الأحد 22 ديسمبر 2024 / 21-جمادى الآخرة-1446

احترام كيان الطفل .



احترام كيان الطفل .
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSEJqMO2sOO0Q7qybtqrst0AvhptwD7M0pASaLnfGQ6ikSRiqS_أ. عفاف يحيى النجار .

التعامل مع الطفل أى طفل يتطلب الإهتمام بحاجاته وإحترام رغباته ومشاعره ، وما ينبغى ذكره وعلى الآباء استيعابه جيدا حقيقة أن تربية الأبناء تحتاج لصبر ودعاء ومحاولة وهدوء وتحتاج أيضا أن أكون طفلا وقتما تقتضى الظروف ذلك وأن أكون راشدا عندما تقتضى الظروف أيضا ذلك وتحتاج إلى معلومات عن تربية الأطفال وكل ما يتعلق بخصائص نموهم البدني واللغوي والنفسي والاجتماعي في مراحل نموهم المختلفة بقدر الإمكان .

ويبقى أن طفلك كائن فريد وهو يطلب أن نعامله بإحترام . ويتطلب ذلك بداية أن ينجح الوالدان في تهذيب أنفسهم وتحصينها بالإيمان وتنظيم حياتهم الأسرية ليسود جو من الإستقرار النفسى والأمان ينعم في ظله كل من الآباء والأبناء ويأتي شعور الطفل بالأمان نتيجة شعوره بإحترام وتقدير الآخرين لوجوده وكيانه الذي يحمل رغبات تتطلب الإشباع والإهتمام ويتناول هذا الشعور بالأمان عدة أبعاد ألا وهى :-

شعور الطفل بالأمان الجسدى : من حيث الإهتمام بصحته العامة والحرص على تلبية إحتياجاته الأولية من طعام وشراب ونظافة بإنتظام وعدم تعرضه لأي إيذاء بدني أو تحرش سواء من المحيطين به أو من أقرانه .

الأمان النفسي : ويتضمن كل ما ندخله على حياة الطفل من تغييرات ونظم وقواعد حياتيه وأساليب تنشئة مثل قواعد الصواب والخطأ والثواب والعقاب كما يتناول التغير أيضا ما قد يحدث من تغير في طبيعة الأسرة كسفر أحد الوالدين أو المرض أو الوفاة أو ولادة طفل آخر أو تغيير مكان إقامة الأسرة أو المدرسة التي يلتحق بها الطفل وكل ما من شأنه أن يشعر الطفل بأن أمرا ما قد حدث ويستتبعه حدوث تغير في الجو النفسي والنظام السائد في المنزل وفى طبيعة المهام المتوقع القيام بها من كل فرد من أفراد الأسرة ، ولكى يتقبل الطفل هذا التغيير وما يحمله من ضغوط نفسيه تتطلب قدرة على التكيف والإستيعاب يفتقدها أطفالنا الصغار ينبغى على الآباء إقامة حوار هادىء يراعى الخصائص العمرية والنفسية للطفل يسعى إلى تهيئة الطفل مسبقا لتقبل ما يحدث من تغيرات بشرط أن يقوم هذا الحوار على شرح لحقائق الأمور التي يستطيع الطفل إستيعابها ويبتعد عن التزييف والوعود المبالغ فيها وأن يدخل فيه الآباء عالم الطفل بكل حركاته ولغاته وضحكاته وكأنهم في مثل عمر هذا الطفل وذلك للاقتراب بقدر الإمكان من الأطفال وحتى يتمكن الآباء من إجراء التشكيلات الصحيحة لسلوك أبنائهم عن طريق اللعب معهم والحكي وتمثيل القصص وتبادل الأدوار فيها حيث يرى الطفل في كل هذا احتراما لعقله وقلبه فاحترام الآخرين لعقول ومشاعرالأطفال يعنى لهم الكثير ..

ولو أن الآباء يعلمون ما للحوار من قيمة وأهمية في حياة أبنائهم لقاموا بتخصيص أوقات ثابتة بشكل يومى لتبادل الحوار مع أطفالهم وما إنشغلوا عن ذلك بأى عمل آخر لما سيستشعرونه من متعة في الحديث مع أطفالهم يتسم بالمرح والفكاهة أحيانا والجدة أحيانا أخرى وتبادل الخبرات والمعلومات ومشاعر الحب والتقدير لذاتي ولذات الآخر فلا يخلو أبدا وفي كل الأحيان من الدفء العاطفى الذي يشعر كل الأطراف بالأمان والهدوء النفسى وما يتبع ذلك من مشاعر طمأنينة لإمكانية إعتماد كل طرف منهم على الآخر وقت الإحتياج إليه في أي من مواقف الحياة .

ولكي ينجح الوالدان في تربية أبنائهم بشكل صحى عليهم أن يحرروا مشاعرهم خاصة وقت إجتماعهم بأبنائهم من التأثيرات السلبية للضغوط التي يتعرضون لها سواء في العمل أو في علاقاتهم الاجتماعية أو حتى في علاقاتهم بشريك الحياة في نفس المنزل وإن لم يستطيع أحد الوالدين ذلك فليتجنب التعامل مع الأبناء إلى أن يهدأ ويستطيع التصرف بشكل أفضل ، بعدها يستطيع إقامة حوار مع أفراد أسرته بشكل هادىء يتيح للعقل التفكير بطريقة إيجابية بعيدا عن مشاعر الضيق والغضب .

كذلك على الآباء تنمية قدرة الطفل على الإستقلال إعترافا منهم بإمتلاكه مقومات النجاح من ناحية ومن ناحية أخرى إمكانية الإعتماد عليه وأن يشعر بأهمية وجوده من خلال أهمية ما يسند له من أعمال تتناسب وقدراته وطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها وتفعيلا ناجحا لهذه القدرات من شأنه الإرتقاء بها ودعم ثقته في ذاته وفيمن حوله .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم