استشارتي هذه المرة بخصوص إحدى الأخوات الموضوع أن هذه الأخت مسجلة لدينا في إحدى الغرف النسوية و لكنها في كل مرة تدخل و تبدأ السلام بسلام اهل القبور وكأنها داخلة إلى مقبرة ثم أنها لا تحترم الأخوات إطلاقا تسب و تقول كلاما في حق هذه و تلك

بل و حتى في حق المشرفات أيضا وبالمقابل نعاملها بالحسنى في كل مرة و نحاول أن نجذبها إلينا ببعض تعاملاتنا الطيبة لكن من دون فائدة تكلمت شخصيا معها حاولت فهم ماهية دخولها للغرفة وما هدفها من ذلك

مشكلتها على حسب ما فهمت و فهمت بعض الأخوات المتابعات لحالتها كما أخبرتني بذلك مديرة الغرفة أنها تعاني من تعاملات غير جيدة ربما في وسطها العائلي .

بصراحة إخواني الكرام انا ما عدت أعرف كيف أتعامل معها إن وجدتنا نقدم درسا عن أمهات المؤمنين تقول هذا كلام قديم و إن ذكرنا بالآخرة لا تتفكر بشيء وإن حاولنا إفهامها أننا نحبها في الله لم تتفهم .

أرجو إفادتي بكيفية التعامل مع هذه الحالة ؟ و الله العظيم حرنا جميعا مشرفات و عضوات .. ولربما التقت مرة مع عضوة أخرى لها نفس طباعها لربما عاملتها بالمثل .أفيدوني أفادكم الله و جزاكم الله كل خير.

اسم المستشير     سلسبيل
________________________________

رد المستشار    أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي

بسم الله الرحمن الرحيم .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

نبادلك العرفان بالعرفان .. شكرا على ثقتك في الموقع وأسأل الله أن ينفعك بهذه الكلمات .

أختي الكريمة سؤالك يدفعني للحديث عن شقين :

أولا التعامل مع السلوك الصعب لهذه العضوة .

ثانيا عن العالم الالكتروني الغامض الذي نبحر فيه .

فأما هذه العضوة بعد أن استفرغتم جهدكم في محاولة التعامل معها باللين ..

فيجب أن تتخذوا إجراء آخر أكثر حزما فبعض أنواع الشخصيات تحتاج إلى تعامل صارم حتى تتحسن أحوالهم والحزم في موضعه لايتعارض مع الرفق ولايتنافى مع الخلق الحسن

يقول ابن القيم [الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع إلى العبد وإن كرهتها نفسه وشقت عليها ،هذه هي الرحمة الحقيقية ، فأرحم الناس بك من شق عليك في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك ، فمن رحمة الأب بولده أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل ويمنعه شهواته التي تعود بضرره ، ومتى أهمل ذلك من ولده لقلة رحمته به ، وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه ويريحه ، فهذه رحمة مقرونة بجهل ]

لذا أشير عليك بالتصرف بصرامة أكثر مع هذه العضوة حتى ترتدع وقد يكون هذا الأنسب معها والذي يجعلها تستفيد من أطروحاتكم في الغرفة الدعوية أو على الأقل يكف أذاها عن العضوات الأخريات !