فرضت الحياة العصرية الكثير من الضغوط على ملايين الأشخاص حول العالم، إذ باتت متطلبات الحياة اليومية لا تنتهي، مما أدى إلى معاناة البعض من اضطرابات القلق والتوتر. واضطراب القلق هو نوع من حالات الصحة العقلية، فإذا كنت تعانين من اضطراب القلق، فقد تستجيبين لأشياء ومواقف معينة بالخوف والرهبة، وقد تواجهين أيضاً علامات جسدية للقلق، مثل ضربات القلب والتعرّق. أما التوتر، فهو طريقة جسمك في الاستجابة لأي نوع من المطالب أو التهديد، فعندما تشعرين بالخطر، سواء كان ذلك حقيقياً أو متخيلًا، فإنَّ دفاعات الجسم تندفع بسرعة عالية في عملية تلقائية سريعة تُعرف باسم رد فعل “القتال أو الهروب” أو “الاستجابة للتوتر”. في السطور التالية، نستعرض معاً أسباب القلق والتوتر لمحاولة تجنبها أثناء مواجهة المشاكل ومتطلبات الحياة اليومية:
أسباب القلق
يؤدي الإجهاد الشديد أو طويل الأمد إلى تغيير التوازن الكيميائي الذي يتحكم في مزاجك مما ينتج عنه القلق
اضطرابات القلق مثل أشكال الأمراض العقلية الأخرى، فهي لا تأتي من الضعف الشخصي أو عيوب الشخصية أو مشاكل التربية، ولكن الباحثين لا يعرفون تحديداً ما الذي يسبب اضطرابات القلق، ويشتبهون في أن مجموعة من العوامل تلعب دوراً، أبرزها ما يلي: -اختلال التوازن الكيميائي: يمكن أن يؤدي الإجهاد الشديد أو طويل الأمد إلى تغيير التوازن الكيميائي الذي يتحكم في مزاجك، وقد يؤدي التعرّض للكثير من التوتر على مدى فترة طويلة إلى اضطراب القلق.
-العوامل البيئية: قد يؤدي التعرّض لصدمة إلى حدوث اضطراب القلق.
-الوراثة: تميل اضطرابات القلق إلى الانتشار في العائلات، فقد يرثها الشخص المصاب بها من أحد الوالدين أو كليهما.
-الإجهاد البيئي: يشير هذا إلى الأحداث المجهدة التي شاهدها أو عاشها الإنسان، تتضمن أحداث الحياة المرتبطة غالباً باضطرابات القلق إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، أو وفاة أحد الأحباء، أو التعرض للهجوم أو رؤية العنف.
-الحالات الطبية: يمكن لبعض أمراض القلب والرئة والغدة الدرقية أن تسبب أعراضاً مشابهة لاضطرابات القلق، أو تزيد أعراض القلق سوءاً، ومن المهم إجراء فحص بدني كامل لاستبعاد الحالات الطبية الأخرى عند التحدث مع طبيبكِ عن القلق. -احترام الذات المتدني: التصورات السلبية عن نفسك قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب القلق. تابعي المزيد: اكتشفي علامات الاعتلال النفسي والأسباب
أسباب التوتر
قد يكون التوتر داخلياً أو ناتجاً عن الذات نتيجة القلق بشكل مفرط بشأن شيء قد يحدث أو لا يحدث
تُعرف المواقف والضغوط التي تسبب التوتر باسم الضغوطات، وعادة ما نفكر في الضغوطات على أنها سلبية، مثل جدول العمل المرهق أو العلاقة المتوترة؛ ومع ذلك، فإنَّ أي شيء يفرض عليكِ متطلبات كبيرة يمكن أن يكون مرهقًا ومُسبباً للتوتر، ويتضمن ذلك الأحداث الإيجابية، مثل الزواج أو شراء منزل أو الذهاب إلى الكلية أو الحصول على ترقية. وليس كل الإجهاد ناتجاً عن عوامل خارجية، إذ يمكن أن يكون التوتر أيضاً داخلياً أو ناتجاً عن الذات، عندما تقلقين بشكل مفرط بشأن شيء قد يحدث أو لا يحدث، أو عندما تكون لديك أفكار غير عقلانية ومتشائمة عن الحياة. وما يسبب التوتر يعتمد، جزئياً على الأقل، على إدراكك له، لأنَّ الشيء الذي يُسبب لك توتراً قد لا يزعج شخصاً آخر؛ حتى أن البعض قد يستمتع به، على سبيل المثال، قد يخشى البعض منا الوقوف أمام الناس لإجراء تجربة أداء أو إلقاء كلمة أو خطاب، بينما يعيش البعض الآخر في دائرة الضوء. وتشمل الأسباب الخارجية الشائعة التي تُسبب التوتر ما يلي:
-تغييرات كبيرة في الحياة.
-العمل أو الدراسة.
-مواجهة صعوبات في العلاقات العاطفية.
-التعرّض لمشاكل مالية. -الانشغال الشديد.
وتشمل الأسباب الداخلية الشائعة للتوتر ما يلي: -التشاؤم.
-عدم القدرة على قبول عدم اليقين.
-التفكير الصارم وعدم المرونة.
-الحديث السلبي عن النفس.
-التوقعات غير الواقعية والسعي إلى الكمال.
* المصادر:
– clevelandclinic.org
– webmd