الأثنين 23 ديسمبر 2024 / 22-جمادى الآخرة-1446

أطفال يلعبون بأوضاع مريبة !



أطفال يلعبون بأوضاع مريبة !
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQLt7ZCVZDXNiVv280RsSe73gLut9Z9xUgTfKAODjkUw04YHyPYqNQVpw2P

   بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل فترة لاحظت على أختي الصغرى (7) سنوات وابن إحدى أخواتي (6)سنوات بعض الحركات والتصرفات الغريبة فيما بينهم مثل

1) رفع الملابس الخارجية إلى أعلى الفخذين
2)ونومهما على بعض ولكن مع وجود الملابس
3) أن يدخلا معا تحت غطاء ثقيل وهما جالسان متقبلان بطريقة توضح للناظر أن رؤوسهما وأيديهما تتحرك في الأسفل
4)وكذلك إغلاق الباب دائما عند اللعب..

وهذه الحركات قد تكررت منهم كثيرا ولا نلاحظها إلا عند دخولنا عليهم بالصدفة ونلاحظ كذلك خوفهم الشديد ومحاولة تبرير مافعلوه بأعذار مثل نتساحب البطانيه كلنا نبغى ننام , نلعب السبت الأحد , وهكذا مع العلم أننا في عائله محافظة و يستحيل أن أعينهم قد رأت ما يخدش الحياء فلا تلفاز غير المجد ولا خروج بلا الأهل..

فأتمنى أن أجد حلا لهذه المشكلة التي تؤرقني منذ سنتين تقريبا..شاكرين لكم جهودكم وجزاكم الله كل خير وأجزل لكم الأجر والمثوبة…

اسم المستشير     ربيبة المجد
______________________________

رد المستشار     أ.د.علي أسعد وطفة

بسم الله الرحمن الرحيم .

الأخت الفاضلة .

السلام عليكم ورحمة الله .

هذا هو عالم الأطفال اللعب والمرح والاستصلاح والفضول في التعرف على كل ما يحيط بهم . فما جاء في رسالتك يعبر بشكل واضح على أن الأطفال يلعبون وهم أثناء لعبهم يأخذهم فضول الاستطلاع في التعرف على طبيعة الآخر والهوية الذاتية .

ومع أهمية اللعب ودوره فإنه يجب علينا أن نأخذ كل الحيطة والحذر فلا نترك الأطفال يلعبون بشكل منفرد دوم رقابة وعلينا أن ننصحهم بالحشمة ونرسم لهم حدودا لما يجب أن يتجنبوه أثناء اللعب وألا نسمح لهم بوضعيات غير مناسبة . فعلى سبيل المثال عندما يلتحف الطفلان ويختفيان تحت الغطاء يمكن نقول لهم هذا غير جيد وقد يضر بالصحة .

الأولاد يلعبون ولكن يمكننا أن نشرف على مسار ألعابهم وحياتهم دون أن نضايقهم وأن نعتمد اللطف والمسايرة والتودد إليهم .

ولكن أيضا يجب علينا ألا نذهب بعيدا في توليد تصورات هي من عالم الراشدين لنسقطها في عالم الطفولة . فالأطفال في هذه العمر ليست لديهم ميول جنسية واضحة المعالم ، والأغلب أن لعبهم هذا ينم عن عفوية طفولية بريئة . حيث لا يمكن الحديث عن نضج جنسي لديهم يشكل خطرا على العلاقة فيما بينهم جسديا

ومع ذلك أنصح بمراقبة الأطفال والإشراف عليهم عن بعد وحمايتهم من الآثار غير المرغوبة لهذه العلاقة . والفضل أن ننظم للأطفال جوا من اللعب والألعاب الذهنية والعقلية وما أكثرها : اللعب بالكرة ، السباحة ، الجري ، أن نقدم لهم الألعاب العلمية وأن نرفع من مستوى لعبهم القائم على الاحتكاك الجسدي إلى ألعاب رياضية وفنية وعقلية وإنسانية وما أكثرها اليوم وهذا يرتبط بالبيئة التي يعيش فيها الطفل .

وحبذا لو وفرنا للطفلين طفل ثالث أو رابع لكي تأخذ ألعابهم صورة جماعية وتتسم بالطابع الأخلاقي والإنساني المطلوب . فالبيئة غنية بإمكانيات اللعب في الحديقة في الملاعب بين الأشجار بالكرة ، بالسباحة …زالخ . وهكذا علينا أن نفعل وأن نقلل من احتمالات الملاصقة الجسدية بين الأطفال إلى تفاعل ذهني وعقلي وجسدي ورياضي .

مما لا شك فيه أن الصورة التي يلعب فيه الطفلان ليست في المستوى الذي يجب أن نقبل بها وعلى الأرجح يجب علينا نوجه نشاط الطفل إلى اللعب عبر الفعاليات الذهنية والعقلية المفيدة القادرة على تطوير شخص الطفل والنهوض بكيانه.

في كل الأحوال يجب ألا نسمح للطفلين باللعب والباب مغلق كما يجب علينا أن نوجه طريقة تفاعلهم بشكل أفضل وأن ننظم لها أجواء اللعب المفيد والمعطاء الذي ينميهم .

ومع ذلك يجب ألا نتخوف كثيرا مما لاحظته فهو لحظات عابرة في حياة الأطفال والأفراد ولكن يبقى علينا أن نشرف على النمط الذي يعتمده الأطفال في ألعابهم وأن نتفاءل خيرا .

وشكرا لك أختي الفاضلة .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم