بابا نزل معاشه وغيرها من الأغاني المشابهة لأطفال موهوبين وجميلين، لكن مع الأسف استخدمت موهبتهم وأصواتهم بشكل خاطىء ومؤذ أكثر من كونه هادفا أو مسليا.
ومع أن الساحة المحلية والعربية كما يحب أن يسميها البعض لا تزال فقيرة مقفرة فيما يخص الطفل وثقافته والإعلام العربي والمحلي يعتمد فيه بشكل كبير على الدبلجة والتقليد بعيدا عن التميز والابتكار في جميع مجالاته، فإنك تتوقع على الأقل أن يكون هنالك نشاط أكبر في الغناء والأناشيد على اعتبار أن العرب مبدعون فيه شعرا وغناء.
لكنك تستغرب عندما يروج لأغاني أطفال تافهة وأخرى مؤذية على الرغم مما فيها من تمرد وتعد واضح على القيم الثابتة في علاقة الطفل مع والديه وعدم احترام لتذاع بدون تحفظ أو محاسبة ليرددها الأطفال على أنها أغان مبدعة من طفل ذكي أو طفلة ظريفة تغني وتتراقص على كلمات لا ترتقي للآداب العامة والتربوية ولا حتى للفن الجميل.
وكأن انتقاء المعاني الجميلة والكلمات الراقية والعادات الحسنة لا يرتقي لان يكون سلعة تروج.
قد نغض الطرف عن فنون الكبار وإقلاعاتهم على اعتبار أن للكبار عقلا وضميرا مستقلا يوجههم لما يرون فيه مصلحة لهم، لكن في إعلام الطفل وآدابه فإن السكوت عن التردي في الأخلاقيات العامة والتمرد على أرقى وأنبل علاقة تربط الأبناء بآبائهم ولو على سبيل اللهو والتسلية، هو انحطاط في أخلاقيات المجتمع وإهمال لصمامات الأمان فيه.
ومن حق المجتمع أن يقف بحزم مع أي تجاوز ولو كان بسيطا فيه ومن واجب القنوات الفضائية السمعية والمرئية احترام هذه الثوابت وعدم التساهل معها حتى ولو كانت أغاني للأطفال.
فالأطفال هم روح المجتمع ومستقبله، لذا يجب أن نخصه بأرقى وأفضل الابداعات لا أن نتخمه بالغث من الكلمات التي لا تكلف من كتبها عناء ولا اهتماما لتلحن كأغنية يرددها الصغار ويتراقصون لها وعلى مرأى من الكبار، تقتل براءتهم وتنحط بهم لدرجات التمرد والعقوق.
وعلى ما يبدو أنه في عالمنا العربي، حيث لا يزال الشكل أهم وأكثر رواجا من المضمون من السهل جدا أو المربح إيجاد طفل جميل وعذب الصوت ليرقص ويغني، لكن من الصعب فعلا وربما هو مستحيل إيجاد كلمات راقية له ليتغنى بها!!!
______________________