أمثالٌ لا أحترمها .!
د. خالد المنيف
أمثال غدت كالمعتقد الراسخ وكالحقيقة المسلم بها ,بمجرد الاستشهاد بها تصنف كالنص
المرسل أو كالحديث المتفق عليه للأسف! ويجب على الكل الانصياع والتفاعل معها والوقوف عند معانيها!
مقولاتٌ فجة على الذوق السليم وجمل ٌ تمجها الأسماع والعقول ولكن للأسف قد سار بها
الركبانُ وتناقلها الناسُ وهي لاتعدو كونها مقولة لأحدهم لربما كان من أجهل الجهال!
معانٍ رديئة وإيحاءات خطيرة وتعميقٌ مخيف للسلبية!
ودفع شديد باتجاه سلوكيات خاطئة! إضافة إلى أنها تخالف نصوصا كثيرة جاءت بها الشريعة
وسأستعرض مجموعة منها وهي غيض من فيض ونقطة من بحر تلك الأمثال التي لا أكن لها أي تقدير واحترام.
1- شاور الحرمة وخالفها!
وأنا أتعجب من صاحب المثل العجيب وأقول له إذا كنت لن تسمع فلماذا تتعب نفسك
وتجهدها بالمشاورة؟! إضافة إلى ما سوف تسببه من ألم لتلك الأنثى والحقد الذي سيتولد
تجاهك! مثلٌ يصور الأنثى وكأنها بنك للأفكار الخاطئة وبشر قد جبله الله على الخطأ،
لذا بمجرد أن تخالف رأيها فهذا يعني أنك اهتديت للرأي السليم! أي بلادة! أي سطحية وسخف!
فما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال
والله وتالله أن جملة من بنات حواء أكثر فهما وأصلح رأيا وأبعد رؤية من كثير من الرجال !
إضافة لمخالفة هذا المثل السقيم لسيرة الحبيب وسنته- اللهم صل وسلم عليه- في مشاورة الكثير من زوجاته والعمل برأيهن!
. .
2- العتب صابون القلب .
وهو فعلا صابون وغاسل لكن للمودة والحب وطارد للود! فالطبيعة الإنسانية تنفر ولاشك
من كثرة العتب والاستغراق فيه، وهذا المثل يدعو للمعاتبة على الدقيق والجليل وهذا
لاشك سيثمر عن عداوات وأحقاد! إضافة إلى ما سيجنيه المداوم على العتب من ضغط وإجهاد نفسي.
. .
3- اتق شر من أحسنت إليه
وهو من أقبح الأمثال وأرداها بلا منافس وهذا المثل يدعوك أن تترقب الإساءة مع من قدمت له معروفا أو أسديت له جميلا، وكأن ردة الفعل السلبية بعد فعل الخير أمر لازم،
وهذا المثل يبدو أنه يناسب كائنات حية غير البشر، فالنفس البشرية في صغرها وكبرها
قد جبلت على مقابلة الإحسان بالإحسان والعطاء بالعطاء، إضافة إلى جملة من النصوص القرآنية التي توضح بما لايدع مجالا للشك أن الدفع بالحسنى والعطاء سيجعل من العدو اللدود صديقاً حميماً!
. .
4-من شب على شيء شاب عليه
وهو مثل باختصار يساند ويعزز قانون الحتمية الذي يعمل به البطالون والكسالى ومقاومو
التغيير ويبررون تقاعسهم بأنهم قد نشأوا على تلك الحال! فإذا ما دعوته نحو التغيير
والتجديد أو تغيير إحدى العادات السيئة برر بأنه نشأ على هذا واعتذر بهذا المثل ولو كان هذا مثلا صحيحا لعطلنا الكثير من الأحاديث والآثار التي تدعو لفاضل الأخلاق وهجر سيئها..
. .
5- اللي تقرصه الحية يخاف من الحبل
هذا مثل يعمق الخوف من تكرار التجربة ويبني حواجز نحو إعادة المحاولة إضافة إلى كونه يرفع شعار أن النجاح فقط من التجربة الأولى، وهذا معنى باطل ينافي الدعوة للصبر والمجالدة والتكرار.
. .
6- عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة
مثل يربي النفس على الاستكانة ويدفع الناس نحو العيش بين الحفر، والقبول بأقل
القليل والتخوف من أي تجربة أو محاولة تتطلب الإقدام؛ لذا فهو يقتل الجرأة والتطلع،
ويشارك هذا المثل في تلك المعاني المثبطة والإيحاءات السلبية مثل (القناعة كنز لا يفنى)!
ومثل (مدّ رجولك على قد لحافك).
. .
7- سوء الظن من حسن الفطنة
سمعته من صديق عزيز مستشهداً به وموقناً بصحته وهو يحكي قصة حدثت له، ويبدو أن
تطبيق المثل قد جاد عليه بفائدة. هو مثل يدعو بشكل صارخ إلى الشك فيمن حولنا وتأويل
ما لا يتأول من كلماتهم وصبغ نظراتهم بصبغة سوداء، ويتجاهل الآية الكريمة التي تؤكد أن الظن والاستغراق فيه من الذنوب، إضافة إلى الأثر الذي يدعو إلى أن تبحث عن الأعذار لصاحبك عندما يقع وتزل به الكلمات.
. .
8- (إذا كان لك عند الكلب حاجة قول له يا سيدي).
باختصار هي دعوة للنفاق و هزّ الذنب.
. .
9- (جود مجنونك لا يجيك أجن منه).
مثل يفعل قانون (التصبير) المحبط ويشعل نار التشاؤم المحرقة.
. .
10- (جلد ما هو جلدك جره على الشوك)
أنانية مفرطة وحب ذات بغيض وعدم احترام للآخرين وممتلكاتهم.
تلك نقاط من بحر تلك الأمثال التي أرى لزوم معاداتها وهجرها والوقوف عند آداب وتعاليم الشرع الحنيف…