الخميس 26 ديسمبر 2024 / 25-جمادى الآخرة-1446

مراهق على عتبة الضياع .



مراهق على عتبة الضياع .

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRMwm8w6zNYL-S8sdvgvZDG-AdieoUMC53weAyGeIKdXzXqD9YWtA

ابن ابنة عمي عمره 15 سنة أحس أن بداخله إنسان طيب وحنون لكن ظروف الحياة التي مر بها جعلته إنسان ينفعل بسرعة عندما لا يستجيب أحد لطلبه كثير الخروج مع أشخاص أكبر منه سناً وأنا أعتقد كذلك والدته بأن سلوكهم غير جيد

وأحيانا يغيب عن المنزل ليومين لا يصلي ولا يذهب إلى المدرسة كثير الغياب لا يستجيب لأي كلمة تقولها له والدته كما أنه يضرب إخوته و لا يعمل أي حساب لأحد كبير موجود معه في المنزل وكذلك يدخن الآن باستمرار مع العلم أنه يدخن قبل ذلك دون علم والده (وذلك أنا أشك فيه) كذلك دون علم والدته

إنما أنا قلت لها لأنني كنت أجلس معه ونتكلم (حيث والدته منفصلة الآن لها سنتان عن والده الذي لا يصلي وهو شخص يدخن الحشيش والابن يعلم ذلك كان يسيء معاملة زوجته ومعاملة ابنه بالضرب الشديد عندما لا يلبي له طلب لدرجة أنه يعلمه السرقة)

الآن الولد يكره والده جداً ولا يريد أحد يذكره به و المحيطين به في المنزل يذكرونه دائماً بأن يقولون له أنت مثل والدك .وهو يكره أن يخبره أحد بمثل ذلك وهو أخبرني أن هذا الكلام يضيقه فأخبرت والدته بأن لا يقولوا له ذلك حتى لا يكون في ذلك أثر سلبي عليه

فأخذت الأم تغير من معاملتها معه حيث أخذت تجلس معه وهو كمان يتكلم معها كذلك جدته تجلس معه وتكلمه و لكنه لا ينسى أنهم كانوا يقولون له أنك مثل أبيك حيث أخبر جدته عندما كان يشرب الدخان أنا يا جدة لست مثل أبي .

لذلك أرسلت لكم لكي ترشدوني أنا ووالدته على كيفية التعامل معه حيث أنا أجلس معه وأحياناً أتصل به لأني أخبرته أنني في مكانة خالته لأن ليس له خالات لكي أنصحه بأن لابد أن يصلي ويقرأ القرآن حتى يكون مرتاح و كنت أشجعه على الذهاب إلى المدرسة

كان يذهب وأحياناً لا يذهب لا أعلم لماذا حتى والدته لا تعلم لماذا لا يحب الذهاب إلى المدرسة فهو يخاف أن أزعل منه حتى والدته أخبرتني أنه عندما يفعل شيء يفكر هل هو صح أم خطأ كأنه يضع صورتي أمامه

كما أنه أحياناً يقوم بتقبيل يدي ورأسي فأنا الآن بصراحة خائفة من أن يتعلق بي ويفهم اهتمامي به بطريقه خاطئة حيث أن عمري 30 وأمه في سن 37
 

اسم المستشير      سحر
__________________________

رد المستشار       د. سكينة بنت أحمد الهاشم

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين .

أختي الفاضلة سحر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الحقيقة أنني سعدت غاية السعادة بوجود أمثالك الطيبين الذين يحبون الخير لأنفسهم ولمن حولهم ، أختي سحر أنت زهرة تمشي على الأرض أنت ربيع الخير يرفرف بأجنحته الوضاءة في طريق من حولك، فأسأل الله لك التسديد،

وأنصحك في التعامل مع هذا الشاب الطيب المؤمن الحبيب بعدة أمور:

أديمي له الإحسان والهدية البسيطة ودليه على ذكر الله وقول (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل وقت وحين وردديها وكرريها دائما وأنت في حضوره وغيبته واتصاله وفي كل حركة لك حتى تفيض الرحمة العامة والخاصة عليكما وعلى من حولكما ويزيد الخير في الدنيا والآخرة.

مشكلتنا مع المراهق أننا نحاول أن نراقب كل أفعاله وأعماله وحتى وهو يعمل أي عمل سرا فنحاول أن نعرف مع أن المراهق مسكين جدا في نظري فهو لايستطيع عمل أي شيء بعيد عن الأنظار ، مع أننا لو رجعنا إلى الوراء وتذكرنا ما فعلناه وما فكرنا فيه في هذه السن الحرجة لاستحيينا من أنفسنا أن نفعل ما نفعله بشبابنا الصغار،

حتى التدخين لو اعتبرناه عادة سيئة ولم نضخمها بهذا الشكل فسوف يترك كل مدخن هذه العادة السيئة ، وقد تكون هذه العادة السيئة حمت هذا الشاب المؤمن من انحرافات خطيرة لا يعلمها إلا الله.

فإذا فهمنا أن الصغير غير مكلف وغير مسئول أمام الله عزوجل بما يفكر فيه أو يفعله لما أصابنا ما أصابنا من الضيق والحسرة على أبنائنا الصغار ، فالله تعالى أرحم من الأم على صغيرها، إذن لن يضيع الله هذا الصغير المحب للخير والمحروم من قدوة الأب ، بل هو مظلوم لو دعا الله فستقول دعوته ( لأنصرك ولو بعد حين )

أرجوك ومن حوله خففوا الوطء على الصغير ، ألا يكفي ظلم والده الذي تركه وأساء إليه ولم يكن يوما
قط القدوة والمثال الحالم الذي يحلم فيه الصغير لوالده المحب الذي يعطي ولا يمنع ويحب ولا يكره
ويعفو ويسامح . أتحبون أن تجتمعوا أيضا أنتم على ظلمه.


وأخيراً : أسأل الله عز وجل أن يحمي هذا الابن الحبيب إلى قلبي ويبلغكم وأهله ووالده كل خير وأن يفهمنا ويعلمنا حتى نستطيع فهم هذا الدين بالشكل الصحيح الذي يجعلنا قدوة ومشاعل وأنوار في هذه الحياة المليئة بالفتن والصعاب ، ودمتم سالمين، وأسأل الله عز وجل أن يسعدكم دنيا وأخرى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم