السبت 21 ديسمبر 2024 / 20-جمادى الآخرة-1446

عزيزي المربي .. كن قدوة !



                                    عزيزي المربي .. كن قدوة !

إن أردت أن تصنع طفلاً عالمًا .. فكن قدوة في العلم..
إن أردت أن تصنع طفلاً مؤدبًا .. فكن قدوة في حسن الخلق..
إن أردت أن تصنع طفلاً ناجحًا .. فكن قدوة في النجاح..
إن أردت أن تصنع طفلاً متدينًا .. فكن قدوة في التدين… وهكذا. ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

يا أيها الرجل المعــلم غيــره  ***  تصف الدواء لذي السقام وذي الضي
ابدأ بنفسك فانهــها عن غيهــا  ***  فهناك يقبل ما وعظت ويُقتـــدى
هلاّ لنفسك كان ذا التعليم  ***    كيما يصح به وأنت سقيم
إذا انتهت عنه فأنت حكيم  ***   بالعلم منك وينفع التعليم

طفلك عطشان إلى القدوة:

إن الطفل – مهما بلغت استعداداته وقدراته – يظل أسيرًا لقدوة حسنة تبث فيه روح الثقة والحماسة التي إن هو لم يجدها أصيب بالإحباط واليأس.. وارجع بذهنك عزيزي المربي إلى الوراء وتذكّر أي شخصية كان لها أعظم تأثير على طفولتك، بل وإن شئت فقل: على حياتك.. أهو ذلك المدرس المتميز في مادته وهو أيضًا حسن الخلق طيب الطباع.. أم أنه ذلك الأب الناجح في حياته المتفوق في مهنته.. أم أنها تلك الأم الكريمة السخية التي لا تفتر عن الإنفاق في سبيل الله…

بالتأكيد كان لكل شخصية من هذه الشخصيات قدوة لك في مجال من المجالات.. وأنت وصلت إلى هذه التركيبة بمجموع هذه العناصر المؤثرة في حياتك؛ لذلك فإن الطفل عطشان إلى هذه القدوات التي يرسم على منهاجها شخصيته وأهدافه.

منهج القدوة منهج نبوي:

نعم.. فلقد مدح الله – عز وجل – الأنبياء لأنهم كانوا قدوة لنا في كل أفعالهم فقال – تعالى -: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ، وأمرنا – تعالى -بأن نقتدي بهم.. قال – تعالى -: أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ.

بل ومدح الله النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – قدوة لأصحابه في كل شيء؛ في العبادة وفي الزهد وفي الكرم وفي حسن الخلق وفي الشجاعة وفي الجهاد… كان قائدًا بحق؛ ولهذا خرج من تحت يديه قادة عظام أقيمت على أكتافهم دولة الإسلام في غضون سنين قليلة.

القدوة هي الفارق يبن القائد والمدير:

فالمدير يؤدي وظيفته الإدارية ويحسب الأرباح والخسائر ويعاقب ويثيب، بغض النظر عن وجوده في ميدان العمل كقدوة، وأما القائد فهو الذي يبهر أتباعه بثباته وإقدامه وروحه في أرض العمل.. القائد هو الذي يلهب مشاعر وأحاسيس الجماهير ويحرك الكل وفق الأهداف التي يؤمن بها ويسعى إلى تحقيقها، وأنت عزيزي المربي لابد من أن تكون قائدًا في بيتك…


فإذا أمرت طفلك أن يأكل بيمينه لابد من أن تكون قدوة.. وإن أمرته أن يصلي الصلاة في وقتها لابد من أن تكون قدوة.. وإن أمرته أن يبرّ أمه لابد من أن تكون أنت بارًا بأمك وبزوجتك.. وإن أمرته أن يكون رياضيًا ويلعب الرياضة لابد من أن تكون أنت قدوة له وتمارس رياضة ما.. وإن كنت تريد منه أن يحفظ القرآن كن قدوة له بأن تكون حافظًا للقرآن..

وتأكد عزيزي المربي أن عين الطفل شديدة الرقابة عليك، ولن تفلت لك هفوة واحدة؛ لذلك لا بد من أن تكون شديد الحذر من أن تسقط من عين طفلك أو أن تكون له بمثابة المدير الذي يحركه هنا وهناك دون أن يضفي على تلك العلاقة روح القائد والقدوة.

نحن لا نطلب منك أن تكون مثاليًا:

لأن هذا أمر مستحيل أن لا يكون لك هفوة، ولكن احترز من هفواتك خاصة أمام طفلك، ولا تأمره بأمر وأنت لا تأتيه، ولا تنهاه عن أمر أنت تأتيه، والأمر بحاجة إلى اجتهاد كبير وصدق.. والله ولي التوفيق..

واعلم عزيزي المربي ختامًا أن القدوة الحسنة مهارة لا غنى لك عنها لتكون مربيًا ناجحًا وقائدًا ماهرًا لدفة السعادة الأسرية..

____________________

المصدر : موقع مفكرة الإسلام .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم