الأحد 24 نوفمبر 2024 / 22-جمادى الأولى-1446

أسس الزواج السليم



ان الإنسان وحده هو الذى يستطيع أن يجعل من حياته جنته على الأرض وهو الذى يستطيع أن يجعلها ناره على الأرض اذا حافظ على استخدام عقله الذى يعطيه الحكمة، ولم ينس قلبه بل منح له الفرصة لكى يشع بنوره من لمسات الحب والحنان والدفء على ما يقره العقل الحكيم فلا شك أنه يستطيع بذلك أن يملك مفتاح جنته على الأرض مادام سائراً فى طريق الحق والحكمة والخير والحب والإيمان .


ولكن قبل أن يسلك الإنسان هذا الطريق فليسأل الله عز وجل أن يوفقه فى طريقهوأن ينير بصيرته لعثرات هذا الطريق ليعالجها بايمانه بالله، وصبره الدائم، ومواجهته للمشاكل وتقبله الرأى والمشورة، وعقله الحكيم ، وقلبه الدافىء آملاً فى أن ينجح فى فتح أبواب جنته على الأرض .

 


ان الحياة الزوجية ليست حياة مليئة بالأمانى والأحلام الوردية وليست طريقاً مفروشاً بالورود البيضاء والأزهار الجميلة كما يظن الكثير منا فى مقتبل حياتهم انها لمسئولية كبيرة انها لحياة يجب أن تقوم على الاحترام والثقة والحكمة والحب .


ولكن السؤال الآن كيف نصل بالحياة الزوجية إلى مثل هذه الصورة الحية الجميلة التى تقوم على تقدير المسئولية لبناء مثل هذه الحياة الكريمة؟

 


ان المشكلة ليست فى الزواج، وانما فى حسن الاختيار ومعرفة كل زوج وزوجة بدورهما الحقيقى فى الحياة وتقدير كل منهما بالمسئولية علىعاتقه لمواجهة هذه الحياة الزوجية وما فيها من أعباء ومشكلات وصعاب، ولبناء الحياة الكريمة بينهما لتربية نشىء سليم قويم .

 

 


أسس الزواج السليم

لكى يقوم أى زواج على أساس سليم مما يهيىء لبناء حياة كريمة سعيدة بين الطرفين لتحقيق الهدوء النفسى فلا بد من توافر أسس لهذا الزواج أو مبادىء يقوم عليها لضمان الراحة والسعادة النفسية، هذه ا لأسس تتلخص فى عاملين هامين هما:


العامل الأول: التكافؤ بين الطريفين .


العامل الثانى: التوافق الفكرى والعاطفى بين الطرفين .

أولاً : التكافؤ بين الطرفين

يعتبر التكافؤ بين الطرفين من أهم المبادىء الى يقوم عليها الزواج الناجح، ولابد أن يظهر التكافؤ بشكل واضح فى ثلاثة أشياء هامة قبل البدء فى الحياة الزوجية0

أ) التكافؤ فى السن :
يجب أن يكون هناك تقارب فى السن بين الطرفين، وألا يوجد فارق كبير بينهما فى العمر حيث أن ذلك يترتب عليه طبيعة تفكير كل منهما وطباع كل منهما مما يسهل فهم كل منهما للآخر، ويساعد على تحقيق ميلهما لبعضهما البعض .

ب) التكافؤ فى درجة العلم :
ان هذا العنصر لهام جداً فلابد أن يكون هناك تكافؤ فى درجة العلم حتى يتم التوافق الفكرى ولا بد أن نشير هنا ا لى نقطة هامة وهى أن الزواج الذى يقوم على أساس عدم التكافؤ العلمى فان نتيجته بلا شك ستكون فاشلة وخصوصاً إذا كانت المرأة تحظى بقدر من العلم أكثر من الرجل فهذا أساس غير متكافىء لإقامة الزواج ولبناء حياة كريمة سعيدة، لأنه فى هذه الحالة سينظر كل منهما الى مستقبله وحياته نظرة مختلفة عن الآخر وهنا تظهر الفجوة بينهما وتبدأ فى الاتساع يوماً بعد يوم مما يحيل حياتهما الى جحيم بل انه من الممكن ومن أفضل أن يكون الرجل هو الذى يحظى بقدر من العلم يفوق المرأة ولا غبار على ذلك لأنه رب الأسرة حتى يستطيع أن يقود سفينة حياته فى رعاية وأمان .


