الجمعة 27 ديسمبر 2024 / 26-جمادى الآخرة-1446

مواقع التواصل الاجتماعي .. صندوق ضخم للشائعات



تدني لغتها الحوارية دفعت أصحاب الفكر الرصين للزهد فيها .

دفع الخطاب الاعلامى المتدني غالبا في معظم القضايا المطروحة على ومواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر وغيرهما كثيرا من النخب الثقافية والأكاديميين وأهل الرأي والفكر إلى الزهد فيها، وتجنب إبداء رؤاهم حول تلك القضايا بعد تحول وسائط الإعلام الجديد إلى «دكاكين الكترونية»، بضاعتها ترويج الأكاذيب، والإساءة لأشخاص وأوطان وقيم إنسانية راسخة، وخوض بغير علم أو رأي جاد في كل شيء، ولم تسلم العقائد والثوابت الدينية منها.

وحول رؤى بعض الأكاديميين والمتفاعلين مع الإعلام الجديد في المملكة لتلك الظاهرة، وكيفية ضبطها دون إخلال بالحرية المسئولة، أكد الدكتور خالد الحليبي المهتم بالشأن الاجتماعي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنه لا يمكن الجزم بأن المجتمع السعودي على سبيل المثال أكثر تجاوزا لفظيا علي الفضاء الإلكتروني، استنادا إلى عدم وجود دراسة مختصة في هذا الموضوع، ويقول: «أحيانا كنت أتبني رأيا في بعض القضايا، وبعد قراءة دراسات عنها أصل لنتيجة مختلفة، فالتعميم غير صحيح».

وعن حالات التطاول اللفظي علي الإنترنت، وما ينشأ عنه من مخالفات شرعية كبري بين المتناولين للشأن الديني، يعلق الحليبي:» المسلم لا يجرح الآخر ولا يسبه فهو ليس بشتام ولا لعان ولا فاحش».

وعن استغلال البعض لهذه المواقع في توجيه اتهامات تنال من شخصيات فنية ورياضية شهيرة،يقول د.الحليبي: «وصلتني إحدى التغريدات عن إحدى المطربات المشهورات تقول بأنها سافرت للغناء في حفلة للشواذ بإحدى البلدان مع زوجها، ويضيف: «من نقلها علي تويتر علق عليها بالقول: «الآن عرفت لماذا لا يغار عليها زوجها رغم علاقاتها المتعددة بفلان وعلان».

ويتابع: «وهذا قدف.. وإذا كانت المغنية وقعت في خطأ جسيم إن صحت الرواية، فيجب ألا يخطأ أحد بقذفها فهذا أمر يجلد عليه الرجال في الشرع».

وبالنسبة لتطاول البعض على المقدسات والثوابت تعزو الكاتبة بجريدة الوطن حليمة مظفر سبب التجاوز اللفظي في مناقشة الموضوعات الدينية إلى الجهل، وتقول: «المشكلة أن الكثيرين من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي لا يقرأون ولا يبحثون ولا يحاولون البحث.

وتضيف: «حينما يثار نقاش أو جدال حول مسألة معينة كالحجاب مثلا يعتمد الكثير للأسف علي ثقافته السمعية.. بل أصبح بعضهم الآن يعتمد علي مجرد تغريدات علي موقع (تويتر) لبعض المشايخ حول الحجاب مثلا أو أي معلومة دينية ويعرف الحكم فيها ويتبناه، معتقدا أنه الصواب الوحيد دون الأخذ في الاعتبار وجود مذاهب فقهية آخري تختلف في الرأي».

وتستطرد: «ويتطرف في هذا الرأي ويشتم ويقذف في أعراض من يخالفه وينتهك خصوصيته، بل إن بعضهم يجتهد في نشر وترويج الشائعات والأكاذيب من أجل التنفير ممن يتبني آراء مختلفة لرأيه».

وترى مظفر أن ظاهرة السباب وتراشق الاتهامات والتشكيك وقتية ومتوقعة وإلى زوال، وتقترح إنشاء شرطة إلكترونية أسوة بما هو معمول فيه ببريطانيا، حيث لشرطة الإنترنت قوانين واضحة بهدف حماية أعراض الناس، و ليس كبت الحريات الشخصية بحيث يتمكن المتضررون من اللجوء إلى القضاء، وتتابع: «الحرية مسؤولية وأدب في الحوار وكلما زادت زاد الرقي، وكلما قلت الحرية زادت نسبة التطاول في مواقع التواصل الاجتماعي».

______________

المصدر : صحيفة المدينة .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم