاح التفاهم، ويدفع الثقة في النفس.
9. تقبل فكرة الوقوع في الخطأ، وأنه وسيلة لمعرفة الصواب؟ (التقليل من النقد الجارح).
10. منح ابنتك قدر من الاستقلالية الذاتية.
11. الثناء والتقدير للنجاح في أي جانب والتركيز على الإيجابيات لا السلبيات.
12. إعطاؤها فرصتها في اختيار صديقاتها بانضباط واختيار ملابسها مع الأدب الإسلامي.
13. عدم إفشاء الأسرار.
14. التقبل والاحتواء لها.
15. التغافل -أحيانا- عن بعض التصرفات.
أسأل الله ختاما أن يستر بيوتنا وأن يملأها حبا وسعادة ونورا يا رب العالمين، وأن يوفقك لصلاح أبنائك وبناتك وأخبرينا بأي جديد والله يوفقك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .