ماذا افعل ؟
اسم المستشير منار
________________________
رد المستشار أ.د. سامر جميل رضوان
بسم الله الرحمن الرحيم .
الأخت الفاضلة : من المحزن أن يمر الإنسان بمثل هذه الخبرة المؤلمة . وما تعانين منه الآن هو الآثار الناجمة عن هذه الخبرة . لقد تمحورت أفكارك ومشاعرك حتى الآن حول ما فعلته بنفسك وأنت صغيرة عن جهل ، وتحميل نفسك المسؤولية .
ونتيجة لذلك ازدادت لديك مشاعر اتهام الذات ، ومن ثم مشاعر الذنب التي تترافق مع اتهام الذات . والنتيجة هي ما تعانين منه الآن من المشاعر وما تقومين به من التصرفات التي وصفتها برسالتك .
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى – وفي هذه المرحلة العمرية – تشعرين أن ما فعلته بنفسك في الطفولة قد أثر بشكل كبير على حياتك المستقبلية. وها أنت الآن تشعرين وكأنك بلا مستقبل .
ففكرة الزواج تقلقك، بل وتثير الرعب فيك ، وفكرة تأسيس أسرة وإنجاب أولاد تكاد تكون معدومة (هذا ما تفكرين به بدرجات مختلفة).
والنتيجة التي تتوصلين إليها هنا أن حياتك تكاد تكون لا تساوي شيئاً ، أو أنك تدفعين ثمن خطأ ارتكبته عن جهل . أما العاقبة النهائية فهي حالة من الاكتئاب والقلق التي تتجلى عبر المظاهر التي تصفينها ، والتي تجعلك تشعرين بأنك تكادين أن تنفجري .
ما العمل ؟
أنت بحاجة للمساعدة النفسية المتخصصة ، يتم العمل فيها على عدة محاور:
المحور الأول : التخلص من الآثار السلبية الناجمة عن هذه الخبرة المؤلمة .
والمحور الثاني: ترميم مفهوم الذات المتضرر ، وتدعيمه وتعزيزه .
والمحور الثالث: يتم العمل فيه على تغيير العادات السلوكية اليومية من خلال إيجاد بدائل سلوكية فاعلة ومفيدة تعزز الخبرات التي يمر بها الإنسان ، وتزيد من البدائل المتوفرة له ، بحيث لا يعود للسلوكات القديمة أهمية تذكر ، ولا تعود تتصدر محور الحياة اليومية لك .
وفي هذا المحور يوجد الكثير من الإمكانات التي تتوفر لكل إنسان في بيئته، مهما كانت.
ويمكن البدء بالتفكير بهذه البدائل المتوفرة واتخاذ بعض الخطوات منذ الآن ؛ لكسر الحلقة المفرغة التي تجدين نفسك فيها .