أسلوب التربية بالحب .
الکاتب : رضا المصري وفاتن عمارة.
دائماً .. أطلع طفلك على قدره عندك:
أيها الأب.. أخبر طفلك بأنك تحبه وكرر له ذلك، وقل له إنك سعيد بوجوده في الأسرة، وإنك تفخر به، واستقبله عند إستيقاظه بكلمات دافئة وبعناقه، ولتشعره بتميزه، فالأطفال يحتاجون للحب والطمأنينة.
ما أجمل البسمة على الشفاه والنظرة الحانية والحضن الدافئ واللمسة اللينة والشوق عند اللقاء والوداع. والكلمة الطيبة تمثل كل ذلك فعند عودة جعفر بن أبي طالب من بلاد الحبشة وكان ذلك في يوم فتح خيبر فيلقاه النبي (ص) بقوله: “بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر“.
– كيف تقيم علاقة مبنية على الترابط والحب مع أبنائك؟
-4 عندما يعزف الطفل عن الإسهام والتفاعل لأي سبب، يجب على الأبوين أن يخلقا الظروف الملائمة التي من شأنها أن تجعل الإسهام والتفاعل ضروريين للطفل.
* معادلة الحب: تعبير عن الحب + مشاركة = مزيداً من مشاعر الحب.
همسة في الأذن للأُم: عندما تجدين ابنك يتحسس صدرك عند النوم… فلقد أجابك الصغير بكل براءة وصراحة أنه يحبك وأنّ هذا التلامس يشعره بهذا الحب والتقارب؛ وهو ما يجعله يشعر بالأمان فينام، هذ الطفل يحتاج للشعور بالحنان والعطف والدفء…
إنّ هذا الطفل يحصل على ما يحتاجه منك من خلال تلامسه معك وليس لما نفعله أي دلالة أكبر من ذلك؛ فلا تقلقي، ولكن افهمي الرسالة التي يريد أن يبعثها من خلال هذا التلامس ومن خلال هذه الكلمات البريئة التي أجابك بها.. إنّه الحب.. إنّه الدفء.. إنّه الحنان.. إنّه الإهتمام.. مفتاح الحل لكل المشاكل.
–الأولى: كلمة الحب:
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا (في دراسة تقول إنّ الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيِّئة ولكنه لا يسمع إلا بضع مئات كلمة حسنة .(
– الثانية: نظرة الحب –
اجعل عينيك في عين طفلك مع إبتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة (أحبك يا فلان) 3 أو 5 مرات، فإذا وجدت إستهجاناً وإستغراباً من ابنك وقال: ماذا تفعل يا أبي؟ فليكن جوابك: “أشتقت لك يا فلان” فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية .
إذن ينبغي أن ننظر في عيون أطفالنا بنظرة حب ونخاطب أطفالنا بكلمات الحب، وإذا لم يكن متعوداً عليها يجب أن نتعود عليها، وأقول للأب وأقول للأُم وللإبن أيضاً: ليس هناك صعوبة، أوّل مرّة صعب لكن جرب وجمع قواك وقل: أنا أحبك، وستجد أنّ المرة الثانية الأمر سهل والمرة الثالثة ستجد أنّ الأمر جميل، والمرة الرابعة تجد أنك لا تستطيع أن تترك هذه الكلمة. إذاً العقبة الأولى هي أوّل مرّة تقول فيها هذه الكلمات الجميلة.
– الثالثة: لقمة الحب:
لا تتم هذه الوسيلة إلا وأفراد الأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [نصيحة.. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر. وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم. [مع ملاحظة أنّ المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الإبتدائي فما فوق سيشعرون أنّ هذا الأمر غير مقبول.[
–الرابعة: لمسة الحب:
أنصح الآباء والأُمّهات أن يكثروا من التلامس. كان النبي (ص) يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذي محدثه ويقبل عليه بكله. وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات.
– الخامسة: دثار الحب:
ليفعل هذا الأب أو الأُم كل ليلة… إذا نام الإبن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه، فإذا فتح عيناً وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً: (أنت جيت يا بابا)؟ فقل له: (إيوه جيت يا حبيبي) وغطيه بلحافه. في هذا المشهد سيكون الإبن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل. بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء والأبناء.. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا.
: الثامنة: بسمة الحب –
بسمة يرى الناظر إليها إنها نظرة حانية حقيقية نابعة من القلب ليست نابعة من العين فحسب ولكنها نابعة من القلب أيضاً. ما أحوجنا لهذه البسمة غير المصطنعة (البلاستيكية). ما أحوجنا إلى بسمة نسعد بها أزواجنا وذريتنا.
فالطعام يعطى للأطفال بحب ويمكن أن تلقن طفلك الطعام بحنان، اللباس تلبسه ثوبه وتربت على كتفيه وشعر رأسه، عند النوم تضع الدثار عليه، احتضان الأطفال، تقبيلهم، الإبتسام لهم، كل هذه المعاني والحاجيات المادية التي يمكن أن تعطى لهم ينبغي أن تكون مغلفة بغلاف الحب.
* ينبغي أن يكون هذا الحب للأولاد والبنات حب غير مشروط، لا يحبك لأنّك مثلاً تفوقت أو درست، يحبك لأنك فلان، فلا يكون هذا الحب مشروطاً بذكاء ولا بجمال ولا بتفوق ولا بغيره.
_______________
المصدر: كتاب زاد الآباء في تربية الأبناء.