لا تقولوا : اصبري واحتسبي !
العنوسة تلك مشكلتي .. وهذا الموقع موقع استشارات ،، فلابد ان اقوم الان بسرد مشكلتي ومن ثم انتظار استشارة منكم .. ولكن اعلم ماذا ستقولون .. عليك يابنتي بالدعاء والصبر والتوكل على الله .. نعم لا بد من الدعاء ولابد من الصبر والتوكل على الله عزل وجل .. الحمد لله انا فتاة مؤمنه وأعلم انه لن يصيبني الا مكتب الله لي .. واعلم ان الدعاء مخ العباده ولابد من الدعاء في الضراء وفي السراء ..
ولكن هل يستطيع الطالب النجاح بالدعاء دون الدراسه ؟!.. الم يأمرنا الله عزل وجل ببذل السبب ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) .. الم يقوم عمر بن الخطاب بالبحث عن رجل صالح لبنته ،، الم يفعل ذلك الصحابه ؟!.. انتم تعلمون ان أبائنا لن يفعلوا كما فعل الصحابه .. وانا اعلم انا هناك اماكن خاصة لتزويج الفتيات والشباب ..
ولكن لا نستطيع كذلك تغييب مسألةالقبائل فتلك المؤسسات قد تكون صالحة للبعض وغير صالحة للبعض الآخر .. ان لن اقول كما يقول غيري ( قد تذهب بي تلك المشكله إلى الإنحراف أو الأنتحار أو الهروب من البيت ) .. كلا لن اقول ذلك فأنا لا أريد أن اخسر آخرتي لرغبة دنيوية .. ولكن لا أخفي عليكم الأمر فأنا أود أن يكون لي زوج وأبناء وأسرة .. بالنهاية تلك مشكلتي لا أعلم هل سأحصل منكم على إستشاره أو حل .. ولكم جزيل الشكر ..
رد المستشار الشيخ محمد بن علي العرفج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
ففي البداية أشكر الأخت السائلة على لجوئها – بعد الله تعالى – إلى الأماكن الموثوقة من طلبة علم ومواقع متخصصة ومراكز وغيرها ، وهذا يدل على رجاحة عقل ، فالله تعالى يقول:( وأمرهم شورى بينهم ) ، ( وشاورهم في الأمر ) .
ويتضح لي أنك امرأة واعية وفاهمة ومؤمنة – أحسبك كذلك ولا أزكي على الله أحداً – وذلك من خلال عرضك مشكلتك ، وأن إيمانك بربك يأبى أن تفكري فيما يفكر به من ضعف إيمانه بالهروب من المشكلة بأشياء لا يرضاها الله تسبب خسارة الدنيا والآخرة .
وأرغب – قبل أن أذكر ما عندي من توجيه – أن أؤكد على ما ذكرته في رسالتك من قضايا مهمة يجب على المؤمن التحلي بها وقت الأزمات ، وهي الصبر ، والدعاء ، والتوكل على الله ، فهذه الأمور وإن كنت تعلمينها فأنا أشدد على تفقدها في النفس تارة بعد أخرى ، وزيادة اليقين بها ،
وذلك لأن الإنسان مع زحمة الحياة وتوالي الأحداث ينسى كثيراً وربما توالي المشكلات عليه يفقده بعض الثقة فيها ، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله ) يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ) ، وذكر هذا الاستعجال بقوله : قد دعوت ودعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ، وبين عليه الصلاة والسلام أن الله 🙁 لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ ) .
فلتكن ثقتك وإيمانك بهذه الأمور مترسخة ومتجذرة ولن تري من ربك إلا ما يسرك بإذنه تعالى .
ونأتي الآن إلى ذكر بعض التوجيهات التي أراها قد تنفع في مثل حالتك :
1- كثرة الاستغفار ، والاستغفار شأنه عجيب في تفريج الكروب والهموم ، وفي الحديث المرفوع ” من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ” .
2 – غشيان محلات النساء ، كدور تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات والندوات والتعرف على الأخوات الصالحات ، وكذلك حفلات الأعراس التي ليس فيها منكرات فذاك سبب رئيس لمعرفة الناس بك وذكرك للخطاب .
3 – أن تذكر الأم ولو عن طريق الإيحاء والتعريض إلى من ترى من الأخوات الصالحات بأني لدي بنات في سن الزواج وعرض ذلك على من يرون من الصالحين .
4 – يوجد في بعض المناطق مراكز للتوفيق بين الزوجين ، ويحسن الاستعانة بهم عن غير طريق البنت ولكن بعد التأكد التام من الثقة فيهم وأمانتهم .
5 – أن تتقبلي المتقدم ولو كان معه زوجة أو سنه أكبر منك أو أن يكون مستواه الدراسي أقل منك فلا بد من التنازل عن بعض الأشياء ، إلا الدين حيث يقول صلى الله عليه وسلم 🙁 إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) .
6 – قراءة الكتب النافعة المصنفة في هذا المجال ، والتي تصدر من بعض المراكز المتخصصة في قضايا الأسرة ، ومن أنفعها كتاب اسمه ” شريك العمر : كيف تخططين بوعي للاقتران به ” ، لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد المديفر .
وأختم : بدعوة صادقة إلى الآباء والأمهات أن يتقوا الله تعالى في بناتهم فلا يحرموهن الزواج بسبب الرواتب الوظيفية أو المكافآت الطلابية ، وأن يحذروا العصبيات الجاهلية كحجر البنت للقريب ونحو ذلك ، وليكن المعيار والميزان الشرعي تقوى الله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
أسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة وبنات المسلمين إنه سميع قريب مجيب الدعاء ، وصلى الله على نبينا محمد .