خوفي من صديقتي يحاصر حبي لها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة ولي أخت في الله كانت السبب في هدايتي والتزامي بفضل من الله تعالى ، وهي تكبرني بنحو 10 سنوات ، وكلاتنا جامعيات وغير متزوجات ، وأتميز منذ طفولتي برقتي وبرائتي وهدوئي عند أي مناقشة ، ولله الحمد أحتل مكانة طيبة في نفوس الكثيرات ، وقوت علاقتي بهذا الأخت منذ 4 سنوات ، كانت توجهني وتنصحني ، وكانت تتميز بطيبتها وقوة شخصيتها ، وبنفس الوقت كانت جافة نوعا ما ، وكلاتنا ارتحنا لبعض ، ولله الحمد لا توجد حياة بلا منغصات وزعل ،
وتركتني هذه الأخت لأول مرة مغادرة للعمرة في شهر رمضان ، وفاجئتني أنها أكتفت بارسال رسالة وفي وقت متأخر في نفس يوم سفرها وكانت صدمة لي ، والأشد من ذلك طيلة أسبوعين وهي بالخارج لم تطمئني عليها وكنت قلقة جدا ، فاستغليت الوقت واشتريت هدايا لها وبعثتها لمكان دوامها ولم أكن أعرف انه سيسبب مشاكل لها في دوامها ،
وتفاجئت عند عودتها من العمرة بعثت لي رسالة بأني سأكون سبب في تفنيشها بسبت ارسالي هدايا لها لمكان عملها ، وكان غرضي ادخال البهجة والسرور على قلب أخت لي ليس الا ، ومن وقتها وأنا أتجاهلها خوفا من أن تسمعني كلام جارح أو أني السبب في مضرتها ،
وللعلم الحمد لله لم تفنش من دوامها ، ومن وقتها صرت أخاف من كل شيء حتى رنة الهاتف أو الجرس ، فقدت شهيتي ، مع انها حاولت أن نتناقش لكن تهربت لخوفي ليس الا لأني لم أتعود على النقاشات وتعودت من يحامي عني في أي أمر ولم أتعود أن أقول ما في خاطري بطريقة مباشرة الا بالرسائل .
ومازلت أحب أختي هذه وأتذكر أفضالها علي ولكن الخوف يمنعني من التواصل معها .
فما الحل وجزاكم الله كل خير .
اسم المستشير Hasnaa
……………
رد المستشار د. محمد بن علي الصبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .وبعد :
أختي الكريمة : أحيي فيك هذه الشفافية والوضوح والصراحة والتجرد فهي صفات رائعة تدل على إيجابية كبيرة تجاه الحياة والناس وزاد من جمال هذه الصفات الشخصية فيك اقترانها بجانب تعبدي هو الأخوة الصادقة في الله0
في عرض المشكلة جانبان :
الأول : العلاقة مع أختك في الله :
أرى التواصل المباشر حل فعال وقوي ويكون ذلك أولا تهيئة نفسك وتخيل أنك تتصلين عليها وكأنك تتكلمين معها فعليا وتجرين معها حوارا هاتفيا ثم تتوقعين ما ستتحدث به وكيف سيكون ردك وبعد ذلك تكتبين أهم ما ستقولينه في الهاتف ثم تكررين التجربة مرة أخرى وتتخيلين ردود فعلها وما تتوقعينه منها ثم تعدلين ما كتبته بناء على ذلك ويمكن أن يكون أفضل عندها أن تبادري بالاتصال عليها هاتفيا اتصالا حقيقيا هذه المرة وستكونين أقوى وأكثر تأثيرا مما تتخيلين فاعلية وقدرة على التواصل الجيد وستتغلبين بإذن الله على مخاوفك .
الثاني :الجانب الشخصي .
تتميزين برقة في الأحاسيس وعاطفة صادقة يضفي عليها الإيمان والالتزام رونقا وبهاء وجاذبية يمكنك توظيفها في علاقاتك بالآخرين بشكل يكسبك الثقة والمصداقية ويجعلك داعية وهادية للخير فالقلوب المؤمنة قادرة على التعرف على المشاعر الصادقة .
وهذه المخاوف يمكن علاجها كالتالي :
اذهبي لمكان هادئ وحبذا لو كنت متوضئة واجلسي وسمي الله واحمديه وصلي على رسوله واسألي الله التوفيق وادعيه أن يساعدك في إزالة ما تجدين من مشاعر ومخاوف وتمتعي بجلسة استرخاء مع ذكر يهدي النفس وصلاة على الحبيب محمد تزيد النور في القلب وتجلو الظلمة عن قلبك وعندما تشعرين بنوع من الاسترخاء خذي نفسا عميقا واملئي رئتيك من الهواء حتى تشعري جوفك تماما من الهواء ثم احبسيه لمدة أربع ثوان ثم أطلقي الهواء باسترخاء لمدة أربع ثواني وكرري العملية عدة مرات من 5-15 مرة .
بعدها أغمضي عينيك وتخيلي موضع الخوف لديك أين وكيف هل هو منتشر أو متركز في مكان محدد هل هو نقطة أم دائرة وكيف تشعرين به هل هو حرارة أو مرارة وما لونها إن كان لها لون 00الخ وأنت مغمضة عينيك تخيلي أن معك ريموت كنترول وقومي بتقليل المشاعر السلبية وتصغير حجمها وتغيير لونها للأبيض وحتى تصبح مثل رأس الدبوس ثم تمسحينها وتزيلينها بالريموت الذي تمسكين به بيدك ثم تفتحين عينيك وتنظرين لزاوية من الغرفة وتفحصينها بنظرك جيدا , وبتكرار التجربة عدة مرات سيذهب الله عنك هذه المشاعر السلبية .