في الحقيقة إن حالة المرأةِ المُدخِّنة – التي لا تُدرِك حجم الضرر الذي تُلحِقه بنفسها وبجنينها – حالةٌ مؤلِمةٌ تستدعي الوقوف والتأمل والنصيحة؛ فهناك آثارٌ على الأم قبل حدوث الحمل، وتدخين الأم لأكثرَ مِن 20 سيجارة في اليوم يمكن أن يسبب:
1- ضعف الإباضة بسبب تأثير النيكوتين، وهذا يُؤخِّر الحمل.
2- الدورة الطمثية (الشهرية) تكون أقصر، ولا تأخذ الدورة الطبيعية لنمو وإفراز الهرمونات ونظافة الرحم من الخلايا المتعلقة به، وقد تتباعد المدة بين طمث وطمث، وقد يحدث انقطاع الطمث لمدة تستمر شهورًا عديدة، ويصحب الدورةَ آلامٌ شديدة نتيجة التسمم التَّبغيِّ المُزْمِن.
3- قد يُسبِّب التدخين حصولَ الحمل خارج الرحم بسبب إضعاف النيكوتين لحركة الأنابيب.
4- يُسبِّب التدخين نقص التروية في الرحم، وهو وصول الدورة الدموية للرحم؛ مما يُضعِف تعشيشَ البُوَيضة الملقَّحة ويحدث الإجهاض.
5- يسبب التدخين عند المرأة عدمَ الرغبة الجنسية وبلوغ سن اليأس مبكرًا.
أثر التدخين على الجنين والمولود:
1- ازدياد احتمال الإسقاط العفوي؛ أي: يكون إجهاضهن أيسرَ، خاصةً عند تدخين أكثر من 20 سيجارة في اليوم، والسبب ضَعف التروية في الرحم.
2- تعاني المرأة المُدخِّنة الحامل من الغثيان والقيء، ومشاكل كثيرة أخرى أكثر مما تعانيه المرأة غير المدخنة.
3- نقص وزن المولود، فمِن الثابت علميًّا أن مولود أمهاتٍ مُدخِّنات خلال العمل يُولَدون ناقصي الوزن بما يعادل 300 جرام أو أكثر، وهذا مقدار لا يُستهان به، خصوصًا إذا وُلِد الطفل قبل تمام الحمل.
4- نقص الأكسجين بسبب مرور أول أوكسيد الكربون الذي ينجُمُ عن تدخين الأم إلى دم الجنين.
5- أثبتت الدراسات أن تدخين المرأة الحامل يؤذي مشيمتَها، ويؤثِّر على نموها وقيامها بعملها؛ مما يؤذي الجنين كثيرًا، فيُعِيق نموه وتطوره بالشكل الصحيح، وقد يؤدي إلى تشوُّهه أو موته، أو ولادته قبل انتهاء فترة الحمل.
6- أثبتت الدراساتُ التي أجراها الباحثون على النساء المدخِّنات أن الولادةَ المبكرة تحدث عندهن بنسبة أعلى بكثير مِن حدوثها عند اللواتي لا يُدَخِّنَّ.
7- والأخطر من ذلك أَنْ أثبتَتِ التحاليل المخبرية أن ثدي الأم المدخِّنة – التي تستهلِك 20 سيجارة يوميًّا – يُفرِز مادَّة النيكوتين السامة مع حليب الرضاعة، بمعدلٍ يصل إلى نصف جرام لكل لتر من الحليب، وهذا النيكوتين يُسمِّم الأطفال الذين يعتمدون في غذائهم على الرضاعة فقط من أثداء أُمهاتهم المدخنات، وأضف إلى ذلك أن كمية الحليب التي يفرزها ثدى الأم المدخنة تكون عادة قليلة ولا تكفي لإرضاع وليدها.
أثر التدخين السلبي على جنين الأم الحامل:
ويُقصَد بالتدخين السلبي أن تتعرَّض الحامل للدُّخَان مِن قبل أشخاص يُدخِّنون حولها – خاصة الزوج – دونَ أن تُدخِّن هي بنفسها، وقد ثبت التأثير السلبي للتدخين السلبي على الجنين والأم بنفس مقدار التدخين العادي، وقد يصل إلى حدِّ أن الشخص غيرَ المُدخِّن المُعرَّض للدُّخَان قد يتعرض لضررٍ يعادل تدخينه لعشر سجائر في اليوم، وسبحان الله، فعلى الرغم مِن كل تقدم فقد تستمرُّ بعض النساء في التدخين غيرَ عابئات بما يُلحِقْنَه بأنفسهنَّ وأولادهنَّ مِن أذًى وضرر مُؤكَّدَينِ