زوجتي كتلة من الحقد عليَ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ارجو الرد على رسالتي ويعلم الله اني بحاجه ماسه لرأيكم السديد في هذه المرحلة الحرجه من حياتي الزوجيه
أنا متزوج منذ سنه ونصف تقريبا ولدي بنت عمرها ٧ اشهر .. ادرس في الخارج وكانت زوجتي معي. ابنتي كانت تعيش في المملكه تحت رعاية ام زوجتي وامي ايضا.
حصل خلاف حاد بيني وبين زوجتي فقامت بالصراخ في وجهي في مواقف السيارات باحد الاسواق الكبيره. عدنا الى المنزل وقررت العوده للمملكه في اول رحله. حينما عدنا قامت زوجتي باخبار امها بجميع اسرارنا الزوجيه وخلافاتنا.
ثم قامت ام زوجتي بالاتصال على والدتي لتشويه صورتي وخلق اكاذيب لا تعد ولا تحصى. قامت زوجتي ايضا باتهامي باني اخذت منها مبلغا بالخديعه. وهذا غير صحيح وانما كان هذا المبلغ دفعة لمعهدها للدراسه.
أيضا قامت بالافتراء والكذب علي وتشويه صورتي امام والدتي. صارحت والدتي بالحقيقه وكذب زوجتي وامها. وبالطبع والدتي وقفت بصفي وبدآت حرب النسوان.
والدة زوجتي امرآه كيدها عظيم وسلطتها قويه. حتى ان والد زوجتي دائما ما يستمع وينفذ قراراتها. كنت احاول جاهدا حل المشكله بيني وبين زوجتي ولكن لا حياة لمن تنادي.
في وسط تلك المعمعه، اقتربت بداية دراستي و قررت العوده للخارج وحدي وترك زوجتي في المملكه بدون السلام على والدها او حتى اخباره بذلك. فقد كان ينتظر مني اتصالا لحل المشكله مع ابنته.
ولمعرفتي بسلبيته وانه سيحاول تجاهل اخطاء ابنته تماما ويقوم باصلاحنا بطريقة اصلاح الاطفال. قررت السفر دونها وتركها ببيت والدها.
ثارت ثائرتها حينما علمت بسفري لوحدي وقامت برمي ابنتي على والدتي. وهاهي ابنتي تعيش في بيت والدي ووالدتي وقد مضى على رمي زوجتي لابنتي اكثر من شهرين!! اكثر من شهرين دون ان تتصل لتسآل عن ابنتها حتى!!!
بالنسبة لي وبعد رميها لابنتي بدون حتى السؤال عنها فقد كرهت هذه المرآه الحاقده شديدة البآس والكراهيه. هذه المرآه امتلآ قلبها بالحقد علي ويعلم الله كم تحملتها كثيرا وتحملت غرورها وعجرفتها ورفضها الاعتذار اطلاقا في كل مرة تخطئ.
كنت اجبر نفسي على الاعتذار منها رغم علمي وعلمها بانها هي المخطئه وذلك لاننا في غربه ولا أريد ان ازيد مشاكلنا. قررت الطلاق منها ولكن دائما اتردد بمستقبل ابنتي وحياتها بدون امها.
على العلم بان والدتي تحب ابنتي حبا شديدا فهي اول حفيدة لها وهي على استعداد لتربيتها. ولكني مازلت حائرا
اسم المستشير ايوب الصابر
رد المستشار: الشيخ يوسف بن محمد الجبيرة
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الأخ العزيز الأيوب الصابر:
وليتسع يا أخي الحبيب صدرك فما زلت في بداية الحياة الزوجية وأمامك مشوار طويل ولا تكن صرخة من زوجتك في وجهك بأحد الأسواق تجعلك تتصرف هذا التصرف السريع والعاجل وتتخذ من زوجتك هذا الموقف الصارم وتصفها بالحقد وأنها شديدة البأس ويصل بك الأمر إلى كرهها ثم السفر بدونها وحتى بدون إخبارها والسلام عليها بل ويصل بك الأمر إلى انك قررت تطليقها مهلا مهلا يا أخي ورويدك رويدك يا عزيزي فإني أحملك الخطأ بأنك لم تستوعب تلك المشكلة العادية والتي تحدث في معظم البيوت وكان بإمكانك كرجل وذو عقل راجح أن تحل تلك المشكلة بينك وبين زوجتك دون اللجوء إلى السفر والعودة إلى المملكة لأن عودتك السريعة تلك أزمت الموضوع ثم الخطأ الآخر الذي وقعتما فيه كلاكما أن كل واحد منكما اخبر والدته بالمشكلة ولم تكتفيا بتلك المشكلة بل فتحتما ملفات قديمة مما أجج النار بين والدتك ووالدتها وبدأت حرب النسوان كما ذكرت أنت .
