لا تأتي الأبوة ولا الامومة بكتيب إرشادات ولكننا ننمارسها بالفطرة، وعلى الرغم من صعوبة مهمتك كأم في المنزل من تربية وتقديم نصح وغيرها فإن دور الأب في تربية الأبناء لا يقل أهمية بل قد يواجه بعض الصعوبات في ممارسة دوره كأب أهمها ضيق الوقت وغيابه عن المنزل للعمل وإعالة الأسرة، ويقع عديد من الأباء في أخطاء تربوية ومن الطبيعي أن نرتكب جميعًا أخطاء في أثناء تربيتنا لأطفالنا ولكن من المهم أن نحاول تصحيح هذه الأخطاء حتى لا تترك أثرًا سيئًا في نفسية الأطفال، وفي المقال تعرفي عزيزتي إلى أهم أخطاء الآبا في تربية الأبناء حتى يمكنكِ أن تساعدي زوجك لتجنبها.
أخطاء الأباء في تربية الأبناء
تجربة الأبوة لا تقل صعوبة عن الأمومة، ففي الوقت الذي تقضين فيه معظم يومك مع الأطفال، وتمارسين مهمامك المنزلية، يحاول الأب جاهدًا توفير الالتزامات لمادية لأسرته وممارسة أبوته في الوقت القصير الذي يكون موجودًا فيه في المنزل، وهو أمر صعب لذا من الطبيعي أن يرتكب أخطاء تربوية ومن المهم عزيزتي أن تساعدي زوجك على تربية الأطفال وتوجهيه بلطف عند وقوع في خطأ دون وعي ولا تجعلي دوره يقتصر على المسؤولية المادية فلا يشعر الأطفال بوجوده، وفيما يلي أهم أخطاء الأباء في تربية الأبناء:
التعامل بشدة: يظن عديد من الأباء أن التعامل بشدة هو الطريقة السليمة لأن ضيق الوقت قد لايسمح بتوجيه أبنائه لذا يشعر الأب أن عليه التعامل بحزم دائمًا حتى يتمكن من توجيه الأطفال وإرشادهم وحتى يلتزموا بتعليماته وهو أمر خاطئ وقد يأتي بنتيجة عكسية فينفر الأبناء ويشعرون بالضيق طوال فترة وجود الأب في المنزل.
التعامل بمرح دائمًا: على العكس بعض الأباء يرون أنه لأن الوقت المتاح ضيق فإن التعامل برح وعدم نصح الأطفال وتركهم يفلتون من العقاب في حالة الخطأ هو الطريقة الصائبة للتعامل وهو أسلوب خاطئ أيضًا، إذ قد شجع هذا الأمر الأطفال على السلوكيات الخاطئة في وجود الأم وقد يسبب نفورهم من الأم كونها الحازمة دائمًا ويميلون للأب.
حماية الطفل الزائدة: لن يعلم الطفل ما لم يخطأ ودورنا هو النصح والإرشاد وترك الطفل يمر بالتجربة بنفسه ليتعلم، وبعض الأباء يحاولون حماية أطفالهم بعدم السماح لهم بالتجربة أو بعدم تحمل عواقب سلوكياتهم الخاطئة وفي الحالتين النتيجة إما طفل مفتقد الثقة في نفسه أو طفل مدلل غير قادر على مواجهة الحياة وتحمل المسؤولية.
الاعتماد على الأم لتربية الأطفال: “دورك هو تربية الأولاد” جملة شائعة يرددها كثير من الأباء، قاصرين دورهم على تغطية اللتزامات المادية للأسرة، والحقيقة أن تربية الأبناء هو دور مشترك للأب والأم معًا وعلى الأب التواجد بصورة واضحة في حياة أبنائه ويساعدهم على المذاكرة ويحضر تدريباتهم على قدر الإمكان ويتواصل معهم ويستمع لمشكلاتهم ويقدم لهم النصيحة.
عقد المقارنات دائمًا: لا شيء قد يدمر ثقة الطفل بنفسه مثل عقد المقارنة بين طفل وطفل في محاولة من الأب لتشجيع الطفل وتحفيزه وهي طريقة خاطئة لأنها تشعر الطفل أنه غير كاف في نظر الأب ما يدفعه لبذل مجهود زائد عن طاقته في محاولة لإرضاء الأب.
البذخ الزائد: بعض الأباء يعوضون غيابهم بالبذخ الزائد فيلبي الأب كل ما يطلبه الأبن لأنه يشعر أن هذه الطريقة الوحيدة لتعويض تقصيره في تربية الطفل هو أمر عواقبه وخيمة وقد تسبب الإفراط في تدليل الطفل وعدم تحمله للمسؤولية .
دور الأب في تربية الأبناء
على الرغم أن معظم مسؤوليات الأبناء تقع على عاتق الام فإن ذلك لا يلغي دور الأب بل على العكس فإن دور الأب في التربية مكافئ لدور الأم أو قد يكون أكثر أهمية لأن دور الأم يشمل العناية بالأبناء من العناية بالملبس والمأكل والصحة، أما الأب فدوره التربوي هو الأساس، ويجب عزيزتي أن تساعدي زوجك على تحديد مسؤولياته كأب والتي تشمل:
المسؤولية المادية: لا يقتصر دور الأب على توفير الاللتزامات المادية للأسرة ولكنه في النهاية دوره الأساسي فهو العائل المادي للأسرة حتى لو كانت الام تشارك في ذلك تطوعًا يظل الأب هو المسؤول عن توفير مصروفات أولاده.
التواصل مع الأطفال: لا يجب أن يمر يوم لا يتواصل فيه الأب مع أطفاله حتى لو كان مسافرًا، أو يعمل طوال اليوم فمكالمة هاتفية للطفل ولو قصيرة ستشعره بمدى حرص الأب على التواصل معه ومعرفة أخباره.
تقديم النصح: التربية ليست حكرًا على الأم ويجب على الأم أن تخبر الأب بما يدور في المنزل حتى يعرف ماذا يحدث في حياة أطفاله ويتمكن من توجيه النصح والإرشاد له من واقع خبرته دون فرض رأي أو عدم السماح للطفل بالمرور بتجاربه الخاصة ولكن التوجيه وتقديم النصيحة وترك الطفل يرتكب أخطاء بما لا يلحق الضرر على نفسه أو غيره.
التواصل العاطفي: يجب أن يعانق الأب أبنائه ويعبر لهم عن حبه وامتنانه لوجودهم بشكل يومي إذا أمكن، فالتواصل العاطفي بين الأب وأبنائه وشعور الاطفال بحب أبائهم من شأنه أن يجعل الطفل سويًا.
الترفيه عن الطفل: يحتاج الطفل للترفيه اللعب، وواجب الأم والأب الترفيه عن الطفل لذا من المهم أن تجتمع الأسرة لمشاهدة فيلم من وقت لآخر دون الإمساك بالهاتف، أو الخروج في نزهة أو حتى الجلوس معًا وممارسة بعض الألعاب المنزلية.
ختامًا فإن تربية الأبناء ليست بالمهم السهلة أبدًا ومن الطبيعي كأمهات وأباء أن نقع في أخطاء المهم هو تداركها ومحاولة تصحيحها لينشأ الطفل سويًا ولا تترك هذه الأخطاء أثرًا سيئًا على نفسه وتؤثر في سلوكياته في المستقبل.
____________________________
رنا الشناوي