الأحد 22 ديسمبر 2024 / 21-جمادى الآخرة-1446

أمي تقف عائقا أمام زواجي .



الاستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة ملتزمة – ولله الحمد – عمري 19 عاماً ومشكلتي أنني أفكر كثيراً في الأمور الجنسية وأشعر بالذنب لكثرة تفكيري في هذه الأمور وأخشى على نفسي أن أقع في الفاحشة.
ومشكلتي أن والدتي ترفض أي شخص يتقدم لخطبتي دون أن تستشيرني أو حتى تحاول أن تأخذ رأيي وقد تحدثت معها كثيراً وأخبرتها أنني مستعدة لأن أتزوج الآن وليس شرطاً أن أنتظر أختي فلم تهتم بما قلته وظلت ترفض دون علمي .
تحدثتُ مع والدي في الأمر فقال ان الأمر ليس بيده وهو سيوافق على أي شخص مناسب لكن المشكلة أن الامر كله بيد والدتي وعندما علم أخوتي بأنني أطلب منها أن تأخذ رأيي على الأقل قبل أن ترفض انقلبوا جميعهم ضدي وقالوا أنه ليس من حقي أصلاً أن أختار من أتزوجه وهو حقُ لوالدتي لانها هي تعرف مصلحتي أكثر مني.

وقبل فترة تقدم لي شاب ملتزم ومحافظ على الصلاة في المسجد وهويحفظ القرآن كاملاً وهو من أقارب زوج أختي الكبرى فظنت والدتي أنه يريد أختي ووافقت عليه ثم علمت بعد ذلك أنه يريدني أنا وليس أختي فرفضت الأمر تماماً دون أن تأخذ رأيي،
أنا أريد هذا الشاب ولا زلت أريده حتى الآن، فهل من الأفضل أن أتحدث مع أختي الكبرى لتخبر زوجها بأنني أريد هذا الشاب (قريبه) وهو يبلغ هذا الشاب بذلك؟

أرجوكم أفيدوني وجزاكم الله خير الجزاء..

رد المستشار
اسم المستشار :    د. يوسف بن عبد اللطيف الجبر

أختي الكريمة : أعانك الله ويسر لك طريق العفة والنقاء وأبعد عنك كل هم وفتنة .

ما ذكرتيه من وقوف الأهل عقبة في طريق زواج الفتاة ظاهرة في مجتمعنا للأسف الشديد ، وهو شكل من أشكال العضل الذي نهى عنه الإسلام ، فإذا تقدم للفتاة شاب كفؤ وحسن الخلق وقادر على تكاليف الحياة الزوجية فليس لولي الفتاة رده إذا رضيته . ولكن ثقافة بعض الرجال تدفعهم لعدم مراعاة مشاعر الفتاة الراغبة في الارتباط مع زوج وتكوين بيت سعيد . وربما شعروا أن فتاتهم مملوكة لهم ليس لها من أمرها شيء ، وأن الأعراف والتقاليد أقوى اعتباراً من أي شيء آخر ، وهو أمر مخالف لكل القيم وقانون الأخلاق والرحمة .

والذي أرشدك إليه بعد سماعك عن هذا الخاطب أن يكون الوسيط هو والدك فذلك أنسب ، خاصة أني فهمت من كلامك أن والدك رجل طيب وليس من فئة القساة . ولا أفضل تدخل زوج أختك ؛ فلذلك سلبيات عدة قد تضره هو أيضاً . وعموماً يمكنك أن تستدعي مساعدة الأقارب مثل الأخوال حيث يمكنهم التأثير على الوالدة بشكل مناسب ، أو الأعمام فهم ممن يقبل تدخلهم في مثل قضيتك .

واصلي محاولاتك وأكثري من الدعاء والتوكل على الله وأسأل الله لك الخلاص من هذه المعاناة والعضل .
والله الهادي .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم