لا أعلم ما أكتب إستشارة نفسية أم أسرية ولكن كلاهما أدندن عليه ..
بداية أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة ومشكلتي بدت منذ الصغر تقريبا …
أسمحلي يا دكتور سأكون جرئية في جميع التفاصيل والله أعلم بمدى حيائي مما سأقول ولكن كفاني صمت فقد أصبحت لا أطيق الخوف أكاد أموت …
كنت أبلغ من العمر تقريبا 8 سنوات أو عشر والمصيبة التي لاتغتفر إلا أن شاء الله أني كنت أنام مع والدي في نفس الغرفة وابي رجل مريض نفسيا تأتيه أيام يهيج بها ويصبح يمشي جنسيا بحت لا يفرق بين البنت والزوجة وعندما ينام مع والدتي وأنا صغيرة أسمع والدتي تصيح وتصطرخ وأنا أبكي جدا دون علمهم فبدأت أخاف من أبي وهذا أول خوف في حياتي مع أن والدي عندما يرد طبيعي جدا طيب ..
أريد أن أذكر قبل هذا أني في الصغر وقد كان عمري 7 سنوات وبجانبنا مسجد فكنت أتسلى مع أخي الأصغر في الشارع أتى رجل متدين وقال لأخي أنت محمد قال نعم قال تعال بعطيك شئ داخل المسجد تعطيه والدك ..ودخلنا .. وكان يوم جمعه من رمضان وأقفل جميع الأبواب وأراد أن يتخلص من أخي …فذهب كي يأتي بأله حادة وكان قفل باب المسجد طويل لا أصل إليه فسبحان الله قفزت قفزة واحدة وحتى يدي لا مست القفل بهامشه ففتح الباب ونجونا بحمد الله وبعد يومين سمعت بأن فتاة أعتدى عليها وقتلت بالمسجد المجاور .. من رجل متدين ..
هنا نشأ ثاني خوف في حياتي وفي سنة من السنوات أختي كانت في المدرسة وأتصلت على البيت تريد أن يأتي أحد لمدرستها كي تستأذن فهي متعبة … فقال أبي أذهبي معي أنا لا أعرف أين أذهب داخل المدرسة فذهبت وفي الطريق يقول لي أنتي صدقتي أني سأذهب بك الى المدرسة لا أنا أريد أن أذهب بك غلى البر أريد أن أخطفك .. فبكيت ثم خاف وعند وصولنا الى المدرسة بدأ يتحسس بيده على فخرجت ودخلت على المديرة وقلت أريد أختي فقالت أنتي صغيرة لن تخرج أذهبي ونادي والدتك فجلست أبكي وابكي فقالت ما بك قلت أمي متوفية وهنا قد كذبت لأني أريد أختي أن ترد معي بالسيارة كي لا يفعل أبي فيني شئ عند العودة …
فخرجت وأخبرت أمي وتم نقله للمستشفى الى أن شفي … هنا بدأ الخوف يتطور معي وشئ آخر هو الكذب فكل ما أخاف من شئ أكذب ولو كان تافها … أنا الآن عمري 21 وقد من الله علي بالإستقامة وأجاهد نفسي كثيرا ويتقطع قلبي .. من الكذب قد نشأ معي ومع خوفي …
الخوف الرابع .. قبل عام تقريبا ذهبنا لرحلة عمرة مع أخي وفي الطريق قبل أحدى القرى وكان الوقت الساعة 2 ليلا أضعنا الطريق فلا نعلم كيف تجرأ أخي وأوقف سيارة بجانبة لكي يستفسر عن طريق مكة فقالوا له وهم شابان من هنا أتبعنا .. لا نعلم كيف عميت قلوبنا وأتبعناهم فأوصلونا الى طريق أنتهى ببر ولا أنوار ولا بشر مع أن المسافة 5 دقائق ..وسيارتنا ليس بها بانزين فلا نرى أيدينا ونزلوا من السيارة ليخرجوا سلاح من دبة السيارة فأنطلق أخي وأنطلقوا ورائنا تقريبا لمدة ربع ساعة ولا يوجد من الفتيات إلا أنا وأختي أصغر مني وأبي المريض وأخي وامي .. لن أقول لكم كيف كانت حالتي .. لا أرى الأ الموت .. قد تشنجت وأنقليت عيني الى الأعلى .. ولا أردد سوى اللهم أكفنيهم بما شئت .. ونحن في صحراء لا نعلم الى أين متجهين مع أننا سافرناثلاث مرات على طريق مكة .. ولكن قدر الله ..
هذا الخوف الذي دمر حياتي … عندما رجعنا كنت في حالة شبه هستيرية لا أنام وأبكي …ومرت الأيام فأصبحت أخاف بشدة حتى أن أهلي بدوا يتضايقون مني ..لأن مرة ذهبت أمي وأختي لحفلة عرس وبقت جالسة مع أخوتي فخرجوا جميعهم من المنزل وأتى والدي ولم يكن به شئ طبيعي لكن أنا لا فكل حركة يتحركها تعني لي شئ آخر مثلا يريد أن يقوم فيذهب للديوان فأقوم أنا مسرعة على الدرج فوق فيناديني ويقول ما بك يا بنيتي والله ما أب أسويلك شئ ويبكي …أنا أقول لأ يبكي عشان أنزل ويفعل ما يشاء .. أشك فيه جدا جدا حتى أني (( كرهته )) … وأعلم أن أبي قرة عيني ولكن أكرهه عندما يمرض فقط …
الخوف الخامس .. وهذا ما أعانيه الان وبدأ يهلكني …أن في يوم أردت حاجة من السوق فقال أخي هيا أنتي ووالدتي لنذهب وعندما كنا بالسيارة قالت أمي خلاص وصلوني الى عمامكم وأذهبوا للسوق ..فعدنا أنا وأخي وحيدين .. وذهب أخي بطريق صحراوي ..مظلم بلم أستطع أن أتنفس وبدأت أشك به حتى أي حركة يفعلها أقول يريد أن يستغفلني فجاءة المصيبة أنه أغلق مفاتيح الباب كالعدة أنا حسبتها شئ آخر ووضعت يدي على الباب كي يأتي طريق فيلف فأسقط نفسي ولكن برحمة من الله ما أتى الدوار إلا واللأضواء تتلألأ …
وهكذا حياتي .. الآن لا أستطيع أن أخرج مع أحد … وأخواني لا يعلمون شئ ..مما يحصل لي ولو علموا سأجرحهم كثيرا ..
ملاحظه : ربماما زاد الحالة تأزما أني أشك بجميع الناس أنهم يريدون الإعتداء علي بما وهبني الله من جمال القامة الذي ربما نادر في الوجود لدرجة أن حتى فتيات المدرسة يحاولون ذلك كنت أشاهد هذا في جميع من يراني وحتى يتلفظون بالمدح … ولكن تقوى الله أجمل من كل شئ …فأصبحت لا ألبس إلا واسعا حتى أصبحوا أهلي ينادوني بالعجور..لأني ألبس ملابس رثة وليتهم يعلمون لما وما بي ..أستقمت على طاعة الله فكانت حتى أن في يوم زارتنا محفظتي ورأتني والله حاولت التحرش بي ..فهلا أعنتوني بارك الله فيكم .. احاول ان استعمل نعمة الله في طاعته فأرى الفتن تزداد والخوف أيضاوالكذب فما توجيهكم لي بارك الله فيكم ..
اسم المستشير ابتسام
____________________________
رد المستشار د. نهى عدنان قاطرجي
أختي العزيزة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أود في بداية المشكلة أن أهنئك على سلوكك طريق الطاعة والإيمان فإن هذا كفيل بأن ينجيك مما أنت فيه . أما بالنسبة لمشكلتك المتشعبة فأنا سأحاول تفنيدها بما يلي :
1- بالنسبة لعلاقتك بوالدك فهي في نظري لب المشكلة وأساسها ، إذ لولا التحرشات التي تعرضت لها لما وصلت إلى ما أنت عليه الآن ، ولكن ما يشفع لك في قصتك هو إدراكك أن والدك مريض وهو لم يفعل ما فعل إلا وهو تحت تأثير المرض ، بينما هناك بعض الفتيات في مجتمعاتنا يعتدي عليهن ذووهن أو أقاربهن وهم بكامل قواهم العقلية ، والفتيات المسكينات يتكتمن على الموضوع ولا يفصحن عنه خوفا من الفضيحة أو من أن لا يصدقهن أحد .
2 – ما ورد يجعلني انتقل إلى النقطة الثانية ألا وهي علاقتك بأمك . فأنت لم تخبرينا كيف هي هذه العلاقة هل هي جيدة أم لا ؟
ولكن يظهر من السطور أن أمك دعمتك ووقفت إلى جانبك في محنتك ولقد كان لحديثك معها دور فعال في شفاء والدك ، وما فعلته أنت من إخبار أمك بموضوعك هو عين العقل ، وهو ما تغفل عنه بعض الفتيات خوفا من أن تتهمها أمها بالكذب أو من أن يؤدي الأمر إلى الانفصال والطلاق بين الأم والأب ،
لذلك أنصحك أن تقوي هذه العلاقة مع والدتك وأن تخبرينها بما تعانينه ، فلعلها تساعدك في التوجه إلى طبيب مختص يساعدك على التخلص من آلامك .
3 – إن التوجه إلى الطبيب المختص أمر ضروري جدا في حالتك لأنك بدأت تشكين بكل من حولك ، وتعتقدين أن كل من يتقرب إليك حتى من أهلك يريد إيذاءك ، وأنا لا ألومك فما أصابك ليس بقليل ، ولكن الحياة أمامك ، ويجب أن تعيشيها بسلام ، وهذا لا يكون إلا بطلب العون من الأخصائيين بعد اللجوء إلى الله تعالى طبعاً .
4 – نعمة الإيمان التي أنعم الله بها عليك ، وإن لم يكن في محنتك غير هذه النعمة فإنها تكفيك ، خاصة إذا عرفت أن أكثر الحالات التي تلتجئ فيها المرأة إلى الدعارة تكون نتيجة تعرضها للاغتصاب وهي صغيرة ، فكون الله سبحانه وتعالى قد حصنك وحماك فمعناه أنه يحبك ، فازدادي تقربا منه وادعيه بإخلاص أن يشفيك ويساعدك على التخلص من الكذب الذي بدأت تعانين منه ،
وأنت إذا عرفت مكانة الكذاب في الإسلام التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( إن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار , وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذاباً ) , فإن هذا قد يعينك على أن تحولي مخاوفك كلها إلى مخافة الله وحده دون سواه من الخلق .
5 – نعمة الجمال أم نقمة الجمال لا أدري ، ولكن لعل هذا الجمال كان السبب وراء وقوع بعض الحوادث السابقة ، ولكن ما يفرحني في هذا الموضوع أنك تدركين قيمة هذا الجمال وأنه لا يشكل لك هدفا ولا يحرك فيك غرورا ، وهذا يجعلني أتأكد من رجاحة عقلك وفهمك للحياة بشكل صحيح .
أخيرا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يفرج كربك ويوفقك لما يحبه ويرضاه ، إنه سميع الدعاء.