وهذا من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الزوجان أعني إدخال وحشر الأهل في مشاكل زوجية بسيطة بإمكان الزوجين احتواءها وحلها معا بعد أيام قلائل من حدوثها ولابد للرجل من التحمل والصبر لطبائع المرأة فليس لأدى مشكلة ينصرف ذهنه مباشرة إلى الطلاق فلو كان الأمر كذلك لما بقيت امرأة عند زوجها بل لابد من الحلم وغض الطرف والتحمل واستمع معي.
أخي الكريم إلى هذه الحوادث التي حدثت لنبينا عليه الصلاة والسلام مع بعض زوجاته وكذلك لما حدث لبعض أصحابه مع زوجاتهم وكيف تصرفوا معها : 1- لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة لكي يقضي حاجته ( أي يبول ) فظنت زوجته وهي زينب أنه ذاهب إلى إحدى زوجاته فقامت بإغلاق الباب عليه من الداخل وعندما رجع بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام وجد الباب مغلقا فأخذ يترجاها أن تفتح له الباب وهي تقول : لا أفتح وقد ذهبت لبعض زوجاتك وهو يقول لها : بل ذهبت لأقضي حاجتي إلى أن فتحت له بعد فترة وهو خارج البيت .
2- عندما قامت إحدى نسائه عليه الصلاة والسلام بإرسال طعام إليه وهو عليه الصلاة والسلام في بيت عائشة رضي الله عنها وعنده بعض أصحابه فقامت عائشة فضربت يد الخادم فسقط الطعام على الأرض وانكسر الاناء وكل هذا يحدث على مرأى ومسمع من ضيوفه الذين عنده من أصحابه رضوان الله عليهم فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا إن قام فجمع أجزاء الطبق المنكسر وقال : طبق طبق وطعام بطعام ثم التفت إلى أصحابه وقال لهم : غارت أمكم غارت أمكم وانتهى الموقف بسلام هكذا بكل بساطة .
فماذا سوف تصنع أنت يا أخي لو فعلت زوجتك ذلك أمام أصدقائك وضيوفك ؟
3- يأتي رجل إلى بيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشتكي عند عمر سوء خلق زوجته وإذا به يسمع وهو خارج البيت ارتفاع صوت زوجة عمر على عمر رضي الله عنه وقد كان لتوه يطرق الباب فلما سمع ارتفاع صوت زوجة عمر كأنه سلم بالأمر فرجع فخرج إليه عمر رضي الله عنه وسأله : ما بك ؟ فقال الرجل : ليس بي شيء فأصر عليه عمر بأن يخبره ماذا يريد وما الذي جعله يطرق الباب فقال الرجل : جئت لأشتكي إليك زوجتي يا أمير المؤمنين فسمعت زوجتك ترفع عليك صوتها فرجعت فقال له عمر رضي الله عنه ؟ أليست هي حاضنة لأولادي طاهية لطعامي غاسلة لثيابي وتعفني عن الحرام فرضي الرجل وعاد إلى بيته وزوجته .
وغيرها من المواقف المليئة بها السيرة وهكذا ينبغي للرجل أن يحكم عقله قبل عواطفه وأن ينظر إلى الأمور من بعيد لا من قريب ولذلك جعل الله القوامة عنده لا عند امرأته فنصيحتي لك يا أخي التريث وعدم الاستعجال وعد من سفرك واذهب إلى والدها وأصلح ما بينك وبين زوجتك ولاتأخذك العزة بالإثم وانظر إلى مصلحة هذه الطفلة التي بينكما والتي ليس لها ذنب في خلافك مع والدتها .
وفقك ربي إلى كل خير وجمع بينكما على خير …آمين .