ج) التكافؤ بين الأسرتين وتوفير الألفة والمودة بينهما :
ان التكافؤ بين الأسرتين لهو عامل مهم جداً وضرورى لإقامة حياة زوجية سعيدة ولابد من التقارب بين العائلتين واظهار المودة والألفة بينهما لأن اظهار التآلف والترابط بين العائلتين ان كان قد يدل على شىء فانما يدل على المحبة والتقدير والاحترام القائم بين الطرفين بل ان ا لمنافسة فى اظهار المودة لعائلة كل طرف انما يدل على حب الطرفين لبعضهما وخير دليل على ارتباطهما العقلى والروحى أما اذا لم يكن هناك تكافؤ بين العائلتين وخلت حياتهما من لمسات الحب والمودة والترابط والتآلف والتضامن وكل المشاعر السامية النبيلة فستكون الفجوة الدائمة والتباعد ا لمستمر بين ا لزوجين والصراع بين شريك حياته وبين أسرته وهذا عامل خطير وقوى من الممكن أن يهدم البيت السعيد ويقطع أواصر المحبة .

 


ان عامل التكافؤ لهو عامل مهم وضرورى للغاية لاقامة الزواج على أساس سليم انه كاللبنه الأساسة المتماسكة المترابطة لبناء متماسك قوى انه ا لصرح الذى يبنى حتى تقوم الحياة الكريمة .

 


ثانيا: التوافق الفكرى والعاطفى بين الطرفين :


أ. ناهد الخراشي

وهنا أساس آخر من أسس الزواج السعيد وهو التوافق بين الطرفين ، وللتوافق أنواع كثيرة فهناك التوافق فى المزاج، وفى الطباع ، وفى الصفات، وفى الأفعال والتصرفات، ولكننا نعتقد أن هناك نوعين من التوافق لابد من توافرهما وعلى أساسهما تبنى جميع الأنواع الأخرى وهما التوافق الفكرى ثم التوافق العاطفى .


وهنا نجد أننا نسبق الفكر عن العاطفة ان التوافق الفكرى مهم جداً ولابد أن يأتى قبل العاطفة لأنه إذا كان هناك توافقاً فكرياً فمن الطبيعى أن يأتى التوافق العاطفى المتوازن نتيجة لهذا التوافق الفكرى وبذلك تكون الحياة ناجحة ولابد أن يسيرا هذان النوعان فى طريق واحد فالفكر دون عاطفة يصبح فكر جامد متجمد ليس للحياة من أثرفيه والعاطفة دون فكر تكون كالفتاة التى فى سن المراهقة التى تحب دون تفكير أو وعى، فالعاطفة هنا تكون هوجاء طائشة لا أساس فيها وبذلك تفقد جمالها وحيويتها بعد حين


واذا أخضعنا هذين النوعين من التوافق فى معادلة فكيف ستكون النتيجة:


التوافق الفكرى الذى يجلب توافق عاطفى  =  حياة ناجحة مليئة بالحب والاستقرار طويلة العمر


التوافق العاطفى الذى ينقصه توافق فكرى  =  حياة فاشلة خالية من الحكمة والاستقرار قصيرة العمر

 


اذن نستنتج من ذلك أن التوافق الفكرى والعاطفة مترابطان لا ينفصلان بعضها عن بعض ولا بد من توافرهما ين الطرفين حتى تقوم حياتهما على أساس من الحب والفكر القائم على الفهم والتوازن وترفرف على حياتهما طيور البهجة والسعادة والحب .


إذا توافرت العناصر التى تساعد على قيام الزواج والتى تعتبرأساس متماسك مترابط قوى للزواج السعيد الناجح مما يهىء كل فرد نفسياً واجتماعياً من تقييمه للطرف الآخر وحسن اختياره له فتتوفر الفرصة لهما لإقامة حياة كريمة على أساس سليم تمتزج بالسكن والمودة والرحمة  .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم